خلال شهر أكتوبر المنقضي ، واستشهد أمس عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت وسط قطاع ، فيما شنت الطائرات الحربية أكثر من 100 غارة على مخيم وبلدة جباليا، تبعها حركة نزوح واسعة لآلاف الفلسطينيين من شمال القطاع باتجاه غربي مدينة غزة .ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه رفح شدا وجذبا بعد سيطرة إسرائيل على المعبر الحدودي مع مصر، ما خلف ردود أفعال دولية حادة تجاه تمسك تل أبيب باجتياح رفح رغم الضغوط المفروضة عليها وذلك بهدف كسر شوكة المقاومة التي كبدت جيش الإحتلال خسائر فادحة .
ومساء الاثنين 6 ماي أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة رفح، وأعلن أنه سيطر على الجزء الفلسطيني من معبر رفح وقطع الطريق بين المعبر وطريق صلاح الدين.
هذا، وتم الإعلان عن العملية العسكرية في رفح بعد ساعات من موافقة حركة "حماس" على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وهو ما أعاد المفاوضات إلى نقطة الصفر بعد أن اعتبرت حماس اجتياح رفح خطا أحمر .
وأفادت مصادر طبية في مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع وفق الأناضول، باستشهاد عدد من الفلسطينيين بينهم طبيبان إضافة لإصابة آخرين في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة وسط القطاع الليلة الماضية.
وأفاد شهود عيان بتقدم آليات عسكرية إسرائيلية بشكل محدود شمال شرقي مدينة دير البلح وتنفيذ أعمال تجريف في المكان.
وفي شمالي القطاع، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 100 غارة على مناطق متفرقة من مخيم وبلدة جباليا استهدفت طرقات ومنازل وأراض خالية بالتزامن مع تقدم لآليات عسكرية إسرائيلية في شرقي البلدة.
وشهدت منطقة شرقي جباليا اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات إسرائيلية الليلة الماضية وهي متواصلة ..
بدورها، قالت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة "حماس"، في منشور عبر منصة تلغرام، إن مقاتليها يخوضون "اشتباكات ضارية" مع قوات الجيش الإسرائيلي في محور شرق مخيم جباليا.
فيما شهد مخيم جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع حركة نزوح كبيرة للفلسطينيين منذ ساعات الصباح الأولى إلى غربي مدينة غزة،
كما توسعت حركة النزوح من حي الزيتون بمدينة غزة باتجاه مناطق غربي مدينة غزة، وفق شهود عيان.
تفاهمات حول معبر رفح
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن شركة أمن أمريكية خاصة ستتولى إدارة معبر رفح الحدودي مع مصر بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل التزمت أمام الولايات المتحدة ومصر بتقييد عمليتها في رفح التي بدأت يوم الاثنين بهدف حرمان حماس من السيطرة على المعبر الحدودي الذي يربط غزة بمصر، والتركيز على الجانب الشرقي من المدينة.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر بأنه ليس على علم بموافقة إسرائيل على نقل السيطرة على المعبر.
وأوضحت الصحيفة أنه وكجزء من جهود إسرائيل للتوصل إلى اتفاق بشأن عملية رفح، تجري المفاوضات مع شركة خاصة في الولايات المتحدة متخصصة في مساعدة الجيوش والحكومات في جميع أنحاء العالم المنخرطة في صراعات عسكرية.
وأشارت "هآرتس" بأن الشركة عملت في العديد من دول إفريقيا والشرق الأوسط، حيث قامت بحراسة المواقع الاستراتيجية مثل حقول النفط والمطارات وقواعد الجيش والمعابر الحدودية الحساسة، وتوظف قدامى المحاربين من وحدات النخبة في الجيش الأمريكي.
وبموجب التفاهمات بين الدول الثلاث، عندما تكمل إسرائيل عمليتها المحدودة في منطقة المعبر الحدودي ستتولى الشركة الأمريكية مسؤولية تشغيل المنشأة.
ووفق الصحيفة يشمل الاتفاق مراقبة البضائع التي تصل إلى قطاع غزة من مصر ومنع حماس من إعادة السيطرة على المعبر.
وتنص الاتفاقية أيضا على أن تقدم إسرائيل والولايات المتحدة المساعدة للشركة عند الضرورة.
وفي وقت سابق، نفى مصدر مصري رفيع المستوى ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تولي مصر مسؤوليات أمنية داخل قطاع غزة.
