وفي16 أوت 1956 أعلنت تونس تضامنها مع مصر وتأييد حقها في تأميم قناة السويس وتم إقرار اضراب تضامني.
وفي 22 أكتوبر 1956 حل محمد الخامس ملك المغرب بتونس لحضور ندوة توحيد المغرب العربي وفي مساء نفس اليوم وقع تحويل وجهة الطائرة إلى تقل قادة جبهة التحرير الجزائرية من قبل قائد الطائرة وطاقمها وتم انزالها بمطار الجزائر تم افشال انعقاد الندوة وكان رد فعل تونس يتمثل في تحديد تحركات الجيش الفرنسي وإستقدام السفير التونسي من فرنسا وإعلان الإضراب العام.
وصرّح بورقيبة أن حادث القرصنة قد يؤدي بتونس والمغرب إلى المساهمة المباشرة في حرب التحرير الجزائرية.
وفي الواقع كانت الإعتداءات الفرنسية على الحدود التونسية متكررة ولا تتوقف.
ورغم انعكاسات الأزمة بالجزائر فإن تونس كانت توسع علاقاتها ويزداد إشعاعها. ففي 12 نوفمبر 1956 صادقت الجمعية العامّة للأمم المتحدة على قبول تونس عضوا بها. وفي 22 نوفمبر 1956 ألقى بورقيبة خطابا بالجمعية العامة للأمم المتحدة. ثم يقابل الرئيس إبزنهاور عددا من القادة الآخرين.
في 06 جانفي 1957 وقع بورقيبة ومصطفى بن حليم رئيس الحكومة الليبية معاهدة الإخاء والتعاون وحسن الجوار بين تونس وليبيا. في 21 فيفري 1957 بدأت زيارة الملك سعود بن عبد العزيز إلى تونس. وفي 03 مارس 1957 يسافر بورقيبة إلى أكرا لحضور احتفالات عيد استقلال غانا
في 18 مارس 1957 يحل نائب الرئيس الامريكي نكسون بتونس
- وفي 20 مارس 1956 تحتفل تونس بالذكرى الأولى للاستقلال وكانت هذه الاحتفالات حدثا ديبلوماسيا عظيما ساهمت فيه وفود 65 دولة من أهمها:
- نائب الرئيس الأمريكي نكسون
- الأمير فيصل من المملكة السعودية
-فرانسوا ميتران وزير العدل الفرنسي
- حسين الشافعي وزير الشؤون الإجتماعية عن مصر
- كما أرسلت كل من المغرب ولبنان رئيسي حكومتيهما أما سورياو ايطالياو بريطانيا فقد أرسلت وزراء لتمثيلها.
- مثل الاتحاد السوفياتي رئيس المحكمة العليا ومثل المارشال دون أوغستان كراندس اسبانيا.
وإبان اعتداء ساقية سيدي يوسف في 08 فيفري 1958 ازداد توتر العلاقة مع فرنسا.
وفي 13 مارس 1958 يقول بورقيبة في خطابه الاسبوعي «آن الأوان لأ مريكا أن تختار بين مؤازرتها للشعوب المتطلعة للحرية أو مؤازرتها للاستعمار»
وفي 23 مارس 1958 في تصريح ل س – ب- س الأمريكية : «إن السلام لن يستقرفي شمال افريقيا وأن العلاقات بين فرنسا وبين شعوب هذه المنطقة لن تعود إلى مجراها العادي إلاّ إذا أقرت فرنسا مبدأ استقلال الجزائر»
وفي نهاية أفريل 1958 شاركت تونس في مؤتمر طنجة لتوحيد المغرب العربي الذي أقرمبدأ تحقيق الوحدة الفيدرالية بين أقطار الشمال الإفريقي والعمل على استقلال الجزائر
وتم الانضمام للجامعة العربية في 01 أكتوبر 1958وكانت تونس قد تقدمت بالطلب يوم 30 سبتمبر وفي 8 أكتوبر 1958 انتخبت تونس عضوا في مجلس الامن الدولي.
