بينهما قانوني بالأساس ويحوم حول ما ترتب عن المباراتين من نتائج و إشارات ذات البعد القضائي. همزة الوصل هذه والتي تخرجنا مضامينها عن الإطار الرياضي كليا تؤكد بشكل لا لبس فيه الأزمة التي تعيشها فرقنا وملاعبنا منذ سنوات وازدادت حدة في الآونة الأخيرة.
فيما يتعلق بالمباراة الأولى وما تمخض عنه الجدل القائم بخصوص أفعال العنف الهمجي التي ارتكبها عدد من اللاعبين والتي كادت أن تودي بحياة حارس مرمى مستقبل المرسي. رغم أن الحديث خفتت وتيرته في هذا الخصوص إلا انه يتجه التذكير أن مساعي الصلح التي بادر بها البعض للحصول على إسقاط في الدعوى المرفوعة تزامنا مع تعهد النيابة العمومية بالقضية باءت إلى حد الآن بالفشل . يتصور البعض خطأ وتحديدا فيما يتعلق بهذه النقطة بالذات أن الإسقاط على فرض توفره سوف ينهي المسالة ويطوي صفحات الأزمة وسوف نعاود مع افتتاح الموسم القادم مشاهدة ومتابعة هؤلاء اللاعبين الذين صالوا وجالوا وعبثوا بمبادئ الروح الرياضية ونالوا بشكل لا يوصف بمقومات التعامل والسلوك في الملاعب. بعبارة أخرى الإسقاط سيسمح برفع راية كبيرة تؤلمنا وتزيد في إيذائنا مكتوب عليها بالعريض« عود على بدء» . مجرد تصور ذلك يؤدي إلى الإحباط بشكل لا يوصف . ما حدث وبهذه الصورة لا يمكن أن يمحيه أي إسقاط ومن اي مصدر كان ثم انه لا يمكن الإسقاط وحده من التأثير على مسار الدعوي لان الحق العام ، حق المجتمع، حقنا نحن يبقى قائما ولا يمكن أن تطاله تبعات وقوع جبر المضرة الخاصة بأي عنوان كان.
المبارة الثانية والتي نقف عند بعض مشاهدها الحزينة والتي لا تختلف كثيرا عن أحداث المبارة الأولى مع اختلاف في التفاصيل. مشهد واحد يلخص الانزلاق الخطير التي عرفتها الأمور والخروقات الجسيمة لمبادئ الرياضة والروح الرياضية. هذا المشهد تكرر مرارا وتمثل في الاحتجاجات «العنيفة» والمرهقة التي مزقت ردهات المقابلة و كان الحكم مستهدفا باستمرار. الاحتجاجات تكررت لتصل إلى ذروتها عندما عمد لاعبان تحديدا الى دفع الحكم ومنهم من «وضع» يده في وجه الحكم...
ستبقى صور ذلك و ما حدث في المباراتين لتذكرنا أننا لسنا في أحسن أحوالنا ونحن بعيدون كل البعد عن ادنى ما نريد..