مكلفة بتأمين أشغال تعبيد الطريق بجبل سمامة بالقصرين من قبل عناصر إرهابية.
تحدّث الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الارهاب والمحكمة الابتدائية بتونس المساعد الاول لوكيل الجمهورية سفيان السليطي في تصريح لـ»المغرب» عن تفاصيل العملية الاستباقية التي نفذتها فرقة مشتركة بين الوحدات الامنية والعسكرية بحي الكرمة بالقصرين التي انتهت بالقضاء على عنصرين ارهابيين يشتبه في تورطهما في العملية الارهابية الأخيرة التي شهدها جبل سمامة.
«مباغتة ثم مواجهات»
أفاد المساعد الأول لوكيل الجمهورية بأنه وطبقا لتوفر معطيات أولية لدى الوحدات الامنية، فقد وردت مكالمة هاتفية في ساعة متاخرة من الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء وتحديدا على الساعة الثانية ليلا، من مركز استمرار القصرين على وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين مفادها إمكانية الحصول على اذن كتابي لمداهمة منزل شقيق العنصر الإرهابي مراد الغرسلي وذلك للاشتباه في ضلوعه في العملية الإرهابية التي استهدفت تشكيلة عسكرية بجبل سمامة. وبعد الحصول على الإذن بالمداهمة تدخلت دورية مشتركة بين الأمن والجيش الوطنيين وقاموا بتفتيش منزل المظنون فيه، إلاّ انه لم يتم العثور الا على دراجة نارية وفق ما أكده مصدرنا. وعند انتهاء تقريبا من عملية التفتيش، وردت معلومات استخبارتية اضافية مفادها وجود مجموعة إرهابية متحصنة بإحدى المنازل المجاورة لمنزل شقيق مراد الغرسلي، وأثناء توجهها الى المنزل المذكور تولت العناصر الإرهابية المبادرة بإطلاق الرصاص على عناصر الفرقة المشتركة لتحصل مواجهات وتبادل إطلاق النار ما بين العناصر الإرهابية والوحدات الأمنية والعسكرية. ممّا أسفر عن مقتل عنصرين إرهابيين و وفاة مواطن جرّاء إصابته بطلق ناري كما تعرض أحد أعوان الأمن إلى إصابة.
«ابتدائية القصرين تتخلى»
تعهدت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين، باعتبارها المختص ترابيا بالنظر، بملف الحال حيث تحولت على عين المكان وقامت بمعاينة المكان كما توجهت الى المستشفى وتمكنت من معاينة جثتي العنصرين الإرهابيين وجثة المواطن كما عاينت كذلك إصابة عون الأمن. قررت اثر ذلك التخلي عن الملف لفائدة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب باعتباره المختص حكميا في كل القضايا ذات الطابع الإرهابي.
من جهتها أكّدت وزارة الداخلية انّ العملية الاستباقية التي نفذها الفوج الوطني للتدخل السريع (BNIR) بإدارة مجابهة الإرهاب بتعزيز من الوحدات العسكرية أسفرت عن مقتل عنصرين إرهابيين وحجز سلاحي كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة و حزام ناسف وعدد من الرمانات اليدوية وسيف وثلاثة هواتف جوالة ودراجة نارية كان يستعملها أحد الإرهابيين الإثنين في التنقل بين القصرين والمناطق الجبلية المتاخمة لها. كما أسفرت عن وفاة مواطن جرّاء إصابته بطلق ناري من قبل العنصرين الإرهابيين، وتعرض أحد أعوان الأمن إلى إصابة على مستوى الركبة.
«في انتظار تخلي المحكمة العسكرية»
افاد سفيان السليطي بانّ ملف العملية الارهابية التي جدّت في 29اوت المنقضي واستهدفت تشكيلة عسكرية مكلفة بتأمين أشغال تعبيد الطريق بجبل سمامة بواسطة قذائف «آر بي جي» ورمانات يدوية وأسلحة رشاشة، والتي انتهت باستشهاد 3 عسكريين واصابة 7 اخرين، قد تعهدت بها مبدئيا المحكمة العسكرية بالجهة. واكّد بانه من المنتظر ان يعلن القضاء العسكري، في غضون الايام القليلة المقبلة، عن تخليه على ملف الحال لفائدة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب باعتباره المختصّ حكميا بالنظر.
القطب القضائي لمكافحة الإرهاب يتعهد
بعد تخلّي المحكمة الابتدائية بالقصرين على ملف العملية الاستباقية بحي الكرمة التي اسفرت عن مقتل عنصرين ارهابيين لفائدة الجهة القضائية المختصة حكميا. اذنت النيابة العموية بالقطب القضائي لمكافحة الارهاب بفتح بحث تحقيق في الغرض من أجل تهمة تعلقت بالقتل العمد ومحاولة القتل العمد طبقا لاحكام المجلة الجزائية وقانون مكافحة الارهاب ومنع غسل الاموال.