لم تكن تمزح على الإطلاق.. فجميع خبراء الصحة في العالم من بيولوجيين وأطباء متفقين بأن أنجع الية لاحتواء انتشار هذا الوباء غير المسبوق إلى جانب «الحجر الصحي العام» وتطبيق «نظرية التباعد الاجتماعي»، تتمثل في الدفع بنسق الاختبارات والتحاليل إلى حدودها القصوى، فكل حالة مصابة يتم اكتشافها تٌعدّ انتصار على الفيروس وان أى شخص مصاب لم يقع التفطن له يعادل دائرة عدوى محتملة لا تقل عن عشر أشخاص.. دونها سيستمر الفيروس في حصد الأرواح بالآلاف وخلق جيوش احتياطية إضافية من المصابين المحتملين في العالم...
دون الخوض في التفاصيل العلمية التي لا يفقهها الا أهل الإختصاص، فإنه أصبح من المتداول إعلاميا بأن اختبارات الكشف عن الفيروس تنقسم إلى صنفين:
- صنف مرجعى بنسب نجاعة عالية جدا يعتمد على تقنية PCR .. يستغرق 24 ساعة للاعلان على نتيجة التحاليل.
- وصنف ثان يستخدم تقنية «التشخيص السريع» le dépistage rapide للفيروس، مدته تتراوح بين 10 الى 20 دقيقة لكن نجاعته أقل من الصنف الأول.. تم اعتماده بشكل مكثف في كوريا الجنوبية.
استجابة للنداء الاممى وانسجاما مع مقتضيات المرحلة الثالثة من الوباء، تفاعلت وزارة الصحة بجدية مع المسألة ببرمجة طلبية توريد سريعة - من خارج منظومة الصفقات العمومية الغير مجدية في هذه الظروف الاستثنائية - تناهز 500 ألف تحليل من المتوقع ان تصل في غضون الأيام القليلة القادمة.. خطوة استباقية حاسمة ومحمودة في تبنى مقاربة» التحليل السريع» ستقحمنا حتما في مرحلة الكشف المبكر الشامل والمكثف عن الفيروس le dépistage massif على غرار العديد من التجارب المقارنة دونها لن نتمكن من مواكبة نسق الانتشار الوبائى السريع الذى فرضه فيروس كوفيد 19 على دول العالم باسره...
من المعلوم أن قسما كبير من التحاليل السريعة ستتوجه إلى الخط الدفاعي الأول الذى بصدد مواجهة «الفيروس التاجى» ببسالة نادرة بالمقارنة مع محدودية الإمكانات من أبناء قطاع الصحة والأمن الداخلي والجيش الوطنى، إلا أنه بالمقابل لسائل ان يسأل: ماذا فعلنا بالمئات من المصابين المحتملين بالفيروس القابعين بيننا داخل بيوتنا والخارجين عن شعاع الرصد والكشف المبكر التي وضعته منظومتنا الصحية ؟ هل ستطلق وزارة الصحة طلبيات لتوريد كميات اضافية من «التحاليل السريعة» ؟ أم أننا ستستمر في استخدام طريقة التحاليل الموجهة le dépistage ciblé عبر تقنية PCR مع الاستعانة بما أمكن من «التحاليل السريعة» ؟
بين هذا وذاك ربّما هناك مسلك ثالث ننصح «اللجنة الوطنية لمكافحة الكورونا» بوضعه على طاولة فرضيات مواجهة الفيروس وهو الكشف المنزلى للفيروس حيث وضع مؤخرا العملاق الرقمى «أمازون» المتخصص في التجارة الالكترونية على ذمة حرفائه - من دول وأفراد - تقنية اجراء تحليل منزلى للكشف عن الإصابة بوباء كوفيد 19 وذلك من خلال وخز الاصبع واختبار وجود الفيروس في الدم من عدمه في حيّز زمني لا يستغرق اكثر من 15 دقيقة .. للتذكير فإن بريطانيا انخرطت في هذه.الآلية وتستعد في غضون الأيام المقبلة لاستقبال قرابة 3,5 مليون اختبار، وهي الآن بصدد التحقق من دقتها قبل إتاحتها لأعضاء هيئة الخدمات الصحية الوطنية وللعامة...
وبالتالى،
- أليس من الممكن الاشتغال على هذه الآلية إن ثبتت نجاعتها العلمية ؟
- في صورة التحقق من نجاعتها من قبل خبراءنا المعتمدين من وزارة الصحة، أليس من باب الحيطة والحذر أن تٌسند عملية عقد الصفقة مع شركة «أمازون» إلى مؤسسة «الصيدلية المركزية» دون غيرها وتسويقها في الصيدليات بأسعار تفاضلية مدعمة توقيا من عمليات احتكار محتملة وواردة جدا ؟
- ألا تٌشكّل هذه التقنية - أن ثبتت جدواها العلمية - نقلة نوعية في التصدى التضامنى لكوفيد -19 عبر تشريك عموم الناس في معاضدة جهود الدولة ؟
- ألا يمكن أن تساهم هذه التقنية من تبديد مخاوفنا غير المعلنة بأن يكون أحد أفراد العائلة القابعين بيننا مصاب بالفيروس دون أن ندري ؟
الاختبار المنزلي للكشف عن فيروس «كوفيد-19» ممكن ومتاح ...
- بقلم محجوب لطفي بلهادي
- 23:12 07/04/2020
- 1065 عدد المشاهدات
عندما أطلقت «المنظمة العالمية للصحة» شعار: «اختبر واختبر ثم اختبر مرة أخرى» tester, tester, tester