بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمفقودين منذ 7 أكتوبر الماضي. ويوم أمس نفذت سلطات الإحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة ضدّ مئات الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون استلام المساعدات غرب جنوبي غزة خلفت استشهاد 140 شخصا وإصابة أكثر من 760 آخرين.وجراء الحرب والقيود الإسرائيلية المفروضة يعاني سكان القطاع من تنامي مخاطر المجاعة في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، في ظلّ نزوح نحو مليوني فلسطيني في القطاع الذي يعيش فيه حوالي 2.3 مليون وتحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الخميس، "ارتفاع حصيلة الشهداء" ممن كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة إلى 104 فلسطينيين، بالإضافة إلى 760 مصابا.وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان "ارتفاع حصيلة مجزرة شارع الرشيد إلى 104 شهداء ونحو 760 إصابة".وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان أمس الخميس إنّ 30035 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب 70457 جراء الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وزادت حكومة الإحتلال الإسرائيلية، من حدة تصريحاتها بشأن تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر الذي قابله رفض حازم وغضب كبير في القاهرة، إلا أن متابعين يرون أن السيناريو الإسرائيلي، بالتهجير القسري للفلسطينيين مايزال قائما بل أنه يمثل هدفا رئيسيا لإسرائيل في حربها الدائرة في غزة.ويتعرض الفلسطينيون منذ 75 عاما لسياسة تهجير قسري ممنهجة ، وهي سياسة يمارسها ضدهم الاحتلال الإسرائيلي عبر أساليب متعددة من خلال القصف والحرب وأيضا عبر استعمال وسائل تهديد وضغط وتنكيل ضد الفلسطينيين لإجبارهم على مغادرة أرضهم .
وتفاقم عدد النازحين في قطاع غزة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر ، بحسب تقرير صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا ، ويقيم نحو مليون من النازحين في منشآت الوكالة، ويشكل النازحون من شمال القطاع إلى جنوبه النسبة الكبرى. وتواجه حكومة الاحتلال انتقادات دولية حادة لاستمرار تحويل الأموال للمستوطنات في وقت الحرب.وإضافة إلى هذه البؤر، فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أقامت 146 مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة، يقطنها أكثر من 470 ألف مستوطن .
وتلقى الحرب إسرائيل العدوانية على قطاع غزة، مخاوف وتنديدا دوليا في ظلّ عزمها "التهجير القسري للشعب الفلسطيني ''.وحذرت منظمات ومؤسسات إنسانية دولية من ارتكاب إسرائيل جريمة التهجير القسري للفلسطينيين خارج الأرض الفلسطينية المحتلة. وتؤكد عدة تقارير دولية أن السلام والاستقرار الإقليمي، لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة.
ومع دخول الحرب شهرها الخامس وفي مقابل الصمود الفلسطيني فانّ حكومة الاحتلال الصهيوني ومنذ اندلاع هجومها تحاول كسر شوكة المقاومة من خلال التركيز على استهداف الأهداف المدنية والأطفال والمستشفيات والنساء.ويتكدس مئات آلاف من النازحين الفلسطينيين خارج القطاع في خان يونس والضفة الغربية ، بعد أن لجئوا من محافظتي غزة وشمال القطاع في أول شهرين من الحرب الإسرائيلية، إثر تركيز الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي وعملياته البرية في المحافظتين.ويبدو أن الهدف الرئيسي لحكومة الاحتلال و هو تهجير أكبر ما يمكن من الفلسطينيين نحو رفح ولاحقا نحو سيناء وهو مخطط أعلنت مصر رفضها القطعي له.ويرى مراقبون أن من بين أسباب رفض نتنياهو الدعوات الدولية لإنهاء الحرب في قطاع غزة رغم ضغوطات الدول والمنظمات من بينها الأمم المتحدة هو تمسكه بمخطط التهجير الذي يحاول الإسرائيليون منذ عقود إكماله .
"حماس'' تحذر
من جانبها أكدت حركة حماس أن "المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية غرب غزة ما هي إلا جريمة في إطار حرب التجويع التي يخوضها الاحتلال بتواطؤ أمريكي بهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم''.
وقالت حماس، في بيان صحفي اليوم أورده "المركز الفلسطيني للاعلام" ، :"في مجزرة بشعة تضاف لسلسلة المجازر الطويلة التي يقترفها الكيان الصهيوني المجرم ضد شعبنا الفلسطيني غير مكترثٍ بعواقب أفعاله الإرهابية بسبب غطاء وتواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في عدوانه، أقدم جيش الاحتلال الصهيوني على استهدافِ تجمعٍ لآلاف من المواطنين أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية في مدينة غزة، ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء وإصابة مئاتٍ آخرين بجروحٍ مختلفة".
وأضافت الحركة أن "هذه المجزرة البشعة غير المسبوقة في تاريخ جرائم الحروب تأتي في إطار حرب التجويع التي ينفذها العدو المجرم ضد أبناء شعبنا الهادفة لتهجيره عن أرضه، تنفيذاً لمخططه الخبيث الرامي لطمس القضية الفلسطينية".
