تأجيل النظر مرّة اخرى في ملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد وذلك لاستكمال تركيبتها وقد تم تحديد تاريخ 29 جانفي المقبل موعدا للجلسة القادمة وفق ما صرّح به محسن الدالي الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس.
للتذكير فقد حدت أطوار حادثة اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد يوم 6 فيفري 2013 حيث تم استهدافه من قبل نفرين كانا على متن دراجة من نوع )فيسبا (رميا بالرصاص امام منزله بجهة المنزه من ولاية اريانة ليكون اول اغتيال في تونس بعد ثورة 14 جانفي 2011.
وقد وجّهت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي اصابع الاتهام صراحة الى حركة النهضة حيث كشفت منذ اكثر من سنة في احدى الندوات الصحفية عن جملة من المعطيات التي احدثت منعرجا كبيرا في مسار القضية تعلّقت بما اسمته الجهاز السري لحركة النهضة وعلاقته بالاغتيالات السياسية،معطيات اثارت جدلا واسعا على المستوى القضائي والسياسي ونفتها حركة النهضة، النتيجة ملفات اخرى على علاقة بملف الاغتيال تعهد بها القضاء على غرار ملف المدعو مصطفى خذر الذي وجّهت له تهمة القتل العمد منذ اشهر في ما عرف بملف الجهاز السري، بالاضافة الى فتح تحقيق في ملف الغرفة السوداء صلب وزارة الداخلية التي تم حجز محتوياتها من قبل القضاء وهي عبارة عن مكتب مغلق بتضمن أكياسا بلاستيكية من الحجم الكبير بها وثائق مسروقة من ملفات قضائية تم العثور عليها في منزل مصطفى خذر، هذا وقد كشفت الهيئة مؤخرا عن ملف آخر يتعلق بقاعة رياضة بنهج روسيا بالعاصمة والتي كانت على ذمة منصف الورغي للتدريب على رياضة الزمقتال وقد عثر فيها على عديد الوثائق ايضا.
امام هذه المنعرجات الكبيرة التي احدثها ملف اغتيال شكري بلعيد وكذلك محمد البراهمي فإن هيئة الدفاع تقدّمت بطلب الى الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس بجملة من الطلبات التحضيرية لتنفيذها من بينها اضافة كل الصور والأقراص الليزرية (أكثر من 27 قرصا) المحجوزة في المحكمة إلى مظروفات الملف وكذلك ملف قاعة الرياضة وغيرها من الطلبات التي لا تزال في طور الانجاز. من جهة اخرى جوبهت كلّ مطالب الافراج عن عدد من المتهمين الموقوفين بالرفض من قبل المحكمة.
نعود الى جلسة يوم امس التي عقدت باعتبار أن مثل هذه القضايا تم استثناؤها من الاضراب الذي ينفذه القضاة منذ اكثر من اسبوع فقد تقرّر التأجيل الى السنة المقبلة وذلك لاستكمال تركيبة الدائرة الجنائية المتعهدة علما وأنه قد تم تأخير الملف في جلسة سابقة لنفس السبب وبالتالي يجب تدارك هذا النقص في الدائرة الخامسة المختصة في قضايا الارهاب حتى لا يكون مصير الملفات التأجيل المستمر.
وتجدر الاشارة الى أن ملفي الغرفة السوداء والجهاز السري لحركة النهضة اللذين فتح فيهما بحث تحقيقي تم استجلابهما من المحكمة الابتدائية بتونس الى المحكمة الابتدائية بأريانة وذلك بقرار من محكمة التعقيب والذي جاء استجابة لطلب تقدّمت به هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في اطار تخوفها من قبرهما نظرا لاحترازها من طريقة تعامل البشير العكرمي الذي كان وكيلا للجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس مع ملفات الاغتيال وكل الملفات ذات العلاقة خاصة بعد اتهامه صراحة بانه يقوم باستعمال الحيل القانونية لحماية حركة النهضة.