للأمن الوطني بالقرجاني بمواصلة الأبحاث.
باشرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقبلي، منذ بلوغها العلم بتعرّض دورية امنية تابعة لفوج حفظ النظام الى هجوم من قبل بعض العناصر الإرهابية في ساعة متأخرة من الليلة الفاصلة بين السبت والأحد الفارطين استشهد خلالها عون امن فيما اصيب اخر، الأعمال في قضية الحال وفق ما أكدّه الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بقبلي وكيل الجمهورية جمال باتيتة في تصريح لـ«المغرب».
«الانتهاء من المسائل المتأكدة»
أكّد وكيل الجمهورية جمال باتيتة أنّه ومنذ ورود العلم على النيابة العمومية بالمحكمة مرجع النظر الترابي باشرت النيابة العمومية بابتدائية قبلي الأعمال. وأوضح بانّ قانون مكافحة الإرهاب يعطي الصلاحية لوكيل الجمهورية الواقعة بدائرته العملية الإرهابية بالقيام بكافة الإجراءات المتأكدة ومن بينها معاينة مكان الواقعة والجثث والسلاح المستعمل والمحجوز وما الى ذلك ويضمّنه بتقرير يتمّ فيما بعد إحالته على الجهة القضائية المختّصة لتسهيل عملها.
صورة الواقعة تتمثل أساسا في قيام أشخاص كانوا على متن دراجتين ناريتين تحتوي كلّ منهما على كميّة من المتفجرات تقليدية الصنع اعترضوا طريق دورية أمنية وهاجموا سائق سيارة الأمن الذي دعا بقية أعوان الأمن الى استعمال أسلحتهم حيث تمكنوا من القضاء على عنصر ارهابي مباشرة امام سيّارة الأمن، كما تمكنوا من إصابة عنصر آخر على مستوى الرأس لقي حتفه اثر وصوله مباشرة الى المستشفى، في حين أصيب العنصر الثالث وقد تمّ نقله، اثر السيطرة عليه، الى المستشفى ولا يزال الى حدّ كتابة الأسطر على قيد الحياة.
«عدد من المشتبه بهم»
وفي ما يتعلّق بالعنصر الرابع الذي شارك في عملية الحال، اكّد وكيل الجمهورية جمال باتيتة انّ فرضية وجود عدد من العناصر الأخرى واردة جدّا. مشيرا الى انّ النيابة العمومية قد أذنت للوحدات الأمنية بالجهة بالقيام بعدد من المداهمات وعمليات التفتيش عن عدد من المشتبه بهم، ذلك الى جانب القيام بتمشيط مناطق غابية.
واكّد بانه والى حدود الساعة الثانية بعد الزوال من يوم الأحد، أتمت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقبلي كافة الإجراءات المتأكدة. فتح المحضر العدلي معاينة الشهيد معاينة جثث الإرهابيين الإذن بالتشريح الطبي والأذون بالدفن الأذون بالتفتيش ومحاضر الحجز المتفجرات. كما تمّ استدعاء فرقة مختصة للمتفجرات لإبطال مفعول المتفجرات. اثر كلّ ذلك اختتمنا المحضر وأحلناه الى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب لمواصلة التحريات.
ويجدر التذكير في هذا الاطار بانّ وزارة الداخلية كانت قد اكّدت في بلاغ صادر عنها أول أمس الأحد انّه قد تمّ القبض على الإرهابي الرابع الذي شارك في مهاجمة الدورية الأمنية في قبلي والذي كان بحالة فرار.
«أحدهم محكوم في قضية إرهابية»
أفاد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بقبلي انّه قد تمّ التعرف على هويات العناصر الإرهابية الثلاثة الذين نفّذوا الهجوم الجبان على الدورية الأمنية. وأوضح بأنهم أصيلو الجهة وتحديدا من منطقة «بشرى» من سوق الأحد، في انتظار أن يتم التعرف على بقية العناصر المتورطة في عملية الحال.
وأكّد مصدرنا بانّ المتهمين معروفون لدى الجهات الأمنية كما انهم يخضعون الى الرقابة الإدارية، مشيرا في السياق نفسه الى انّ العنصر الإرهابي الذي تمّ القضاء عليه على عين المكان من قبل الوحدات الأمنية، كان متورّطا في قضية إرهابية أخرى، وسبق وان قضّى عقوبة بدنية وقد غادر مؤخرا السجن ولايزال، الى حدّ القضاء عليه، تحت الرقابة الإدارية.
«منطقة بدون مركز حرس»
اكّد جمال باتيتة انّ الرقابة الإدارية تتمثل أساسا في إخضاع المعني بالأمر للإمضاء لدى مركز الأمن لإثبات تواجده بالمنطقة، مؤكدا انّ هذا الاجراء لا يمكنه انّ يمنع المعني بالأمر من ارتكاب أي عمل إجرامي آخر، خاصة وانّه لا يوجد مركز امن بالمنطقة التي تنحدر منها العناصر الإرهابية المتورطة في عملية الحال، علما وانّ مركز الحرس بمنطقة بشرى من سوق الاحد، قد تعرض الى الحرق في مناسبتين احداهما قبل الثورة، وبعد ان تمّ اصلاحه تمّ الاعتداء عليه من جديد.
«نجاح بامتياز»
اعتبر وكيل الجمهورية انه ورغم خطورة العمليّة، باعتبار انّها كانت مباغتة وفي ظرف زمني فاصل اي تحديدا في حدود منتصف الليل ونصف حيث كانت الدورية المذكورة تستعد لتسليم المهام لاحدى الدوريات الاخرى، الا انّ ردة الفعل من قبل الوحدات الامنية كانت ممتازة جدّا على جميع الأصعدة الأمني والإجرائي وغيرها. فقد صمد اعوان الامن وتمكنوا من القضاء على إرهابيين وسيطروا على ثالث، هذا الامر يعتبر انتصارا باتمّ معنى الكلمة ويوجه رسالة الى الإرهابيين مفادها انّ وحداتنا الأمنية والعسكرية على درجة هامّة من اليقظة والاستعداد لمواجهة اي خطورة كانت على حدّ تعبيره.