وقال المصدر وفق قناة "القاهرة الإخبارية": "لا صحة شكلا وموضوعا لما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تولي مصر أي مسؤوليات أمنية داخل قطاع غزة من أي نوع".
وأكد المصدر أن هناك جهودا مصرية مكثفة مع مختلف الأطراف لاحتواء الوضع في قطاع غزة.
"وقف إطلاق النار رهين الإفراج عن الرهائن"
في الاثناء قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الفور، في حال أطلقت حركة حماس سراح الرهائن لديها.
جاء ذلك في تجمع لجمع التبرعات.
وأوضح بايدن أن أنظار العالم متجهة حالياً نحو قطاع غزة الفلسطيني، وأن إدارته أيضاً تتابع مجريات الأحداث هناك عن كثب.
وأضاف قائلا: "إذا أطلقت حماس سراح الرهائن من النساء والمسنين، فسيكون هناك وقف لإطلاق النار غدا".
وذكر بايدن أن إسرائيل قالت إن وقف إطلاق النار يعتمد على إطلاق حماس للرهائن، مشيراً أن ذلك قد يكون ممكناً بسرعة إذا تم اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه.
قصف شمالا وجنوبا..
ميدانيا يشن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية ومدفعية على مناطق متفرقة امتدت من شمال قطاع غزة وحتى جنوبه بمدينة رفح، أدت إلى سقوط قتلى ومصابين فلسطينيين، تزامنا مع حملة تهجير قسري للغزيين.
وأفادت الأناضول بأن الجيش الإسرائيلي يطلق منذ ساعات الصباح القنابل الدخانية ويقصف بالطائرات والمدفعية مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة، سقط على إثرها عدد من القتلى والمصابين الفلسطينيين.
وتحدت شهود العيان عن حركة لآليات عسكرية إسرائيلية قرب السياج الفاصل شرقي بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، في ظل قصف جوي ومدفعي كثيف على المنطقة.
وأوضح الشهود أن القصف بشمال القطاع تسبب في نزوح آلاف الفلسطينيين من بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومدينة جباليا ومخيمها، ومناطق تل الزعتر السكة والشيخ زايد غرب مدينة غزة.
والسبت، طالب الجيش الإسرائيلي بتهجير جميع السكان والنازحين في مناطق جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين وأحياء الروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور "بشكل فوري"، والتوجه نحو "المأوى" في مناطق غربي مدينة غزة.
ولكن تلك المناطق دمرها الجيش الإسرائيلي بشكل كامل في عملياتها العسكرية منذ بداية الحرب قبل 7 أشهر، وأصبحت لا تحوي أي مأوى لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقطنون في المناطق التي طالب الجيش بتهجير أهلها شمالي القطاع..
توغل واشتباكات
وفي مدينة غزة، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف طائرات إسرائيلية حربية لثلاثة منازل في حي الصبرة والزيتون، بحسب مصدر طبي وفق الأناضول.
ووسعت القوات الإسرائيلية مناطق توغلها في حي الزيتون جنوبي المدينة، وسط قصف مكثف لمناطق متفرقة في الحي، بحسب شهود عيان.
وأشار شهود العيان إلى اندلاع "اشتباكات ضارية" بين عناصر المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة في حي الزيتون، حيث سمعت أصوات اشتباكات وانفجارات من مناطق أخرى أيضا.
كما قتل عدد من الفلسطينيين في استهداف إسرائيلي منازل لعائلتي صيام وأبو شريعة في حي الزيتون، وفق مصادر طبية.
وفي وسط قطاع غزة، استهدف القصف الإسرائيلي منزلا لعائلة الخطيب في بلدة الزوايدة، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين بينهم 5 أطفال و3 نساء إضافة لعدد آخر من الإصابات، وفق شهود عيان.
كما استهدفت غارة جوية إسرائيلية منزلا لعائلة عابد في مخيم المغازي (وسط)، أسفرت عن سقوط 5 قتلى بينهم 4 نساء، وإصابة عدد آخر بجروح.
فيما أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، انتشال 9 قتلى وعدد من الجرحى بينهم طفلة، جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية منزلا وسط قطاع غزة.
