واستخدمت خلالها شتى أنواع وأساليب القتل والترهيب والتدمير ضد الفلسطينيين دون رادع ، ودون امتثال للقانون الدولي من قصف وهدم وحرق وانتهاكات وضرب للمستشفيات واستهداف للمرافق الطبية والطواقم الطبية .
ولا يزال العدوان في يومه الـ 171 يحصد المزيد من ضحايا الهولوكوست الشاملة التي ترتكبها إسرائيل بحق قطاع غزة وبحق الفلسطينيين . ويبدو السؤال الملح اليوم ومع غياب أية بوادر لهدنة قريبة الى متى ستطول الحرب وهل سترضخ إسرائيل لوقف اطلاق نار ولصفقة تبادل للأسرى ام ان جبهة الحرب ستستمر حاصدة مزيدا من الشهداء؟.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن قوات إسرائيلية اقتحمت مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خان يونس جنوب قطاع غزة، وسط إطلاق نار كثيف.
وقالت الجمعية أمس : "قوات الاحتلال تقتحم مستشفى الأمل ومستشفى ناصر وسط قصف عنيف وإطلاق نار كثيف" وفق الاناضول .
وأشارت إلى أن "قوات الاحتلال تقوم بأعمال تجريف في محيط مستشفى الأمل، وجميع طواقمنا تحت الخطر الشديد ولا تستطيع الحركة نهائيا".
وصباح أمس الأحد، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية، بشكل مفاجئ قرب مجمع ناصر الطبي، بالتزامن مع سلسلة غارات إسرائيلية مناطق متفرقة من المدينة، أوقعت قتلى وجرحى، وفق شهود عيان.
ولجأ آلاف النازحين إلى مجمع ناصر الطبي، هربا من العمليات العسكرية الإسرائيلية، وقد بدأ العمل داخل المستشفى بشكل تدريجي في قسم الطوارئ بعد إجراء إصلاحات وتوفير معدات وأجهزة طبية.
وفي 15 فيفري الماضي، داهمت القوات الإسرائيلية المستشفى في عملية عسكرية استمرت 10 أيام قامت خلالها بعمليات قتل لعشرات النازحين والكوادر الطبية والمرضى داخل المستشفى واعتقال للمئات من النازحين فيها إضافة لتنفيذها عمليات تدمير وقصف لمبان وأقسام مختلفة بالمستشفى، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
ومنذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر الماضي، تستهدف القوات الإسرائيلية بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق القطاع، ما تسبب في تدمير المنظومة الصحية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات.
وخلّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
حصيلة مروعة
من جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأحد ، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 32 ألفا و226 قتيلا و74 ألفا و518 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة ، في منشور على حسابها بموقع "فيسبوك" أمس إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ثماني مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 84 شهيدا و 106 إصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وأضافت أنه في "اليوم الـ 170 للعدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
ووفق تقارير ارتفعت حصيلة القتلى بين الجنود الإسرائيليين، في القتال ، الذي يشنه الجيش الإسرائيلي ضد حماس، في غزة إلى 252 .
عواصم أوروبية تنتفض من أجل غزة
شهدت عواصم أوروبية مظاهرات ضخمة طالبت بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، ونددت بالهجمات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
وفي بريطانيا خرجت مظاهرات في 48 نقطة في عموم البلاد في مقدمتها العاصمة لندن التي انطلقت منها وحدها 11 مظاهرة.
وهتف المتظاهرون بعبارات من قبيل "فلسطين حرة" و"فلسطين ستغدو حرة من النهر إلى البحر" و"أوقفوا قصف الأطفال".
وفي كلمته أشار الرئيس المشارك لحملة كامدن للتضامن مع فلسطين، سابى ساغال، إلى مقتل 31 ألف مدني على يد من يسممون أنفسهم بقوات الدفاع الإسرائيلية، واصفا ذلك بـ"جريمة حرب".
ومن المرتقب تنظيم مظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني الأحد في مدن ليفربول ولندن وريدينغ وبورتسموث البريطانية.
وفي العاصمة النمساوية فيينا، تظاهر العشرات للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وحمل المتظاهرون، في شارع مارياهيلفر، أحد الشوارع المهمة في فيينا، الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "وقف فوري لإطلاق النار" و"لا للإبادة الجماعية" و"فلسطين حرة".
وهتف المتظاهرون بعبارات من قبيل "فلسطين حرة" و"إسرائيل مجرمة" و"غزة حرة"، متهمين الاتحاد الأوروبي بـ "تمويل الهجمات الإسرائيلية على غزة".
وفي العاصمة الألمانية برلين، تجمع العشرات في ميدان هيرمان للاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية على غزة والتضامن مع فلسطين.
وسار المتظاهرون من شارعي كوتبوسردام وأدالبرت إلى ساحة أورانين حاملين الأعلام الفلسطينية.
وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها من قبيل "الحرية لفلسطين"، و"لكل فرد الحق في الحياة والحرية والأمن - حياة الفلسطينيين مهمة"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية والاحتلال"، و"السلام والعدالة للفلسطينيين".
واستنكر المتظاهرون "دعم" الحكومة الألمانية إسرائيل بالسلاح.