ودعت حماس جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد العاجل لـ "اتخاذ قرارات تلزم الكيان المجرم بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي في غزة، ووقف كافة انتهاكاته للقوانين الدولية، وانتهاكه لمقررات محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف جريمة الإبادة والتطهير العرقي".
كما دعت الدول العربية، بشكلٍ خاص، إلى "الخروج عن مربع الصمت تجاه ما يتعرض له شعبنا من جريمة إبادة صهيونية، والتنفيذ الفوري لقرار القمة العربية الإسلامية في 11 نوفمبر الماضي، والذي أكد على كسر الحصار الصهيوني، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية فورًا لقطاع غزة".
ووجهت الحركة نداءها لشعوب الأمتين العربية والإسلامية وكل وأحرار العالم للخروج بفعاليات ومظاهرات شعبية واسعة "تنديدًا بالمذبحة الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني، وضغطًا على الحكومات لاتخاذ مواقف فاعلة وقوية ضد الكيان وقادته النازيين مجرمي الحرب".
وجددت حماس تأكيدها على أن "المجتمع الدولي والأمم المتحدة مطالبون بتحمُّل مسؤولياتهم وواجباتهم القانونية في وقف هذا القتل الجماعي لأبناء شعبنا، ووقف جريمة العصر التي يرتكبها الكيان المجرم جهارًا نهارًا، ومطالبون باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوصيل المساعدات الغذائية الطارئة بشكلٍ آمن لأبناء شعبنا في كافة أنحاء القطاع".
وحملت الحركة "الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية وجيشه النازي، والرئيس بايدن والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن هذه المجزرة، وعن تصاعد حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين".
مواقف منددة
وقالت الخارجية الفلسطينية، وفق بيان أمس الخميس، إن "تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني واستمرارها تعكس فشلا أخلاقيا وقانونيا للنظام العالمي وللدول التي تدعي الحرص على السلام وحل الدولتين ومبادئ حقوق الإنسان".
وحمّلت المجتمع الدولي "المسؤولية عن فشله المتواصل في وقف حرب الإبادة".وزادت بأنه "آن الأوان لصحوة دولية حقيقية تجبر إسرائيل على وقف عدوانها وإنهاء احتلالها ووضع حد لاختطافها المباشر لإرادة السلام الدولية، إذا ما أراد المجتمع الدولي الحفاظ على ما تبقّى من مصداقية لشرعياته ومؤسساته وللقانون الدولي نفسه''.
من جهته وفي استمرار لمجازر الإحتلال قال المكتب في بيان صحفي أوردته "وكالة شهاب للأنباء" ، :"ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مُروّعة قتل خلالها صباح اليوم أكثر من 70 شهيداً وأصاب أكثر من 250 جريحاً لمواطنين كانوا يبحثون عن لقمة العيش جنوب غرب مدينة غزة حيث أنهم ذهبوا للحصول على الغذاء وعلى مساعدات بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان يستمر لـ 146 يوماً وبعد حصارٍ وإطباقٍ من جيش الاحتلال الإسرائيلي".
ووفق البيان، "كان لدى الاحتلال النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، حيث قام بعملية إعدام هؤلاء الشهداء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة، كما أن جيش الاحتلال كان يعلم أن هؤلاء الضحايا كانوا قد وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات إلا أنه قتلهم بدم بارد".
وحمِّل المكتب "الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن شخصياً والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي وكذلك المنظمات الدولية التي تنصلت من مسؤولياتها، المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل الجماعي والمجزرة والمروعة وحرب الإبادة وحرب التجويع التي نفذها وينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن".
وناشد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "كل دول العالم وكل الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتدخل الفوري والعاجل من أجل الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء".
من جانبها نددت وزارة الخارجية الفلسطينية،أمس الخميس، بـ"المجزرة البشعة" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق مدنيين فلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات محملة بمساعدات إنسانية في شارع الرشيد جنوب مدينة غزة (شمال القطاع).
وأكدت الخارجية، في بيان، أن "هذه المجزرة تعتبر جزءا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا لإخلاء كامل منطقة شمال قطاع غزة من المواطنين".
و"هذه المجزرة البشعة تثبت مجددا أن الحكومة الإسرائيلية لا تعطي أي اهتمام للمناشدات والمطالبات الدولية لحماية المدنيين وتمارس عكسها تماما"، بحسب البيان.وأضافت الخارجية، أن تلك "المجزرة دليل جديد على الإبادة الجماعية وسياسة الاحتلال لتهجير شعبنا بالقوة، وإثبات آخر للمجتمع الدولي وللدول التي تدعم إسرائيل على أنه لا بديل عن الوقف الفوري لإطلاق النار كسبيل وحيد لحماية المدنيين".