استقلالية القرار الوطني التونسي:
في 13 نوفمبر 1958 أعلن بورقيبة إعتناق تونس مبدأ عدم الانحياز وقرّرت الحكومة شراء الاسلحة من اسبانيا ويوغسلافيا وتشيكسلوفاكيا بعد فشل مساعي شرائها من أمريكا وبريطانيا.
وبالفعل كانت مصالح تونس وقضايا العرب العادلة هي المحدّدة في مواقفه فقد وقف بورقيبة موقفا صارما تجاه الولايات المتحدة الأمريكية عند اجتياح اسرائيل للبنان 1982 وعند قصفها لحمام الشط سنة 1985.
نعت بورقيبة من قبل «اخوانه العرب» بأنه رجل الغرب ورجل أمريكا لكنه لم يكن كذلك بل لعلّه كان أقلهم تورّطا في الموالاة لهذا الطرف أو ذلك وأكثرهم حرصا على استقلالية القرار الوطني.
كان يعتقد أن موقع تونس الجغرافي ومصالحها العليا تحتم عليها الإرتباط بأوروبا وخاصّة أوروبا الغريبة بأكبر قدر ممكن دون السقوط في معاداة المجموعة السوفياتية. وبالفعل كانت لتونس علاقات واتفاقات مع دول الكتلة الشرقية منها ما كان متميزا مثل تلك التي ربطتها مع دول بلغاريا ورومانيا ويوغسلافيا. كما كانت تونس من أوّل الدول التي اعترفت بالصين الشيوعيّة.
وفي هذا السياق كان الإنتماء للفضاء الفرنكفوني وسيلة لكسر الإحتكار اللغوي والثقافي الذي تمارسه فرنسا لأن هذه اللغة نافذة على العالم وهي ملك لبلدان أخرى لنا معها مصالح مثل كندا وبلجيكا وسويسرا وعديد البلدان الإفريقية.
تونس وحركات التحرّر ومناهضة الميز العنصري :
أبدت تونس تعاونا وتضامنا فعالا وبناءا ومتواصلا مع حركات التحرر عموما وحركة التحرّر الجزائرية بالأخصّ وكان لبورقيبة مواقف مشرفة من هذه القضية حيث دعا في رسالة إلى مسالي الحاج بتاريخ 22 جانفي 1959 قال له بأن التاريخ يحفظ أنّك أب الوطنية الجزائرية وعبّر له عن أسفه بأن يتم تجمّع الجزائريين وتوحدهم من أجل استقلالهم بدون مسالي الحاج وربّما ضدّه.
وكان قبل ذلك بسنوات عديدة وفي رسالة بتاريخ 29 جويلية 1946 وجهها لفرحات عباس طالبه فيها بالإلتحام بمسالي الحاج وبحزب الشعب الجزائري لأن في ذلك نجاة الشعب الجزائري. وأن يبتعد عن وهم «الإتحاد الفرنسي» لأن ذلك مناورة من المناورات الإستعمارية ليس إلاّ.
ورغم التضامن الفعال الذي أبدته تونس مع الجزائر إلا أن بن بلة الذي فرضه جيش التحرير بالخارج ضدّ إرادة الحكومة الجزائرية المؤقتة أراد بالإتفاق مع صالح بن يوسف وعبد الناصر أن لا تتفاوض تونس حول استقلالها سنتي 1955و1956 وأن تواصل القتال مع الجزائر.
وكانت رؤية بورقيبة ترى الحل الأمثل في أن إستقلال تونس يتيح وجود حكومة تونسية غير منخرطة في الحرب رسميا ولكنها تساند الجزائريين بشكل فعال وهو ما تمّ بالفعل. وكان أعضاء الحكومة الجزائرية المؤقتة واعين بذلك وكان هؤلاء أصدقاء لتونس ولبورقيبة. وفي وقت لاحق بعد استقلال الجزائر تخلت تونس عن مطالبها المتعلقة بالنقطة 233 وأمضت اتفاقية ترسيم الحدود مع الجزائر في 06 جانفي 1970.
