زهرة ادريس، القيادية السابقة في النداء: نعمل على أن نكون الكتلة الجديدة الأولى في البرلمان

• إنقاذ النداء بات أمرا مستحيلا
منذ يوم السبت الفارط والطبقة السياسية التونسية تعيش على وقع استقالة 8 من نواب حركة نداء تونس، المؤثرين، من كتلتهم

وحزبهم، واعلانهم الالتحاق بالكتلة الجديدة، تطور سياسي صعق قادة النداء فهو حرق جل اوراق لعبهم وتركهم بظهر شبه مكشوف في مواجهة الشاهد ، استقالات تتحدث عنها زهرة ادريس، عضو مجلس النواب والقيادية السابقة بالهيئة السياسية في حوار مع «المغرب» تبين فيه اسبابها والخطوات القادمة للمجموعة:

• نستهل بقرار الاستقالة الصادر عن 8 نواب من كتلة النداء، ما هي اسبابه؟
قرار الاستقالة ليس بالمفاجئ، نحن ومنذ بضعة اسابيع انطلقنا في مناقشة هذا الامر، انطلاقا من غياب انعقاد اشغال الهيئة السياسية لاكثر من 16 شهرا بات فيها القرار يصدر عن المدير التنفيذي فقط، وبات الحزب وهياكله في حالة شلل، حينها مجموعة من اعضاء الهيئة السياسية عملت على اعادة عمل الهيئة وامضى 13 عضوا منها على وثيقة تدعو لانعقاد اجتماع لها وكان هذا في شهر جويلية الفارط.
لدى انعقاد هذا الاجتماع ناقشنا مسالة المؤتمر وقررنا عقده في اخر سبتمبر الجاري، لاحقا اجتمعت الهيئة السياسية بجل أعضائها وقررت ان تؤجل المؤتمر الى اخر جانفي وذلك في اجتماع 4 أوت الفارط، اتخذنا فيه ايضا قرار عقد اجتماعات دورية والاستعداد للمؤتمر، انطلاقا من تكوين لجنة الانتخابات الخاصة بالمؤتمر وكانت هذه اخر فرصة منحناها للطرف الأخر لإنقاذ حركة نداء تونس الذي كان يشهد انحرافا في مساره وانهيارا كليا، لكن منذ ذلك اللقاء لم تقع دعوة لعقد الهيئة واثر 5 أسابيع وعاد المدير التنفيذي لاخذ قرارات بمفرده وبتنا على يقين ان المؤتمر لن ينعقد لذلك اقتنعنا ان انقاذ النداء بات من المستحيل.

• لماذا تأخرت اذن الاستقالة؟
الاستقالة وقعت يوم السبت 8 سبتمبر باعتبار اننا كنا في عطلة برلمانية لم تسمح بان نلتقي جميعا بشكل مباشر، اذ ان كل نائب منا عاد لجهته ليشتغل فيها، وفي اول مناسبة سنحت لنا للالتقاء فعّلنا هذا القرار الذي ناقشناه من قبل سواء في اتصالات ثنائية او جماعية.

• مجموعتكم تقول ان إنقاذ النداء يتم بعقد مؤتمر، لكن مؤتمر 2016 لم يستطع الانقاذ؟
أزمات النداء انطلقت منذ مغادرة السيد الباجي قائد السبسي النداء بعد فوزه بانتخابات رئاسة الجمهورية، وظننا ان مؤتمر سوسة سيكون فرصة لانتخاب قيادات جديدة للحزب، لكن مؤتمر سوسة كان مؤتمرا غير ديمقراطي وشخصيا اعلنت يوم المؤتمر في سوسة بكل صرامة ان هذا المؤتمر مغشوش، ويمهد للتوريث، وهذا الموقف عبرت عنه لقادة الحزب يوم المؤتمر.
نحن ظننا ان المؤتمر الانتخابي قد يمكننا من تجاوز كوارث مؤتمر سوسة ولكن اليوم لا رغبة في عقد المؤتمر، فهم يخشون خسارتهم وعدم انتخابهم من قبل قواعد الحزب بسبب الاخطاء الفادحة التي اقترفوها وكلفت الحزب الكثير.

• ما هي الخسارة التي تتحدثين عنها؟
في الانتخابات التشريعية 2014 هناك 1.3 مليون صوت بفضلها تصدر نداء تونس الانتخابات ومسك بمقاليد السلطة وحكم البلاد، لكن من قاد الحزب من يومها جرنا الى هزيمة انتخابية في الانتخابات البلدية التي خسرنا فيها قرابة مليون صوت نتيجة خيبة الأمل التي مني بها ناخبونا بعد سوء تسيير الحزب، الذي آمنا لدى تأسيسه انه ليس ملكا لشخص وحكرا عليه بل هو ملك لكل ناخب صوت له في تشريعية 2014.
واي تونسي بسيط لا يفهم كثيرا في السياسة يدرك أن نداء تونس بات حزب شخص ومشروعا لحساب العائلة لم يعالج مشاغل ناخبيه والشعب التونسي ولم يقدم حلولا لمشاكلهم. فانطبعت صورة وحيدة في أذهان الناس مفادها ان جزءا من قادة الحزب لا يشغل بالهم ولا يعملون الا على تحقيق حلم التوريث الديمقراطي.

