تونس تفقد الشيخ الدكتور محمد الكامل سعادة بـــاب من أبـواب الزيتونة والعلم يغلق

عن أبي الدرداء قال قال رسول الله: «موت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسدّ وموت قبيلة أيسر من موت عالم وهو نجم طمس».
الرجل الصالح ذو الأدب الجمّ والأخلاق الرفيعة.
تونس خسرت الليلة واحدا من صالحيها، في عزّ حاجتها إليهم.
رحمك الله أيها الشيخ القاضي الدكتور الزيتوني المربّي العلم المعلّم. تلاقينا وتصافينا وسافرنا وتهادينا وتحاببنا... نادر مثلك. وقليل نظيرك... كم أحببتك وكم نوّرت المجالس وكم آنست الجلاّس وكم مازحتني وكم وجّهتني.
ترحل اليوم. لتتركنا في دهشة وثلمة.
سيستقبلك الله راضيا مرضيّا. مرحوما مستبشرا هانئا مطمئنّا.
وابل الرحمات عليك سيدي وشيخي وصاحبي.
الشيخ الدكتور محمد الكامل سعادة من علماء تونس في هذا العصر انتسب إلى عائلة علمية محافظة من رموزها العلاّمة محمد سعادة وهو من أعلام الزيتونة وتتواصل السلسلة العلمية إلى والده المرحوم إبراهيم سعادة وهو مختصّ في علم القراءات وتحفيظ القرآن.
وقد درس الشيخ محمد الكامل سعادة بالحيّ الزيتوني معهد ابن شرف عن مجموعة من شيوخ الزيتونة من بينهم محمد لخوة ومحمد بن مبارك ومحمد علي السهيلي والشيخ المختار السلاّمي. تحصّل على الباكالوريا فلسفة وآداب أصلية سنة 69 - 70 درس الحقوق ثمّ نجح في مناظرة القضاة وارتقى مدّة 33 سنة إلى عديد الرتب إلى أن بلغ درجة مدّع عام بمحكمة التعقيب. أحرز سنة 1992على الدكتوراه في الشريعة من خلال رسالة «الحيازة بين الشريعة والقانون». وطيلة مراحله التعليمية لازم العديد من أعلام الزيتونة.وشارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزية والندوات والمؤتمرات في تونس وخارجها وله عديد من الخطب والدروس بعديد الجمعيات والمساجد وخاصة دروس «موطأ الامام مالك» وشرح «بلغة السالك «بجامع الزيتونة المعمور.
ألّف الشيخ محمد الكامل سعادة عديد العناوين القيّمة منها «القضاء ومبادئ في القانون»، «الملهم في شرح صحيح مسلم»، «مذكّرات قاض»، «أقلام وأعلام»، «مقدّمة لكتاب الشفاء للقاضي عياض»، إلى غير ذلك من البحوث والدراسات...
بقلوب فجعة متألمّة محتسبة لله راضية بقضائه وقدره صابرة على مفارقة الأهل والأحباب مؤمنة بأنّ الموت حقّ ننعى وفاة فضيلة الشيخ الدكتور القاضي محمد الكامل سعادة الإمام الخطيب الثاني لجامع الزيتونة المعمور
فاللهم ارحمه برحمتك واغمره بلطفك وعفوك وكرمك واجعله من المقبولين المرضين و لجوار الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام من الساكنين و رزق أهله وأحبابه وطلبته جميل الصبر .