وكانت نتيجتها تجمعا في شارع الحبيب بورقيبة يوم 14 جانفي تاريخ كسر فيه الشعب التونسي جدار الصمت ورفع شعار ديقاج في وجه رأس النظام واسقطه، ثورة كان ثمنها سقوط عدد من الشهداء والجرحى،هذا الملف الذي لا زال إلى حد اليوم يثير جدلا.
من أبرز مطالب عائلات الشهداء والجرحى والتي طال انتظار تنفيذها نشر قائمة الضحايا والمصابين كخطوة نحو رد الاعتبار لهؤلاء في انتظار المحاسبة
وقد نشرت الهيئة العليا للحقوق والحريات الأساسية منذ أكتوبر 2019 قائمة لشهداء الثورة ومصابيها على موقعها الرسمي،خطوة لئن وصفت من قبل البعض بأنها إيجابية للضغط على الحكومة من أجل حلحلة هذا الملف إلا أنها أثارت في المقابل حفيظة عائلات الضحايا الذين اعتبروها قائمة مبتورة مستنكرين طريقة تعامل الهيئة مع هذه الأمانة وفق تعبير حملة سيب القائمة الرسمية.
هذا الملف وبعد تأخر الحكومة في الأذن بنشر القائمة سالفة الذكر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية وضع على طاولة اللجنة المختصة صلب البرلمان وتم الاستماع إلى عديد الأطراف من بينها ممثل عن الحكومة والمكلف بالملف في حكومة الفخفاخ آنذاك وقد تبين وجود اشكال يتمثل في تعدد القائمات الأمر الذي جعل العياشي الهمامي يدعو إلى توسيع الاستشارة مع عائلات الضحايا وكل الأطراف المتداخلة ولكن بعد تنصيب هشام المشيشي على رأس الحكومة خلفا الفخفاخ تم تكليف عبد الرزاق الكيلاني بإدارة الهيئة العامة للمقاومين وشهداء وجرحى الثورة وضحايا العمليات الإرهابية، هذا الأخير أعلن في تصريح له انه سيتم ضبط قائمة يمزج فيها بين قائمتي هيئة الحقيقة والكرامة وقائمة الهيئة العليا للحقوق والحريات الأساسية.
في هذا السياق علق علي المكي منسق حملة «سيب القائمة الرسمية» فقال « ننتظر الفعل والتنفيذ والاهم ان تكون قائمة منصفة ولا يتم فيها اقصاء شهداء وجرحى بالعدد الذي رأيناه في قائمة الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية فلا يعقل بعد كل هذا الانتظار ان نرى قائمة مبتورة لا تنصف شهداء وجرحى الثورة»
من جهة أخرى أصدرت الحملة بيانا بمناسبة 17 ديسمبر ذكرى شرارة الثورة بينت فيه أنه بين التشريعية والرئاسية والبلدية أبــواق الحملات والوعـود الزائفة وما إن دخل أصحابها القصور والصالونات حتى تنكّروا لها كذلك المتذيلون من بقايا الإستبـداد والديكتاتورية المتصيدون الطامعون والمتشبثون بالعـبـودية والإنصياع سيخيب سعيكم فالثـورة كالشجرة حتى وان تساقطت أوراقـها في الخريف والشتاء فربيعها قـادم لا محالة. وأمّا الذين تعـاهدوا على الوفــاء فعليهم بالثبات والصمود فالثورة ليست مطلبا أو هدفا نسعى لتحقيقه وإنّما الثورة حـيـاة حتى نـرى تونس «كيما حلمنا بيها».