• هذه الاسباب يقابلها تشديد الحزب على انّ الاستقالة بدفع من الشاهد؟
نحن طلبنا من رئيس الحكومة لقاء معه اثر عودته من زيارة الصين، وقد كان ذلك بعد يومين من عودته وكان اللقاء مخصصا لمناقشة وضع البلاد وعدد من الملفات منها ملف الطاقة ومشروع قانون مالية 2019 واللقاء لم يتطرق الا لهذه المواضيع.

• اطلعت على التعليقات الصادرة عن البعض من قيادات الحزب التي بلغت حد الشتم؟
هذه القيادات اقول لها نحن من رفض مغادرة الحزب في كل ازماته منذ تكوينه واستمر رغم الصراعات التي خضناها بهدف انقاذ الحزب وتطويره، اما قرارنا فقد اتخذ بعد ان بات اكيدا ان النداء لم يعد قابلا للانقاذ وهو في حالة موت سريري سياسيا.

• تقولين ان النداء انتهى فما الحل؟
الحل تكوين جبهة او حركة او مشروع تقدمي جديد لاحداث التوازن مع حركة النهضة.

• من هو المهيأ لطرح هذا المشروع ؟
لم يناقش الامر بعد لكن هناك نقاشات بين مجموعة ممن كانوا في نداء تونس، ومن ليسوا منه هم من عائلته السياسية، هذه المجموعة تمثل تحالفا داخل العائلة السياسية الواحدة ولهم نفس التوجهات.

• لكن هذا المشروع يجب ان يطرح مبكرا في الساحة فنحن على ابواب سنة انتخابية؟
اتوقع ان يطرح في الاسابيع القادمة، ونحن ننتظر عودة عمل البرلمان لتطوير النقاشات اكثر بشان الكتلة، واعتقد ان الاسبوع القادم سيحمل تطورات وسيلتحق بنا نواب اخرون مما قد يهيئ الكتلة الى ان تكون اكبر كتلة برلمانية.
اما حاليا فنحن في مرحلة مشاورات اعتبرها جيدة في ظل ميزة نتمتع بها وهي ان لنا تجربة 4 سنوات من العمل البرلماني المشترك فعليا ونعرف بعضنا البعض ونحن جاهزون اكثر ممن لم يراكموا هذه التجربة .

• عمليا هذا المشروع السياسي سيقدم نفسه كبديل فعلي لنداء تونس منذ الان الى غاية الانتخابات هل يمكن القول انه نسخة مطورة عن النداء؟
مشروعنا السياسي هو مسار تصحيح لما مثله نداء تونس في اوله، من فكرة تجميع للقوى التقدمية والديمقراطية لفرض التوازن السياسي ومنع انحراف البلاد الى منزلقات خطيرة، مسار وقع الانحراف عنه بسبب اخطاء نحرص على عدم تكرارها والتصدي لها.
نحن لسنا نسخة مطورة عن النداء نحن امنا بفكرة النداء في تاسيسه ونعتبر ان الفكرة لم تطبق فعليا لهذا نسعى لتطبيقها دون شوائب او انحرافات، ونعم سنكون في تنافس مباشر مع النداء على تمثيل هذه الفكرة ولكن نعتبر اننا الاكثر استعدادا لها والاقدر على اقناع قاعدة انتخابية تمتد من يسار النهضة/ اليمين الى غاية يمين الجبهة الشعبية/ اليسار. اي اننا نستطيع تمثيل جزء هام من المجتمع التونسي المتمثل في قوى سياسية بعضها ورث الحركة الاصلاحية الدستورية الوطنية وبعضها من الحركة الديمقراطية التقدمية وبعضها الاخر من اليسار الاجتماعي، أي اننا نمثل روافد عدة ستكون هي قوتنا وتميزنا الذي نراهن على ان نقنع به التونسيات والتونسيين في كل المحطات القادمة منذ العودة البرلمانية.

• هذا المشروع المتمثل اليوم في كتلة برلمانية تراهنون على ان تكون الاولى، هل يمكنه دعم الشاهد في صراعه مع ما تبقى من نداء تونس ومن يطالبون برحيله ويشمل الدعم الاصلاحات وقانون المالية؟
نحن ندعم الاستقرار الحكومي ولكن سنحرص على ان تنزل الحكومة الاصلاحات الكبرى الضرورية لتغيير الوضع في تونس.

• هل تراهنون على التشريعية والرئاسية؟
نحن حاليا نعمل على ربح الانتخابات التشريعة القادمة وهدفنا ان نكون القوة الاولى الفائزة، اما عن الرئاسية فان النقاشات لم تنضج بعد ولم نحدد كيف سنتعاطى معها.
اليوم هناك مشروع سياسي جديد نأمل أن يحمل الامل للتونسيين، ونراهن من خلاله على احداث الفارق الذي لا يتحقق دون الفوز في الانتخابات التشريعية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115