بالتعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فرع تونس ندوة فكرية وذلك في ذكرى رحيل الحكيم جورج حبش واللواء ابو احمد فؤاد. تطرق خلالها المشاركون الى أهم التحديات التي تواجه المنطقة في ظل ظرف استثنائي وتحولات كبرى لا تعرف هوادة. وطغت على النقاشات الأسئلة الوجودية حول رمزية الانتصار الراهن لمعادلة المقاومة على معادلة فرض التطبيع .
وحضر الندوة دبلوماسيون وأكاديميون بينهم سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية في تونس وليبيا رينالدو بوليفار ، وسفيرة جمهورية كوبا بتونس مريام مارتينيز ، ، وممثلين عن سفارة فلسطين وأعضاء مجلس نواب الشعب. وافتتح الندوة الناطق باسم التيار الشعبي محسن النابتي الذي أكد في كلمته على معاني انتصار طوفان الأقصى في خضم المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة.
الراهن والتحديات
وأكد رئيس مركز دراسات أرض فلسطين عابد الزريعي في كلمته ان الذكرى السابعة عشرة لرحيل القائد الوطني القومي الأممي جورج حبش تمثل رمزية كبيرة وتتزامن مع عدة أحداث تشهدها المنطقة .
وقال ان الحكيم جورج حبش واللواء ابو أحمد فؤاد هما من أبناء المرحلة العاصفة في تاريخ هذه الأمة بكل تحدياتها . وبالتالي فان استخلاص مثل هذه التجارب قد يفيد في الإجابة على أسئلة الراهن وأسئلة التحديات التي تواجه المنطقة . وتضمنت مداخلته محورين الأول يتطرق الى التجربة الفكرية والعملية لجورج حبش والمحور الثاني يتحدث عن اللحظة الراهنة بكل تحدياتها في ضوء فكر جورج حبش.
وأضاف بالقول :" من الناحية الفكرية نرى ان جورج حبش مرّ بعملية مسار فكري من الفكرة القومية الى ان انتهى به المسار الى تبني النظرية الاشتراكية العلمية وذلك دون ان يقطع مع انتمائه القومي معتبرا بأنها المسألة الأساسية في تجربته الفكرية ."
أما النقطة الثانية في تجربته الفكرية يضيف الزريعي :" بعد هزيمة عام 67 قدم أطروحة عجز البورجوازية الصغيرة عن قيادة المرحلة . وهذه الأطروحة كان لها انعكاسات كبرى على حركة التحرر الوطني العربية سواء على المستوى السياسي أو التنظيمي أو مستوى الممارسة العملية".
اما عن العلاقة ما بين السياسي والايديولوجيا في فكره يوضح بالقول :" ركز في فكره على أن لا ينتهك التكتيك الاستراتيجية ولا تنتهك السياسة الايدولوجيا . وفي هذه النقطة بالذات نستطيع أن نفهم المسألة السياسية عند جورج حبش ونفهم الانحدار عند آخرين ذهبوا في اتجاهات أخرى".
أهمية استراتيجية
وأكد سفير فنزويلا في كلمته على ان العالم العربي يزخر بالعديد من الثروات الطبيعية التي باتت مطية للاستعمار ومطعما للقوى الامبريالية. وقال ان الوضع في فلسطين المحتلة يتطلب تكاتف الجهود من قبل الدول العربية . ودعا شعوب المنطقة الى الوحدة لمواجهة المصاعب المشتركة.
من جهتها ، أكدت سفيرة جمهورية كوبا على دعم بلادها الثابت للقضية الفلسطينية، لأنها تمثل قضية وجودية في مواجهة ومقاومة الظلم الامبريالي . وقالت ان هذا المسار تأسس بناء على توجيهات من القائد فيدل كاسترو.
وأشار النائب بمجلس نواب الشعب علي الزغدودي في كلمته الى أن المقاومة انتصرت من خلال التكتيكات العسكرية التي أبدعتها، ومن خلال ثبات الشعب الفلسطيني على الأرض ورفض التهجير. وأشار الى ما تمثله مقولة جورج حبش حول "ان النضال قد يستمر مائة عام وأكثر فعلى قصيري النفس ان يتنحوا جانبا" واعتبرها مقولة الساعة في وجه كل المشككين في انتصار المقاومة.
من جهته استعرض القيادي زهير الخصخوصي أهم المحطات في مسيرة الراحلين أبو احمد فؤاد وجورج حبش وتجربتهما النضالية الزاخرة بالعطاء للأمة. اما الباحث محمد صالح التومي المعروفي فقدم قراءة في طوفان الأقصى ونتائجه . وأشار الى إن الطوفان كان نتيجة طبيعية للاضطهاد اليومي وللتنكيل البشع ومتعدد الأشكال الذي يعيشه سكان غزة. وأضاف بالقول :" رغم كل عمليات التقتيل التي طالت مختلف الشرائح الإجتماعية الفلسطينية على مدى 15 شهرا لم تحقق الطغمة الصهيونية أي هدف من أهدافها. وخسر الكيان أمام شعوب الأرض بأسرها سردية الضحية الذي طالما اختفى وراءها، فمن هنا سقوطه في المعنى، هو سقوط يسبق عادة السقوط المادي."