لتكتمل مقومات الفرجة والإثارة وينال الجمهور الرياضي وطره من الاستمتاع بجمل كروية جميلة وأهداف أروع...لكن في كرة القدم التونسية تبدو كل الأساسيات مفقودة من حالة البنية التحتية الرياضية الكارثية إلى تخبط الفرق في أزماتها المالية مرورا بالفراغ الإداري ووصولا إلى أزمة التهديف التي بدأت تلقي بظلالها في السنوات الأخيرة وزادت وضوحا في الموسم الحالي...
جاءت الجولة السابعة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى للموسم الحالي 2024-2025 بأرقام مخيبة ومحيرة على مستوى الحصيلة التهديفية اذ اقتصر عدد الأهداف في 8 مباريات على 6 أهداف فقط ،وهو أمر يطرح نقاط إستفهام عديدة وتساؤلات عن وجود أزمة هجوم في البطولة ألقت بأثرها على المنتخب الوطني الذي بات هو الآخر يعاني للخروج بنتيجة مبارياته حتى أمام منافسين أقل منه من حيث الإمكانيات.
حصيلة متذبذبة ومتوسط ميدان في صدارة الهدافين
بعد مرور 7 جولات من انطلاق سباق الرابطة المحترفة الأولى لموسم 2024-2025 ، بلغت الحصيلة 94 هدفا منذ بداية الموسم أي بمعدل 13 هدفا في كل جولة .و رغم أن البداية كانت قوية إذ شهدت الجولة الافتتاحية تسجيل اكبر عدد من الأهداف وهو 17 هدفا فإن الأداء الهجومي بدأ بالتراجع ليكون عدد أهداف الجولة الثانية 15 ثم 12 في الجولة الثالثة وعادت للإرتفاع في الجولة الرابعة لتصل إلى 15 هدفا ثم 14 في الجولة الخامسة و15 هدفا في الجولة السادسة.وجاءت الأرقام محيرة في الجولة السابعة إذ اقتصر العدد على 6 أهداف في 8 مباريات وعرفت 4 مباريات فقط تسجيل الأهداف في حين غابت الأهداف عن 4 مباريات أخرى .
وتجدر الإشارة أن الأهداف الستة في الجولة السابعة 3 منها فقط جاءا عن طريق مهاجمين صريحين ونعني بذلك يسري ضيفلاوي مهاجم ترجي جريس في شباك النادي البنزرتي وأمير العمراني وعلي عجمني مهاجمي قوافل قفصة ليساهم في فوز فريقه على اتحاد تطاوين 2-0،فيما جاءت بقية الاهداف من 2 متوسطي ميدان ونعني حسين منصور متوسط ميدان مستقبل قابس والياس موكوانا متوسط الميدان الهجومي للترجي فضلا عن زياد بوغطاس مدافع النجم الساحلي خطأ في مرماه.
ويتصدر ترتيب هدافي الرابطة الأولى إلى حد الآن يوسف اومارو متوسط ميدان الاتحاد المنستيري ب5 أهداف متفوقا على المهاجمين...
مهاجمون عاجزون عن تقديم الإضافة
بعد مرور 7 جولات، نجد النادي البنزرتي أضعف خط هجوم، فلم يفلح فريق عاصمة الجلاء في تسجيل سوى هدف وحيد منذ بداية الموسم، وعجز عن بلوغ شباك منافسيه في ستّ مباريات. كما تدعو أرقام النجم الساحلي للتساؤل ذلك أن بطل موسم 2022-2023 سجل هدفين فقط منذ بداية البطولة في لقاء واحد، وعجز في المباريات الستة المتبقية عن التهديف.
ورغم أن جل الأندية تستعين بمهاجمين أجانب يستنزفون أموالا طائلة، إلا أن أرقامهم كانت سلبية، إذ اعتمد الترجي، بطل الموسم الماضي وصاحب أفضل خط هجوم إلى حد الآن في البطولة على هدافه البرازيلي رودريغو رودريغيز بعدما تعافى من الإصابة وقبله كان يوسف العبدلي ولم يسجل كلاهما أي هدف إلى حد الآن.
أزمة متواصلة ...
لا تعد معاناة البطولة التونسية من أزمة هجوم جديدة بل إنها انطلقت من مواسم سابقة وزادت حدة في الموسم الحالي.ويتذكر الشارع الرياضي أن الجولتين الأولى والثانية من مرحلة تتويج الموسم الماضي 2023-2024 كانت الحصيلة 4 أهداف فقط جاءت ثلاثة منها عن طريق مهاجميْن وهدف عن طريق مدافع وهو ما يجعلنا نطرح فرضية وجود أزمة مهاجمين في البطولة التونسية فرغم الأموال التي تنفقها الأندية لتعزيز الخط الأمامي.
وبدأ حصاد المهاجمين يتراجع تدريجيا من موسم إلى آخر فالمهاجم البرازيلي للترجي رودريغو رودريغاز أنهى الموسم الماضي 2023-2024 هدافا للبطولة ب10 أهداف على خلاف موسم 2022-2023 والذي احتل فيه مهاجم اتحاد بن قردان رفيق كامرجي الصدارة ب14 هدفا وفي موسم 2021-2022 نال مهاجم الترجي الرياضي محمد علي بن حمودة اللقب ب10 أهداف، ولنرى آخر مرة تمكن فيها هداف من تصدر المشهد ب20 هدفا أو أكثر يجب أن نعود إلى موسم 1977-1978 عندما أنهى عبد الرؤوف بن عزيزة مهاجم النجم الساحلي السباق ب20 هدفا.
المنتخب ...أكبر متضرر
لا تخص المعاناة من أزمة الهجوم الأندية فحسب بل امتد صداها ليشمل المنتخب الوطني الذي لا يخفى على احد أنه يجد صعوبات كبيرة في الخروج بنتائج مبارياته في الفترة الأخيرة تدعمت في مبارتي الجولتين الأولى والثانية من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 ، إذ وجد نسور قرطاج ملاذهم في لاعبي الدفاع ووسط الميدان ليحققوا الفوز على حساب مدغشقر 1-0 وغامبيا 1-2 ...ويمر مهاجمو المنتخب منذ مدة بفترة فراغ على غرار سيف الدين الجزيري وهيثم الجويني فضلا عن إصابة طه ياسين الخنيسي والإصابات المتكررة لعلي يوسف محترف هاكن السويدي .وبات الإطار الفني للمنتخب يجد صعوبة كبيرة في دعوة لاعبي الخط الأمامي وفي فترة ما بدأ الحديث عن مساع لإقناع القائد السابق وهبي الخزري بالعدول عن قرار الاعتزال الدولي لا سيما أنه وفر الحلول الهجومية في وقت سابق ،كما تم طرح فكرة إمكانية تجنيس المهاجم البرازيلي للترجي الرياضي رودريغو روديغاز وسط ردود فعل متضاربة وتم تناولها من المدرب الوطني السابق فوزي البنزرتي الذي قال إن الأمر يتوقف على مدى رغبة اللاعب واستعداده لتمثيل نسور قرطاج.