كما وقفت تونس موقفا مبدئيا وحازما ضدّ الميز العنصري في جنوب افريقيا وساندت سياسيا وماديا المناضلين ضدّ هذا الميز وعلى رأسهم نلسن مندلا.
وفي اطار هذه الرؤية الشاملة للعلاقات بين الدول وبعلاقة بمسألة الإستعمار وحركات التحرّر تتنزّل مواقف بورقيبة من قضية فلسطين منذ ثلاثينات القرن العشرين.
تونس والقضية الفلسطينية:
فمنذ سنة 1937 أصدر مؤتمر الحزب الحر الدستوري التونسي (الجديد) في جلسته الختامية وبتاريخ 02 نوفمبر 1937 بيانا عبّر فيه عن تضامن الشعب التونسي الفعّال مع الشعب الفلسطيني في جهاده التحريري وفي 04 مارس 1946 كان لبورقيبة دور أساسي في اعداد مذكرة بلدان المغرب العربي (ليبياـ تونس الجزائر والمغرب) إلى اللجنة الأنجلو- أمريكية المكلفة بالتحقيق في القضية الفلسطينية.
وقد أتت هذه المذكرة على المبادئ والأفكار التالية :
- فضح النوايا الاستعمارية للحركة الصهيونية،
- تضامن المغرب مع المشرق،
- الأثر المدمّر للدعاية الصهيونية على العلاقة بين الجالية اليهودية والمسلمين بشمال افريقيا
- ما يحدث بفلسطين استعمار استيطاني على غرار ماحدث بشمال افريقيا،
- ما أتته الصهيونية من شطط هو الذي تسبب بقسط وافر في ويلات اليهود، شأنها شأن الزعماء النازيين،
- حل القضية اليهودية ليس في فلسطين، انه في أوروبا وذلك برفع الظلم والاضطهاد عن اليهود بها.
وقد شارك في اعداد هذه المذكرة كل من :
- الحبيب بورقيبة – تونس،
- عمر الغولى - طرابلس،
- الشاذلي المكي- حزب الشعب الجزائري،
- أحمد المليح – حزب الاستقلال المغربي.
في ندوة صحفية بنيويورك (13 ماي 1961) وفي حديث عن القضية الفلسطينية أكد بورقيبة على «أن الأمر يتعلق بمسألة استعمارية، استعمار من نوع جديد ليست هيمنة شعب على شعب بل إحلال شعب مكان شعب آخر. فرنسا حاولت فرض أمر مشابه على الجزائر وبعد 130 سنة فشلت.»
وأضاف «أن العرب فرضت عليهم ظروف لا تختلف عن التي كان فيها اليهود أثناء الحرب العالمية الأخيرة.فالمشكل يتمثل اذا في وجود اسرائيل ويوم يتسنى للعرب ولليهود النازحين من أوروبا أن يلتقوا وجها لوجه في ذلك اليوم ربما يمكن الحديث عن حل أو عن مفاوضات. هذه مظلمة وكان يتعين وضع حدّ لآلام شعب اسرائيل وبؤسه وتقتيله يكون مغايرا للحل الذي اختير وهو .. دولة اسرائيل على أرض يعيش فيها سكانها منذ قرون بحجّة أن الحياة أصبحت مستحيلة بالنسبة لليهود في ألمانيا والنمسا.»
«هناك مظلمة نتألم منها مثلما نتألم لو اختير عوضا عن فلسطين قطر آخر مثلا ليطرد منه سكانه ويحل محلهم سكان آخرون.»
وفي مؤتمر القمة العربي الأول في 16 جانفي 1964 بالقاهرة أكّد «أن القضية الفلسطينية ليست قضية العرب وحدهم هي احدى قضايا العصر واحدى قضايا الانسانية عامة. وأضاف أن هناك اعتقادا ضالا بأن ما نزل باليهود يمكن جبره بالقهر وبسفك الدماء وتشريد الأبرياء. إن قضية فلسطين قضية لا تختلف عن قضية الأفارقة بجنوب افريقيا فهي قضية استعمارية. فمنذ 1948 أصبحت الدول العربية لا شغل لها إلا تحرير فلسطين ولم تفلح في ذلك وليس من المعقول أن تفلح إذا هي أصرّت على اعتبار أن سبيل تحرير فلسطين هي الحرب الكلاسيكية.
