الى حين انتخاب مكتب جامعي جديد ، ستصطدم منذ خطواتها الأولى لمهمتها الصعبة بعدة متاعب ابرزها متأتّ من الاطار الفني للمنتخب الوطني للأكابر قبل أيام معدودة من انطلاق التربص التحضيري لرهانه الجديد والذي سيضعه في مواجهة مدغشقر وغامبيا يومي الخامس والثامن من شهر سبتمبر القادم ضمن الجولتين الأولى والثانية من تصفيات كأس افريقيا للأمم 2025 .
ولا يزال موضوع رفض المدرب الوطني فوزي البنزرتي تعيين مهدي النفطي مساعدا له يسيل الكثير من الحبر ويثير الجدل ، ففي الوقت الذي من المفروض فيه التركيز على استعداد نسور قرطاج لمواعيدهم المهمة القادمة تأتي هذه المواضيع الجانبية لتزيد تأكيدا ان كرة القدم التونسية بعيدة عن الاحتراف بسنوات ضوئية.
بين إصرار البنزرتي ورد فعل النفطي
يبدو ان المدرب الوطني فوزي البنزرتي الذي يعود لتدريب المنتخب للمرة الرابعة، بعد توليه المهمة في أعوام 1994 و2010 و2018، بات مصرا اكثر من أي وقت مضى على اقصاء النفطي من الاطار الفني المصاحب له ،بعد تعيينه من قبل المكتب الجامعي السابق بقيادة واصف جليل وقد حدد بدرجة كبيرة هوية البديل وهو قيس اليعقوبي.
وافادت مصادر إعلامية سابقا ان المهدي النفطي اقترح على الجامعة التونسية لكرة القدم، مدربًا إسبانيًا من أجل التعاقد معه والالتحاق بالاطار الفني لنسور قرطاج وتولي دور المدرب المساعد معه، وهو ما قد يكون العامل الأساسي في غضب البنزرتي واعتبار ذلك تجاوزا لصلاحياته...
ووجدت اللجنة التسييرية للجامعة نفسها في موقف لا تحسد عليه فإما محاولة اذابة جليد الخلاف في العلاقة بين الطرفين او الرضوخ الى طلب البنزرتي والتضحية بالنفطي مع ما قد يسببه ذلك من تداعيات في صورة رفض النفطي طريقة التخلي عنه وتمسكه بنيل حقوقه المادية والمعنوية.
وبعدما كللت محاولات اللجنة ورئيسها لجمع الطرفين الى طاولة واحدة فإن القرار الأقرب في انتظار إعلانه بصفة رسمية هو الاستغناء عن النفطي رغم كونه لم يباشر عمله ،ورغم ان اللجنة سارت في اتجاه الاستئناس بقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم في هذا الملف الا ان 'الفيفا' رمت الكرة في ملعب اللجنة المذكورة واعتبرت القضية شأنا داخليا لتزيد من توريطها خصوصا ان المهدي النفطي وفق ما أفاده موقع 'العربي الجديد' يرفض الخروج من منصبه ويطالب باحترام العقد الي امضاه مع الجامعة في شهر جوان الماضي و يعتزم عن طريق محاميه رفع الامر الى 'الفيفا' في صوة الإصرار على فسخ عقده من جانب واحد والمطالبة بتعويضات مالية كبيرة'...
ويملك النفطي (45 عامًا) مسيرة تدريبية حافلة في إسبانيا؛ حيث بدأ مشواره عام 2016 في دوري الدرجة الثانية مع فريق "ماربيلا" الذي أقاله في مارس 2017، قبل أن ينجح في موسم 2019-2020في التأهل إلى دور الـ16 من بطولة كأس ملك إسبانيا مع نادي باداخوز من الدرجة الثانية أيضًا.
كما خاض تجربة خاطفة لمدة 4 أشهر (من نوفمبر/ 2020 إلى فيفري 2021) مع فريق ديبورتيفو لوغو، وعمل عام 2022 مع فريق ديبورتيفو ليغانيس، علما انه أشرف الموسم 2022-2023 على تدريب فريقي ليفانتي والوداد، بينما درب فريق ألكوركون في 2024.
اما كلاعب فقد دافع النفطي عن ألوان نسور قرطاج في 46 مباراة دولية، وكان من ضمن المتوجين بلقب كأس افريقيا عام 2004، كما احترف في صفوف أندية أوروبية؛ على غرار تولوز الفرنسي، وراسينغ سانتندير الإسباني، وبرمنغهام الإنقليزي .
ساسي يجدد العهد والعاشوري خارج الحسابات
بدأ العد التنازلي لانطلاق التربص القادم للمنتخب استعدادا لمواجهتي مدغشقر وغامبيا يومي 5و8 سبتمبر القادم ومعه انطلقت التكهنات بخصوص الأسماء التي ينتظر ان يوجه لها المدرب الوطني فوزي البنزرتي الدعوة للمبارتين المذكورتين .وبدأت بعض المصادر الإعلامية في تداول بعض الأسماء القريبة من العودة الى أجواء نسور قرطاج على غرار يوسف المساكني ونعيم السليتي وحنبعل المجبري لكن هناك اسم قد تشكل عودته مفاجأة وهو الفرجاني ساسي اذ تشير الاصداء أن محترف الغرافة القطري تلقى اتصالا من البنزرتي للاستفسار عن وضعيته واستعداده للعودة إلى صفوف المنتخب ، وهخو ما سيجعله ضمن القائمة الموسعة للاعبين، لكن وجوده في القائمة النهائية مرتبط بدرجة أولى بمدى جاهزيته البدنية لتقديم الإضافة المنتظرة منه.
وتأتي هذه المعطيات لتفنّد ما تم تداوله منذ فترة عن وجود خلاف بين الناخب الوطني واللاعب المذكور منذ أن قاد البنزرتي الترجي عام 2017، فيما يعاني ساسي من انتقادات عديدة بعدما واجه هجوما من الجمهور التونسي في كأس العالم لكرة القدم، فيفا قطر 2022، بسبب الأداء الذي اظهره في البطولة .
وتجدر الإشارة أن محترف الغرافة القطري غاب عن أجواء المنتخب منذ ذلك الحين ليعود للمرة الأولى إلى القائمة، التي شاركت العام الماضي في جولتين من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، ضد ساوتومي ومالاوي، وكان اللاعب عرضة مرة أخرى لانتقادات الجمهور.
في المقابل ، أفادت بعض المصادر ان محترف كوبنهاغن الياس العاشوري والذي جدد عقده مع فريقه الى غاية موفى صائفة 2028 قد طلب اعفاءه من التربص القادم دون ان يقدم أسبابا واضحة لقراره. ومن المنتظر وفق بعض المصادر ان يعيد البنزرتي الاتصال باللاعب في الأيام القليلة القادمة لمحاولة اثنائه عن قراره لا سيما انه نجح في الفترة الماضية في تجاوز مخلفات الإصابة وعاد للمشاركة مع فريقه في المباريات .
يذكر أن العاشوري التحق بكوبنهاغن خلال شهر جويلية من سنة 2023 ليشارك معه في 43 مقابلة، ثمان منها في رابطة الأبطال الأوروبية، وشارك اللاعب التونسي في 44 مباراة بكل المسابقات، وسجل 16 هدفًا وصنع 5 أهداف.