رئيس المرصد السوداني لحقوق الانسان عبد السلام سيد أحمد لـ" المغرب ": السودان يواجه خطر المجاعة بسبب عدم الاستجابة الإنسانية من المجتمع الدولي

قال رئيس المرصد السوداني لحقوق الانسان عبد السلام سيد أحمد لـ " المغرب "

ان طرفا الحرب لم يحترما القوانين الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع المدنيين وحمايتهم والتمييز بين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية. وأشار الى ان هذه الانتهاكات تحدث منذ بداية الحرب حتى الآن وكأن الطرفان يخوضان الحرب ضدّ المدنيين . وقال ان مايحدث للأسف يدفع ثمنه المدنيون السودانيون. يشار الى ان عبد السلام سيد أحمد شغل أيضا منصب الممثل الإقليمي لمفوض الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كيف ترى الوضع في السودان في ظل الحرب الدائرة؟
بالنسبة للوضع في السودان فهو صعب جدا ، حرب كارثية مدمرة بشكل غير مسبوق وضع كارثي بامتياز . إلى حد الآن الوضع الإنساني في السودان إلى حد الآن حسب التقديرات أنّ الحرب في اختلاف التقديرات بالنسبة لعدد القتلى والجرحى لكن هي الحصيلة تقريبا عشرات الآلاف اغلبهم من المدنيين في مختلف مناطق البلاد .
الحرب بدأت في الخرطوم ثم توسعت إلى دارفور ومن ديسمبر الماضي تمددت إلى وسط السودان والآن إلى مناطق أخرى جنوب السودان النيل الأزرق وغيرها.
بالتالي تمددت المساحة التي تطالها الحرب في السودان وهذا ماترتّب عنه وضع إنساني صعب بالنسبة للمدنيين من السكان يعيشون حالة نزوح غير مسبوقة . الشهر الماضي بلغت أكثر من 9 ملايين نازح وحاليا يتجاوز عددهم 10 ملاين نزحوا من مختلف مناطق البلاد ، بعضهم كانوا ينزحون إلى مناطق آمنة لم تصل إليها الحرب لكن الآن أغلبيتهم يواصلون النزوح إلى مناطق أخرى هربا من المعارك لكن للأسف الحرب تمدّدت وتوسعت ممّا دفع اغلب النازحين إلى محاولة اللجوء إلى دول الجوار وهي عملية صعبة في ظل الضغوطات هناك بالنسبة لدول الجوار . هناك أوضاع سيئة حتى المواطنين الذين ظلوا في السودان يعانون من نقص الإمدادات وانهيار الخدمات الصحية ، بالإضافة إلى توقف الإنتاج وتوقف شريان الحياة الاقتصادية في البلاد وبالتالي بسبب انتشار الحرب إلى منطقة الجزيرة وهي المنطقة الزراعية في السودان وغيرها ... الآن السودان حقيقة يواجه خطر وشيك يقربه من المجاعة وهذا سببه عدم الاستجابة الإنسانية من المجتمع الدولي بالصورة المطلوبة وعرقلة الطرفين المتحاربين لكل الجهود المتعلقة بالمساعدات الإنسانية .

ماذا عن الوضع الحقوقي وانتهاكات حقوق الإنسان؟
الطرفان حقيقة انتهكا حقوق الإنسان وارتكبا انتهاكات جسيمة وخطيرة من عمليات قتل واستهداف للمدنيين واعتقالات تعسفية تعذيب وعنف جنسي واغتصاب ، احتلال للمنازل وممتلكات المواطنين منازلهم وسياراتهم واموالهم وللمرافق العامة والمخازن والمحلات التجارية في كلّ المناطق التي طالتها الحرب ودخلتها أو سيطرت عليها قوات الدعم السريع .
القوات المسلحة السودانية أيضا قامت بأعمال قصف عشوائي واستهداف للناشطين واعتقالات تعسفية وأيضا هنالك تقارير تعذيب وأعمال قتل خارج نطاق القضاء. لكن بصفة عامة طرفا الحرب لم يحترما القوانين الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع المدنيين وحمايتهم والتمييز بين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية .
هذه الانتهاكات تحدث منذ بداية الحرب حتى الآن وكأن الطرفان يخوضان الحرب ضدّ المدنيين .بصفة عامة مايحدث للأسف يدفع ثمنه المدنيون السودانيون.
يجب على المجتمع الدولي والإقليمي الضغط على الطرفين لوقف الحرب والى أن تتوقف يجب على المعنيين التقيد بالقوانين الدولية واحترام حقوق الانسان وحماية المدنيين.
الجهود الدولية والإقليمية
هنالك مبادرة جدة التي بدأت بعد نشوب الحرب بوقت قليل وكانت تمخضت عن اتفاق جدة في ماي 2023 خاص بحماية المدنيين لكن الالتزام غاب من قبل الطرفين .
ظلّ منبر جدّة هو المنبر الأساسي الذي لقي موافقة من طرفي الحرب ومؤخرا كانت هناك جهود من قبل المبعوث الأمريكي لاستئناف المفاوضات على أساس منبر جدة لكن حتى الآن لم تُثمر حيث رفضت قيادة القوات المسلحة المفاوضات بحجة أنّ الطرف الآخر لم يلتزم بإعلان جدة وتزايدت الأصوات من قبل القوات المسلحة والداعمين لها بأنهم لن يجلسوا أبدا مع الدعم السريع وان الحل هو في الهزيمة العسكرية بالنسبة لقوات الدعم وهذا لن يحدث للأسف . الجيش يخسر الأراضي لصالح الدعم السريع .

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115