توسيع عملية رفح
وفي مدينة رفح، ورغم التحذيرات الدولية المتصاعدة تجاه توسيع العمليات العسكرية في رفح، طلب الجيش الإسرائيلي، من سكان أحياء بقلب المدينة "المغادرة بشكل فوري"، ليوسع بذلك عملياته التي بدأت الاثنين، في شرقي المدينة، في خطوة تهجيرية جديدة لسكان رفح.
ويدفع الجيش الإسرائيلي نحو تجميع نازحي رفح بمنطقة المواصي الواقعة على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس جنوبا، وحتى بدايات رفح أقصى جنوب القطاع.
وتعد المواصي منطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
وخلال الساعات الماضية، قتل 14 فلسطينيا، بقصف طائرات حربية إسرائيلية استهدف منزلا وتجمعين لمواطنين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
والسبت، وسع الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية، بشكل متزامن في جميع محافظات قطاع غزة بعد مطالبته بتهجير أهالي مناطق واسعة في شمالي القطاع ووسط مدينة رفح (جنوب) وتوغله في جنوبي مدينة غزة وشرقي خانيونس (جنوب) إضافة لتنفيذه سلسلة غارات عنيفة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى بمناطق متفرقة من القطاع.
تدمير آليات إسرائيلية
كتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة حماس، أعلنت في بيانات متفرقة "تدمير ناقلة جند صهيونية بقذيفة الياسين 105 في محيط معبر رفح جنوب قطاع غزة، ودبابة في حي الزيتون بمدينة غزة".
وقالت الكتائب: "استهدفنا تجمعا لجنود العدو جنوب حي الزيتون في مدينة غزة، وتحشدات وآليات للعدو شرق معبر رفح بعدد من قذائف الهاون".
استقالة مسؤول التخطيط بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي
قالت وسائل إعلام أمس الأحد أن المسؤول عن السياسة الأمنية والتخطيط الاستراتيجي بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يورام حامو، استقال على خلفية "الفشل في اتخاذ قرارات على المستوى السياسي بشأن اليوم التالي" في غزة.
وأشارت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية إلى استقالة حامو، الذي كان مسؤولا عن قضية "اليوم التالي" للحرب في غزة ضمن مهام منصبه.
وأوضحت أن "مجلس الأمن القومي هو الهيئة المسؤولة عن الشؤون الخارجية والأمن القومي، ومنذ بداية الحرب يتعامل- من بين أمور أخرى- مع مسألة اليوم التالي، ويقوم بصياغة سياسة الحكومة ورئيس الوزراء بشأن هذه القضية".
وأضافت: "تنص الخطة على سيطرة مدنية في قطاع غزة من 6 أشهر إلى سنة، من قبل الإدارة المدنية (هيئة عسكرية إسرائيلية) ومنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية".
وزعمت أنه "سيتم توفير الخدمات للسكان من خلال شركات عربية خاصة. وستنتقل السيطرة على القطاع في النهاية إلى أطراف محلية غير معادية لإسرائيل".
وسبق أن قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة إن الطريقة الوحيدة لتشكيل نظام حكم بديل لحماس في غزة هي القضاء التام على جميع الأجهزة الأمنية التابعة لها.
وأعلنت دول عربية أنها ومن دون تواجد السلطة الفلسطينية في "اليوم التالي" بغزة، فإنها لن تتعاون مع مثل هذه الخطط.
وتزايدت الانتقادات في الجيش الإسرائيلي تجاه القيادة السياسية لعدم وجود خطة واضحة لإنهاء الحرب وبلورة المرحلة المقبلة.
تهجير المدنيين في رفح إلى مناطق "غير آمنة"
قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إنه "من غير المقبول إرغام المدنيين في رفح على التوجه إلى مناطق غير آمنة".
جاء ذلك في منشور، أمس الأحد، بشأن أوضاع المدنيين في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، التي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن هجوم بري "محدود" عليها قبل أيام.
وأضاف بوريل أن "إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي بتوفير الحماية للمدنيين".
وأكد على أنه "من غير المقبول إجبار المدنيين في رفح على التوجه نحو مناطق غير آمنة".
وتابع: "نواصل حث إسرائيل على عدم المضي قدما في عملية برية في رفح وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الشديدة بالفعل".
وحذرت حركة حماس، السبت، من تداعيات سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح وإغلاقه لليوم الخامس، ما "ينذر بكارثة إنسانية وتفاقم لحالة المجاعة في كافة أنحاء قطاع غزة المحاصر".