بايدن ونتنياهو...صراع من أجل البقاء
من جانبه أكد خيام الزعبي الكاتب والأكاديمي السوري أنه رغم الدعم الأمريكي السياسي والعسكري لإسرائيل منذ اليوم الأول للحرب على غزة، إلا أن الخلافات تتجدد بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حول كيفية إنهاء الحرب هناك، في حين منحت واشنطن تل أبيب وقتاً كافياً للنزول من فوق الشجرة، ولكنها أدركت الآن أن إسرائيل ستجرها لمزيد من المعارك والخسارات الداخلية والخارجية.
واضاف : تزداد حدة الخلافات بين بايدن ونتنياهو وهو ما كشفته تسريبات من داخل الحملة الانتخابية لبايدن ، عن وصف الأخير لنتنياهو بـ"الأحمق" ، وأعرب الرئيس الأمريكي بايدن عن إحباطه في عدد من المحادثات الخاصة بعضها مع مانحي حملته الانتخابية للترشح لولاية ثانية، بسبب عدم قدرته على إقناع إسرائيل بتغيير تكتيكاتها العسكرية في قطاع غزة، واصفاً نتنياهو بأنه العائق الرئيسي الذي يريد أن تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة.
وتابع أثناء مؤتمرات بايدن الشعبية هناك من يوجه انتقادات شديدة اللهجة له على خلفية الحرب في غزة و ينعته بقاتل أطفال غزة وتتزايد هذه الاتهامات له اذا تم اجتياح رفح الذي سيؤدي الى مجازر حقيقية، وبالتالي سينعكس على مستقبله السياسي ومستقبل حزبه وإدارته، ومن هنا فإن الادارة الامريكية لن تقبل بذلك وستضغط هي و الدول الأوروبية بعدم اجتياح رفح لأن في هذه الحالة سيؤدي الى توسيع الحرب ودخول دول جديدة في هذا الصراع الدائر.
وأكد الزعبي "لم يحقق نتنياهو أي انتصار حقيقي من خلال حربه على غزة بالرغم من امتلاكه جيش مدجج بكل أنواع الأسلحة، فلم يقضي على حركة حماس ولم يحرر الأسرى الاسرائيليين، بمعنى أن جميع أهدافه فشلت من العملية العسكرية ، فليس أمامه إلا شن هجوم بري على رفح، وتعهد نتنياهو بالمضي قدما في العملية على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا مراراً وتكراراً عن معارضتهم العلنية لها، وهنا أصبح نتنياهو في ورطة كبيرة في حين الشعب الاسرائيلي منتظر اجتياح رفح حتى لو قتل مليون شخص هناك لأنه لو لم يفعل ذلك فأنه يعلن فشله وهزيمته في تلك الحرب وسيسقط للأبد، بمعنى نهاية نتنياهو سياسياً، وفقدان الثقة مجملاً في الجيش ووقوعه تحت ضغط شعبي شامل لإنهاء الحرب . نتنياهو يعلم أنه لو تمت التسوية السياسية فهو فاشل في حرب أعلنها بهدف واضح وهو القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى، وفي ظلّ حماقاته وإجرامه ضحى بحياة الكثير من الأسرى والرهائن في سبيل تنفيذ الوهم الذي يتمسك به وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية، لذلك ليس قادراً على التراجع أو الانسحاب رغم دخوله في مرحلة نهائية من التصعيد أشبه بالمقامرة" وفق تعبيره.
تغير المواقف الأوروبية
واضاف "على الطرف الأخر أصبحنا نسمع أصواتاً من داخل أوروبا تعبر بكل صراحة عن مدى الاعتراف والشعور بالإحباط وخيبة الأمل من الفشل الذريع الذي ترتكبه إسرائيل من خلال استراتيجيتها في غزة، إذ فقدت الكثير من الخيوط وقدمت خسائر فادحة لم تكن في حساباتها، بالمقابل بدأ الدعم الإقليمي والدولي المطلق لإسرائيل بالانخفاض والتآكل، نتيجة مواصلة العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة و ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل التي لا يمكن إخفائها عن الرأي العام. وتابع "اليوم تتصاعد حدّة الرعب في الأوساط الإسرائيلية من انخراط حزب الله بشكل مباشر في المعركة دعماً وإسناداً لغزّة والمقاومة المقاومة الفلسطينية، هذا ما عكسته تصريحات رئيس قسم العمليات العدائية السابق في الموساد الإسرائيلي “عوديد عيلام” والذي وصف انخراط المقاومة اللبنانية في المعركة ضد العدو الإسرائيلي بالـ “التهديد الاستراتيجي فعلاً لـ (إسرائيل)"، قائلاً" ...نحن نعرف كيف ندخل الحرب مع اللبنانيين ولكن لا نعرف كيف نخرج منها".
وتابع الزعبي ''صراع البقاء بين بايدن ونتنياهو يطغى على متانة العلاقات فيما بينهم، وبايدن عندما أيد اسرائيل تأييد مطلق وفتح لها مخازن السلاح ومليارات الدولارات كان متوقع أن تستمر العملية لبضعة أيام ويتم تهجير الفلسطينيين الى سيناء، بعد ان سد رجال المقاومة الفلسطينية بوجههم كل السبل، و فشلت تل أبيب ومن معها بإخضاع غزة أو تحقيق أي نصر يذكر على مقاومتها".