في زيارة وفد حكومي رسمي ليبي أمس إلى تونس: البحث عن آليات لدعم التكامل الاقتصادي ورفع التنسيق السياسي

تعزيز يتجلى من خلال الزيارات الرسمية لعدد من الوفود إلى البلاد وأخيرها وليست الأخيرة زيارة وفد حكومي ليبي رفيع المستوى أمس، وفد ضمّ كل من الطاهر الباعور المكلف بتسيير وزارة الخارجية والتعاون الدولي لدولة ليبيا ومحمد الشهوبي وزير المواصلات ومدير إدارة التعاون أشرف التائب مدير إدارة الشؤون القنصلية نجاة الشائف ورئيس جهاز المباحث الجنائية ورئيس جهاز تطوير الخدمات العلاجية ورئيس جهاز الإسعاف الطائر، وقد بحث كلا الجانبين التونسي والليبي في لقاء موسعا بينهما في مقر وزارة الشؤون الخارجية سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية وتبني آليات جديدة لدعم التكامل الاقتصادي بين البلدين.
بحسب وزارة الشؤون الخارجية فقد تمّ خلال اللقاء استعراض مسيرة العلاقات الثنائية وآفاق دعمها وتطويرها في مختلف المجالات تجسيدا لتطلعات قيادتي البلدين إلى تحقيق مزيد من التكامل وتوثيق الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الجانبين. كما مثّل اللقاء مناسبةً أكد فيها الجانبان أهميّة حسن الإعداد لمختلف للاستحقاقات القادمة. هذا وتم تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك في المنطقتين العربية والإفريقية والتي تتطلب تنسيقا مُحكما حولها من أجل مواجهة التحديات الأمنية والتنموية الماثلة.
مناقشة ترتيبات انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في شهر مارس
ناقش الطرفان التونسي والليبي أوجه التعاون في المجالات الأمنية، خاصة في مكافحة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن تعزيز الخدمات القنصلية المشتركة والتنسيق في مواجهة التحديات والصعوبات والترتيبات لانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين خلال شهر مارس المقبل، وقد وأكد في ختام اللقاء على أهمية هذه الزيارة في تحقيق تقدم ملموس في الملفات المشتركة، وضرورة مواصلة التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما في إطار جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين ويُعزز الاستقرار في المنطقة. ووفق ما أكدته وزارة الخارجية الليبية على صفحتها الرسمية على "الفايسبوك" فإن الاجتماع قد تمّ مناقشة سُبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين ليبيا تونس، مع التركيز على تفعيل الاتفاقيات السابقة، وتبني آليات جديدة لدعم التكامل الاقتصادي، وتسهيل حركة الأفراد والبضائع عبر الحدود.
تطوير الأجهزة الخاصّة في المعابر الحدودية
وصف وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النّفطي اللقاء مع الوفد الليبي بالمثمر والبناء باعتبار أنه مكن من الخروج برؤية تمكّن من رفع العراقيل وكلّ الإشكاليات التي يجب تجاوزها إعدادا للاستحقاقات الكبرى التي تعزّز التكامل والتعاون والشراكة البنّاءة مع ليبيا، ليشدد على أن الاتصال والتشاور بين تونس وليبيا مستمرّ دائما في مواضيع تهمّ الأمن المشترك والتنمية المستدامة لما فيه صالح الشعبين، وقال في تصريح صحفي عقب اللقاء "نحن عازمون على المضي قدما في تنفيذ البرامج المتفق عليها وخاصّة منها البرامج الأمنية والاقتصاديّة والتنموية والاجتماعية والمواضيع ذات الصّبغة التقنية القنصليّة بهدف إنجاز هذه المشاريع المتفق عليها في أقرب وقت". كما أكد الوزير أنه تمّ الاتفاق مع نظيره الليبي الطّاهر الباعور على حلّ الإشكاليّات ورفع القيود التي تحول دون انسيابيّة الحركة في المعابر الحدوديّة بين البلدين في ظلّ احترام القوانين ليضيف أنه تمّ خلال اللقاء التطرق إلى سبل تطوير الأجهزة الخاصّة في المعابر الحدودية وتدريب الأعوان العاملين على الحدود. وجدّد تأكيده بأنّ "أمن ليبيا من أمن تونس".
قرارات تهمّ الشأن السياسي والاقتصادي
"هذه الزّيارة ليست زيارة خاصّة نظرا إلى أنّ الزّيارات والاتصالات بين تونس وليبيا مستمرّة دائما"، حسب قول الطاهر الباعور المكلف بتسيير وزارة الخارجية الليبية، وقد تناول اللّقاء وفق تعبيره بالنّقاش ملفات تهم تطوير العلاقات في الكثير من الجوانب بين البلدين. وأشار إلى أن الاجتماع تطرّق إلى رفع مستوى التشاور والتنسيق على المستوى السياسي في القضايا المشتركة التي تهم البلدين وتهم المنطقة العربية بصفة عامّة، فضلا عن مناقشة المسائل الاقتصادية ومنها تطوير العلاقات والتبادل التجاري بين البلدين. وأفاد بأنه تمّ الاتفاق على وضع آليّة مشتركة لتقييم نتائج هذا الاجتماع من قرارات تهمّ الشأن السياسي والاقتصادي.
عراقيل فنية
في علاقة بالحركة التجارية في المعبر الحدودي، أكد الأمين العام للغرفة الاقتصادية التونسية الليبية علي الذوادي في تصريح له لـ"المغرب" أن الحركة تسير بصفة طبيعية وانسيابية منذ أكثر من شهربين بالرغم من بعض العراقيل الفنية مثلا يطلب الجانب الليبي مواصفات معينة والجانب التونسي ليس مهيأ لتطبيقها فنيا، لكن هذه الإشكاليات تبقى دائما عادية ويتم فضها بالحوار والنقاش بين الجانبين.