يجب أن نضع المشكل في إطاره الحقيقي وهو فلسطين وأن نعمل على بعث حركة المقاومة وأن نغذّيها بصورة مستمرة فعالة وأن نحتضنها كلفنا ذلك ما كلفنا من تضحيات لكن محور المقاومة يجب أن يكون في فلسطين، فالعبرة ليست بكثرة العدد أو ضخامة العدّة ثم ينبغي أن يصير المشكل يشغل العالم بأسره والدول لا تهتمّ بالقضايا العادلة إلا بقدر ما تحتد الأزمات.»
وذكر أن سنوات 1952، 1953و1954كانت تونس البلد الافريقي الوحيد الذي قاوم الاستعمار بمجموعات مسلّحة من المقاتلين الواعين. واضرموا حربا لم يكفوا عنها إلاّ بأمر من القيادة الحزبية. لذا على الفلسطينيين أن يقوموا بالدور الرئيسي وأن يقوم العرب بواجباتهم بصدق واخلاص كلّفنا ذلك ما كلّفنا مثلما فعلت تونس مع الجزائر رغم الإعتداءات الدامية والمتكرّرة. فقد وفرت تونس للجزائر خطوط الرجعة مضمونة ومفتوحة.
طالب بورقيبة بإخراج القضية إلى طور حاسم وطرحها على الضمير العالمي لأنها قضية جوهرها التعدّي بالقوة والقهر على شعب أعزل آمن في عقر داره. وأضاف «علينا أن نقتنع أن هذا الكفاح سوف يطول وسوف يكون عسيرا وسوف يكون حتما على مراحل». «والظروف على ماهي عليه لا يمكن أن نصل إلى الهدف مباشرة وإذا فكرنا في الظفر بالحل الكامل دفعة واحدة نكون قد تجاهلنا الواقع وحدنا عن الطرق الناجعة. وليس هناك طريقة ناجعة غير طريقة المراحل وهي لا تعني التخلّي عن الهدف أو الرضى بأمور تافهة نضفي عليها لقب المراحل. بل أن طريقة المراحل الايجابية الثورية أشبه ما تكون بالخطة الحربية التي ترمي إلى احتلال المراكز الحساسة التي تساعد على مواصلة السير والتوغل في الميدان والاقتراب أكثر فأكثر من الغاية القصوى.»
«لا بد من التمييز بين الحلول المنقوصة الايجابية والثورية التي تساعد على السير وتزيد من قوّة الكفاح وبين الحلول المغشوشة التي تعرقل السير وتوصد الأبواب وتزيغ بالكفاح عن الطرق النافذة.
ليس هناك صلة بين هذه الطريقة والسلوك الذي عرف بمبدأ «خذ وطالب» والذي فيه ما لا يخفى من معاني الاستكانة والتسول والرضى بأي شئ».
«إن اختيارطريقة في الكفاح مجازفة وشبه مراهنة على الأحداث وليست الأحداث دوما طوع اليد ولكن يجب على المسؤول أن يرضى بعبء المسؤولية وما ينجرّ عنها من أخطار لشخصه وسمعته.»
وفي 18 جويلية 1964(الندوة الثانية لمنظمة الوحدة الافريقية بالقاهرة). انتقد بورقيبة تعاون بعض الدول الافريقية مع إسرائيل فهذا التعاون لا يساعد على تحقيق الوحدة الافريقية وأبرز تناقض في موقف بعض دول افريقية من الاستعمار داخل القاّرة وخارجها (فلسطين) وكذلك عاد بالقضية الفلسطينية إلى اتفاقية سان ريمو 1920 وإلى الانتداب البريطاني وفضح الدعايات الخادعة الغربية والصهيونية وقال «اقيمت دولة على انقاض العدالة وحقوق الانسان، شرد شعب من دياره وحكم عليه بأن يعيش حياة الذل والشقاء في الغربة والالتجاء والذين بقوا كتبت عليهم حياة الضيم والاعتساف لا تختلف في جوهرها عن حياة الافريقيين في جنوب افريقيا».
