إلا أن القطاع الذي يعد احد أعمدة الاقتصاد الوطني والصناعات المعملية على وجه الخصوص فانه يسجل منذ سنوات تراجعا مطردا مما اثر في نمو الاقتصاد التونسي وتأثرت الصادرات وما يمتد عن هذا التراجع من آثار أخرى.
سجل قطاع النسيج والملابس في نهاية 2024 تراجعا مقدرا ب 4% وامتدادا لسلسلة من نتائج سلبية سجلت الثلاثية الأولى من العام الحالي تراجع حجم القيمة المضافة في قطاع النسيج والملابس 0.9%.
في احد التقارير الصادرة مؤخرا كشف موقع statista "ستاتيستا " عن توقعات بأن يُحقق قطاع الملابس في تونس حجم 1.71 مليار دولار في 2025، مبينا أن موقع تونس الجغرافي يساعدها في تنمية هذا القطاع إلى جانب أهمية اتفاقية التجارة مع أوروبا وخاصة مع فرنسا وألمانيا ابرز الشركاء التجاريين لتونس.
وفي بيانات المعهد الوطني للإحصاء بلغ حجم نمو القطاع خلال الثلاثي الأول من العام الحالي 579.4 مليون دينار أي ما يعادل حوالي 193 مليون دولار وانتهى العام الفارط في مستوى 2.4 مليار دينار أي ما يعادل 784.2 مليون دولار. تكشف بيانات المعهد الوطني للإحصاء للتجارة الخارجية لشهر ديسمبر للعام الماضي عن تراجع في صادرات قطاع النسيج والملابس والجلد بنسبة 4.8%. و في شهر افريل سجلت صادرات قطاع النسيج والملابس والجلد ارتفاعا طفيفا ب 0.1%.
وفي بيانات المعهد الوطني للإحصاء المتعلقة يتوزع المشتغلين حسب قطاع النشاط الاقتصادي يبلغ عدد المشتغلين في القطاع 232 ألف .
ويواجه قطاع النسيج والملابس تحديات كبرى على غرار المنافسة الكبرى والتغيرات التكنولوجية وأهمية العامل البيئي بالإضافة إلى ارتفاع المواد الأولية وارتفاع تكاليف النقل هذا دون إغفال عامل الحرب التجارية والرسوم الجمركية غير المستقرة التي تؤثر حتما على القطاع.
البيئة المتغيرة للأنشطة الاقتصادية تضاف إليها عوامل أخرى تضر بالقطاع وبسمعة تونس في هذا المجال فقد جاءت تونس بالمركز 16 ضمن المؤشر العام المتعلق بالملابس المقلدة الذي يقيس احتمال أن تكون دولة ما مصدر رئيسي لهذه السلع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المنظمة التي تعرف السلع المقلدة بأنها جميع المنتجات التي يتم تصنيعها لتقليد مظهر المنتج الأصلي بشكل يحاول تضليل المستهلكين.
كما تواجه تونس منافسة عالية من قبل مصر والمغرب حيث احتلتا المركز الاول والثاني وفق موقع ستاتيستا مما يتطلب مزيد الاهتمام خاصة بالجانب البيئي وتخفيف البصمة الكربونية التي اصبحت ذات اهمية لدى البلدان الشريكة كما ان عدم الاستقرار الجبائي يؤثر في اداء النسيج الصناعي المحلي وتراجع الاستثمار الاجنبي وبالتالي تاثر النمو والتشغيل بصفة اساسية هذا بالاضافة الى ان الاثار تمتد الى ابعد من ذلك فالموجودات الصافية من العملة الصعبة تحتاج الى دعم الاستثمار والتصدير للحفاظ على مستوى مطمئن لها.
تونس وقطاع النسيج والملابس من المنافسة الإقليمية المحتدمة إلى وضعها ضمن ابرز مسارات تجارة الملابس المقلدة في العالم
على الرغم مما تكشفه تقارير دولية من أهمية قطاع الملابس في تونس
Leave a comment
Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.