وسط مناخ انتخابي يتسم بالتوتر وتهيمن عليه الانتقادات والبيانات والبيانات المضادة والتصريحات والتصريحات المضادة خاصة بين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والمحكمة الإدارية التي قررت قبول مطلب الشرح واعتبار أن المقصود من القرار المراد شرحه إدراج الطاعن في قائمة المترشحين المقبولين نهائيا للانتخابات الرئاسية المقررة ليوم 6 أكتوبر المقبل، مناخ يتصاعد فيه حد التوتر والتشنج يوما بعد آخر خاصة مع اقتراب الموعد الانتخابي التي يفصلنا عنه أقل من شهر، الحملة الانتخابية انطلقت أمس في الخارج وغدا في الداخل وقد أصدرت الهيئة بلاغا ضبطت فيه الآليات والإجراءات المتعلقة بمتابعة وسائل الدعاية الالكترونية والوسائط الاشهارية والتثبت من احترامها لمبادئ وقواعد الحملة .
ستنطلق الحملة في الداخل غدا وقائمة المترشحين النهائيين للرئاسية تضمّ 3 مترشحين فقط أحدهم موجود في السجن وهو المترشح العياشي الزمال الذي صدرت في حقه بطاقات إيداع بالسجن من أجل "جريمة افتعال وثيقة"، وقد أعلن فريق الحملة الانتخابية للمترشح العياشي الزمال عن عقد ندوة صحفية يوم السبت 14 سبتمبر الجاري للإعلان عن انطلاق الحملة الانتخابية بمقر الحملة، في انتظار كشف بقية المترشحين عن تفاصيل حملتهم، علما وأن المترشح زهير المغزاوي كان قد دعا منافسه في هذه الانتخابات رئيس الجمهورية قيس سعيد في فيديو نشره على صفحته الرسمية على " الفايسبوك"، إلى إجراء مناظرة تلفزية، مشددا على" الانتخابات مبنية على تصورات وبرامج وحصيلة وليست شعارات رنانة ".
المعارضة تنزل اليوم إلى الشارع
يزداد المسار الانتخابي تعقيدا وارتباكا مع بدء العدّ التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية، ومن المنتظر أن تنظم الشبكة التونسية للحقوق والحريات التي تضمّ مجموعة من الأحزاب والجمعيات والمنظمات.."مسيرة شعبية" اليوم الجمعة 13 سبتمبر الجاري أي قبل يوم من انطلاق الحملة الانتخابية في الداخل، مسيرة ستنطلق من حديقة البساج في اتجاه المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة ومرورا بشارع الحبيب ثامر مع التوقف أمام المحكمة الإدارية. وتأتي هذه المسيرة للدفاع عن دولة القانون والمؤسسات وكل الحقوق والحريات، للمطالبة بإلغاء المراسيم وضمان حق الجميع في حرية التعبير وحق المعارضة والمطالبة بإطلاق سراح مساجين الرأي والنشاط المدني والسياسي.علما وأن الشبكة تضمّ كل من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وائتلاف صمود، والديناميكية النسوية التي ضم بدورها 8 جمعيات من بينها الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وجمعية أصوات نساء، والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومنظمة أنا يقظ والمرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة وجمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات وجمعية المرأة والريادة وجمعية بيتي. كما تضم الشبكة حزب العمال والتيار الديمقراطي والحزب الاشتراكي وآفاق تونس وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي والقطب والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والحزب الجمهوري والحزب الاجتماعي التحرري.
مضاعفة المجهودات خلال المراحل القادمة
في المقابل، تواصل هيئة الانتخابات تحضيراتها واستعداداتها لضمان نجاح هذه المحطة الانتخابية، حيث أشرف فاروق بوعسكر، رئيس الهيئـة صباح أمس على جلسة عمل عن بعد مع المديرين الجهويين للهيئة. وقد تم تخصيص هذا اللقاء للتداول في المراحل القادمة للمسار الانتخابي الرئاسي، وقد أكد بوعسكر على الأهمية القصوى التي يكتسيها هذا الموعد الانتخابي الوطني وحرص مجلس الهيئة على مضاعفة المجهودات خلال مراحله القادمة وإنجاح هذا الاستحقاق الوطني داعيا كافة إطارات وأعوان الهيئة إلى الالتزام كالعادة بالواجبات المحمولة عليهم خلال أدائهم لمهامهم وخاصة واجب الحياد والاستقلالية والعمل على تطبيق القانون على الجميع دون تمييز لضمان حملة انتخابية نظيفة وانتخابات نزيهة وشفافة مثمنا ما برهنت عليه مختلف هياكل وإدارات الهيئة من مهنية وحرفية خلال المراحل السابقة لهذا المسار. كما أكد رئيس الهيئة على حرص مجلس الهيئة على التنسيق مع جميع الأطراف ذات العلاقة بالعملية الانتخابية من مؤسسات وهياكل الدولة ومكونات المجتمع المدني ووسائل الإعلام من اجل إنجاح هذا الموعد الانتخابي الوطني وتمكين الناخبين التونسيين من ممارسة حقهم الانتخابي بكل حرية.