وفي 03 مارس 1965 وأمام اللاجئين الفلسطينيين بأريحا ألقى الرئيس الحبيب بورقيبة كلمة لخّص فيها رؤيته للقضية الفلسطينية وإلى ما تردت فيه. وأبرز ما قاله :
« - العاطفة والمشاعر لا تكفيان للإنتصار على الإستعمار رغم انهما ضروريان
- اصحاب الحق يجب أن يكونوا في الطليعة
لا بدّ من قيادة حكيمة توفر أسباب النّجاح والزعيم المسؤول على نجاح المعركة عليه أن يتثبت في الطريق وأن يختار المسالك وإذا تبين أن الخط المستقيم لا يؤدّي إلى الهدف عليه أن يسلك سواه.
إذا كان المكافحون على استعداد للبذل والحماس بينما الإنتصار بعيد المنال رغم الجهود فإن مرجع العلّة يعود إلى القيادة دون ريب.
الدعوة إلى تحكيم العقل والإعتراف بأن المعركة ليست يسيرة لذلك وجب الإبتعاد عن سياسة الكلّ أو لا شيء فهي سياسة لا تجرّ إلاّ الهزائم لأن تجزئة الكفاح إلى مراحل يسهّل على العدو قبول التنازلات.
وفي ختام كلمته قال بورقيبة « أناشدكم الأخذ بهذه النصائح والأفكار» حتى لا نظل بعد سبعة عشر عاما أخرى أو عشرين أو مائة نردد بدون جدوى أغاني العودة والوطن السليب، ذلك أن كفاحنا إذا اقتصر أمره على العاطفة الملتهبة فحسب فإننا سنبقى على هذه الحال قرونا وقرونا.»
خلاصة القول:
كان الهدف الأسمى للدبلوماسية التونسية ولسياستها الخارجية قبل الاستقلال وبعده هي مصالح تونس وسيادتها وسمعتها وبورقيبة بمواقفه وخطبه وزياراته ومبادراته أعطى للسياسة الخارجية التونسية بعدا وثقلا تجاوزا حجم تونس وحدودها. ففي منظور بورقيبة السياسة الخارجية وسيلة اضافية لبناء تونس وتدعيم حضورها الدولي.
-كان في توجهاته لا يعترف بالمسلمات والأفكار المسبقة حيث قبل عدم الانحياز وشارك في مؤتمر بلغراد سنة 1961 صحبة تيتو وعبد الناصر وفي ماي 1963 ساهم في تأسيس منظمة الوحدة الافريقية
-وضّح بورقيبة موقفه من السياسة الدولية ومن الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي في مناسبات عديدة. ففي جريدة le Monde Diplomatique في حوار مع Jean lacouture في ماي 1969.
قال: «إن السلم يبنى إما على العدل أو توازن القوى. وقال إنه عاش حربين عالميتين اسبابها انخرام موازين القوى.»
وفي خصوص الصراع الأمريكي السوفياتي قال: «لا بدّ من التعاطي مع هذا الصراع بكثير من الحكمة والتروي والمرونة.» وكان يري أن الاتحاد السوفياتي المعتمد على نظرية السيادة المحدودة للدولة الاشتراكية الحليفة له، أشدّ خطورة على استقلالية القرار الوطني من الكتلة الغربية (وهذا الأمر أكدته الوقائع في براغ وفي بودابست و في أفغانستان وماعانته الكتلة الشرقية عموما). كما ذكر أن في البحر الأبيض
المتوسط هناك دول صغيرة تريد الهيمنة على دول أصغر منها.
لقد كانت مصالح تونس وقضايا العرب وافريقيا العادلة هي المحدّدة في المواقف الخارجية لدولة الاستقلال.
(انتهى)