تبرز وتطفو على السطح يوما بعد يوم ، مع اقتراب الموعد، ولئن اختار البعض عدم الكشف عن نيته ، فان البعض الآخر اعتبر أن الوقت مناسبا للإفصاح عن ذلك والانطلاق في غمار هذا الاستحقاق الانتخابي الأبرز منذ 5 سنوات .
بعد أن أكد قيس سعيد رئيس الجمهورية المحافظة على مواعيد الاستحقاقات الانتخابية القادمة، فانه من المتوقع إجراء الانتخابات الرئاسية في خريف هذه السنة ومن المنتظر أن تشرع قريبا الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تحديد الرزمانة الانتخابية، وقد أعلن عدد من الوجوه السياسية عن نيتهم في الترشح على غرار عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر ، وألفة حامدى رئيسة حزب الجمهورية الثالثة ، والناشط السياسي نزار الشعري..بالإضافة إلى ائتلافات أخرى قررت دعم مترشح وحيد وأحزاب لم تعلن بعد عن اسم مرشحها ، أما أحزاب أخرى فقد اختارت مساندة رئيس الجمهورية في صورة ترشحه.
لا يستبعد العديد إجراء تغيير في قواعد اللعبة الانتخابية في ربع الساعة الأخير وتضمين شروط جديدة تحد من عدد المترشحين وإقصائهم وفي انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة أعلن يوم أمس احد الوجوه السياسية البارزة «منذر الزنايدي» الذي تقلد مناصب وزارية عديدة ما قبل الثورة ، عن عزمه الاستجابة إلى «نداء الواجب الوطني» مشيرا في بيان نشره على صفحته الرسمية إلى إعداد برنامج اقتصادي واجتماعي يحمل تصورات لحل الأزمات الراهنة. وتجدر الإشارة إلى أن مواقع الكترونية تداولت منذ فترة قصيرة خبر تحضير الزنايدى لمبادرة سياسية تحتوى على برنامج اصلاح .
منذر الزنايدي الوزير السابق للصحة ، وللتجارة والصناعات التقليدية ، وللسياحة ، في عهد بن علي سبق وان تم الحديث في انتخابات 2019 عن إمكانية ترشحه لكن تم العدول عن ذلك قال في بيان له : إن البلاد تعيش اليوم حالة من الإحباط والتخبط وانسداد الأفق لم يسبق لها مثيل، وأضاف انه أمام هذا الوضع الذي اعتبره «ينذر بالخطر»، يقتضي «الواجب الوطني» منا جميعا قبل كل شيء التحلي بالمسؤولية والامتناع عن كل ما يمكن أن يزيد من تغذية الانقسامات وتعقيد الأوضاع والإساءة للوطن. كما يقتضي هذا الواجب العمل على تحرير الإرادات واقتراح الحلول والمبادرات والدفاع المستميت عن حق التونسيين في حياة أفضل»
وجاء في البيان أيضا «أن اليوم ونحن واثقون أن محاولات الترهيب والتخوين وتكميم الأفواه لن تفل من عزمنا على الاستجابة إلى نداء «الواجب الوطني»، ومدركون أن زمن الصراعات الأيديولوجية الضيقة وأشكال التنظم القديمة والزعيم المنقذ والمراهنة على الخارج قد ولى وانقضى، ومستأنسون بفهمنا لطبيعة الدولة والمجتمع في تونس تحت شعار «تحويل اللازم إلى ممكن»، ومطمئنون لما وصلت إليه مجموعتنا من تصورات وبرامج لحل الأزمات الراهنة وتسليح بلادنا بما يضمن انخراطها بقوة ووثوق في معركة المستقبل...»
وأكد الزنايدي الاستعداد للاحتكام للتونسيين والتوجه اليهم ببرنامج ومقترحات في محطات سياسية واستحقاقات انتخابية قادمة، أي ان صناديق الاقتراع هي التي ستقرر في استحقاق الانتخابات الرئاسية باعتبارها الموعد القادم، مع ترك توقيت وشكل وطرق العمل للأيام المقبلة .
وقال : يأتي هذا التوضيح ليضع حدا للشائعات التي راجت في الآونة الأخيرة، بعضها متعمد وبعضها اجتهاد عفوي من تونسيين لا يربطني بهم إلا حب هذا الوطن الذي كانت سيادته ومصلحته العليا بوصلتنا في كل الاتجاهات وليؤكد على أنني وكل الغيورين على هذا الوطن العزيز لن نتخلى عن تونس وعلى أن الحلول لا تكمن في تأبيد حرب الزعامات والنرجسيات وإقصاء الخصوم السياسيين وإنما في الإشراك الفاعل والأوسع للتونسيين في نحت معالم المستقبل الذي يريدون