منذ سنة 2019 لدى المحكمة الابتدائية بسوسة1 ولمزيد التفاصيل ومعرفة آخر المستجدات تحدثنا مع نوال المحمودي المتفقدة السابقة بمركز المراقبة الصحية والمبلغة على هذه الصفقة إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
للتذكير فإن نوال المحمودي من بين المبلغين الذين تعرضوا الى ضغوطات وقد تحدثت مؤخرا عن أن وزيرة الصحة السابقة سنية بالشيخ ارادت ادخالها الى مستشفى الرازي للأمراض العقلية.
كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن ان قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسوسة 1 والمتعهد بملف القمح الفاسد المورد من اكرانيا قرّر حفظه وهو ما اثار جدلا واسعا خاصة وان هذه القضية اصبحت قضية رأي عام ومحل متابعة من الجميع ولمعرفة مدى صحة هذه المعطيات وآخر المستجدات في ملف الحال اتصلنا بنوال المحمودي بصفتها مبلغة عن هذه الصفقة فأكدت أنه تم فعلا اتخاذ قرار اولي بحفظه من قبل حاكم التحقيق بالمحكمة المذكورة ولكن النيابة العمومية بالمكان استأنفت هذا القرار والملف الآن لدى دائرة الاتهام وفق ما أكده لها الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسوسة جابر الغنيمي. في انتظار القرار الذي ستتخذه فإما اقرار ما صدر عن قلم التحقيق أو نقضه وبالتالي عودة الملف الى التحقيق واستكمال الابحاث.
هذا الملف تعود اطواره الى اوت 2019 حين تم الكشف عن 250 طنا من القمح الفاسد التي تم توريدها من اكرانيا محملة في باخرة جورج التي رست بالميناء التجاري بسوسة لفائدة شركة تونسية مختصة في تحويل العجين وقد رفضت نوال المحمودي بصفتها موظفة في مركز المراقبة الصحية بالميناء التأشير لهذه البضاعة لأن القمح متغير اللون ويميل الى السواد وفق ما عاينته وعليه قامت بإبلاغ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالموضوع والتي تعهدت بالملف وبعد استكمال اعمالها احالته على انظار القضاء الذي فتح بحثا في الغرض.
من المفارقات أن هذا الملف يعتبرمن بين الملفات الثقيلة في اطار مكافحة الفساد لكن الى حد الآن لم يصدر اي قرار بإيقاف اي طرف في القضية رغم الحديث عن تورط العديد من الاطراف من بينهم مسؤولين كبارا في الدولة وفق ما صرح به بدر الدين القمودي رئيس لجنة الاصلاح الاداري والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد بمجلس نواب الشعب.
والكرة اليوم بملعب دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بسوسة التي ينتظر الرأي العام قراراها الذي يمكن ان يؤيد ما قرره قلم التحقيق المتعهد بالملف وبالتالي غلقه نهائيا أو نقضه وعليه تعاد التحقيقات في هذا الملف المثير للجدل.
تجدر الاشارة الى أن نوال المحمودي المبلغة عن هذا الملف تعرضت منذ فترة الى وعكة صحية قيل أنها محاولة لتسميمها ولكن التقارير الطبية الصادرة في الغرض نفت هذه الفرضية وقد تم فتح بحث تحقيقي في الغرض.