ندوة صحفية تم خلالها التطرق الى معاناة النساء الفلاحات في الوسط الريفي بسبب تداعيات التغيرات المناخية على حياتهن .
اختارت الجمعية ايصال صوت النساء الفلاحات من خلال شريط وثائقي رصد معاناة العاملات في القطاع الفلاح وتأثير شح المياه على حياتهن .
ففي عالم تحتل فيه القضايا البيئية مكانة مركزية في النقاشات العامة، يبرز الفيلم الوثائقي "Klima" باعتباره صرخة قوية من أجل العدالة المناخية ويجسد التطلع الأساسي للحق العالمي في الحصول على المياه لري الأراضي، والعيش بكرامة. ومن خلال هذا المنظور، لا يسلط "كليما" الضوء على نضالات النساء في هذه المعركة فحسب، بل يثير سؤالًا حاسمًا وهو كيف يمكن للفن أن يؤثر على الوعي الجماعي ويكون بمثابة أداة للتغيير؟
المخرج أيمن العبيدي، حاول من خلال هذا الفيلم أن يأخذ المتابعين في رحلة إلى المناطق الأكثر تأثراً بتغير المناخ، حيث تقف النساء، اللاتي غالباً ما يكن الأكثر ضعفاً، في الخطوط الأمامية للمقاومة. "كليما" هي قصة هؤلاء النساء وقصة كل فرد يواجه الظلم البيئي.
ان نطاق "كليما" يتجاوز السينما الوثائقية فهو أشبه بمنصة تمنح صوتًا لمن لا صوت لهم ومعرضا صور يكشف معاناة الفئات المهمشة من خلال استخدام الفن كوسيلة للوعي، فالفن يمكن أن يساهم في رفع الوعي بالتحديات المناخية. فيلم "كليما" هو دعوة للتفكير والعمل لأن العدالة المناخية ليست مسألة تخص قِلة من الناس؛ بل إنها معركة يومية للجميع.
وقد أطلقت حسيبة بلغيث، وهي على رأس مشروع "فينا كليما" نداء لأهمية ايصال صوت هؤلاء النسوة من خلال هذا المشروع الذي انطلق منذ سبتمبر 2022، ويضم عددا من الجمعيات وفاعلي المجتمع المدني والشباب، في نهج وطني تحت رعاية جمعية الشباب تونس يؤثر" . وهنا، لا توجد مواجهة بين الجنسين، بل هناك تعاون متناغم: اذ يوحد النساء والرجال قواهم لمواجهة تحديات تغير المناخ والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل.
كشف الفيلم الوثائقي، الذي عُرض في فضاء "إمباكت لاب"، عن شهادات نساء من مناطق قبلي ومكثر والمهدية وعين دراهم ونفزة، حيث الجفاف وانعدام الأمن المالي ليسا كلمات بسيطة بل واقع يومي. سلطت هذه القصص الضوء على الصعوبات التي تواجهها هؤلاء النسوة في الوصول إلى تمويل المياه والمناخ، مما يؤكد الأهمية الحاسمة لإيجاد حلول ملائمة وفورية. هذا الفيلم، الذي ولد بالتعاون بين جمعية شباب تونس يؤثر وجمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة ببنزرت، هو نتيجة التزام عميق بالمساواة والاستدامة. ويعد جزءًا من برنامج أصوات من أجل العمل المناخي العادل، والذي يهدف إلى إعطاء صوت لأولئك الذين غالبًا ما يتم تهميشهم.
لقد جسّد إنتاج "كليما"، الذي امتد لثلاثة أشهر، جوهر نضال المرأة وصمودها في خمس مناطق معرضة للخطر في تونس. كل مشهد، وكل شهادة، هي صرخة من القلب من أجل مستقبل أكثر عدلا وإنصافا. فالنساء، ركيزة هذا الفيلم الوثائقي، وهن لسن فقط ضحايا لتغير المناخ؛ بل إنهن عوامل التغيير، ومصادر الإلهام، ويكافحن من أجل الحصول للتمويل اللازم لحماية مجتمعهن وبيئتهن.
ولم يقتصر تأثير "كليما" على نشر الصور والكلمات بل ولّد حركة تضامن وطنية ودولية، للتشجيع على تكثيف الجهود الرامية لضمان حصول المرأة الريفية على وسائل التكيف ومقاومة المخاطر المناخية. وهكذا أرست مبادرة APEDDUB وTYI الأسس لمزيد من التفكير المتعمق في آليات الدعم والمرافقة بكل أشكالها وحجمها.