والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وبمشاركة خبراء ومختصين في العلاقات الدولية والقانون الدولي ونشطاء حقوقيين ومناضلين من فلسطين. وتمّ خلال الندوة استعراض شهادات حيّة للتمييز بين المقاومة والإرهاب حيث اكد المشاركون على حق الشعوب المحتلة في النضال بشتى الطرق من أجل تحرير الأرض من المحتل وان هذا الحق تحميه الشرائع والمواثيق الدولية . وان ما يجري اليوم في العالم من الخلط بين المقاومة والإرهاب وتصنيف العديد من حركات المقاومة في فلسطين بـ«الإرهابية» هدفه القضاء على أي شكل من اشكال النضال المتواصل .
وقدمّت الباحثة في العلاقات الدولية في الأمم المتحدة بجنيف رانية الماضي مداخلة أكدت خلالها بأنه لا توجد الى حد اليوم اتفاقية معترف بها بين الدول من أجل الاتفاق على تعريف موحد لمصطلح الارهاب او الجماعات التي تصنف كإرهابية. وقالت ان سبب ذلك يعود الى مسألة «تسييس» هذه القضية موضحة ان عديد الدول موّلت الارهاب وكانت أموالها تصبّ في خانة هذه الأعمال الارهابية .
واضافت: «ما صدمنا كيفية استدراج هؤلاء الشباب او الشابات سواء عن طريق الانترنت او غيرها. فبالإضافة الى الوضع الاقتصادي السيئ في بعض الدول والذي كان عاملا لتجنيد الارهابيين فيما يتعلق بحالات من الدول العربية ، ولكن فيما يتعلق بالنساء الغربيات فان تجنيدهن تمّ بذريعة نشر الدين الاسلامي وهن يذهبن من بلد غربي الى بلد عربي وتمّ غسل ادمغة هؤلاء النساء بتعلة نشر الدين الاسلامي الذي هو دين تسامح ورحمة وليس دين قتل».
من جهته، اكد عضو مركز الدراسات حول الإرهاب عبد الناصر العويني، في كلمته، أنّ «الهدف من الندوة عرض الأسس القانونية في القانون الدولي والمحلي التي تفرّق بين المقاومة والإرهاب من أجل إيجاد وعي أدنى للتمييز بين المسألتين»، مشيرًا إلى أنّه «لا يمكن لإرهابيين وتنظيمات إرهابية أن يدّعوا مقاومتهم الاستعمار في حين انهم لا يؤمنون لا بالدولة الوطنية ولا القانون الوضعي، وهذا موجود في عدّة دول». كما تطرّق إلى نتائج الدراسة التي أنجزها المركز وهي وجود بعض الظواهر التي تسمى بـ «تأنيث الإرهاب» واستعمال المرأة في التنظيمات الإرهابية».
وشدّد رئيس النقابة الوطنية للصحفيين ياسين الجلاصي، خلال الندوة، على أهمية أن تميّز وسائل الإعلام في المصطلحات التي تستعملها بين الإرهاب والمقاومة. وقال: «على مستوى الإعلام العالمي يوجد إشكال كبير وخلط على مستوى استعمال مصطلحات المقاومة والتحرير والإرهاب، وبين ما نعتبره حقّ الشعوب في المقاومة والانتفاض وبين الإرهاب، ودولة تونس وغيرها من الدول تعاني من الإرهاب يوميًّا، وفي نفس الوقت تدعم المقاومة وهناك فروقات كبيرة».
وأضاف: «توجد المقاومة المشروعة وحقّ للشعوب في تصدّيها للإرهاب والعنصرية، وهناك خطر إرهاب يهدّد الدول والمجتمعات. وبالنسبة لنا في نقابة الصحفيين، المسألة محسومة، فلا حياد مع الإرهاب في ظواهره المهدّدة للدولة. ونحن ضدّه بكلّ وضوح، وفي الوقت نفسه مع المقاومة وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها ومع مناهضة العنصرية والاحتلال، وهو كذلك مبدأ لا حياد فيه».
وتابع: «المقاربة التونسية لمقاومة الإرهاب لم تكن بالقوّة الكافية، وقد انتصرت على المواجهة الأمنية المسلّحة، فرغم أهمية ذلك، يجب العمل على المواجهة الإعلامية والسياسية، كذلك من داخل المنظومة الدينية، ويجب إيجاد خطاب وطني جامع يوحّد التونسيين ضد ظواهر الإرهاب».
وكانت ضيفة الندوة المناضلة الفلسطينية ليلى خالد التي اكدت من خلال مشاركتها على أهمية مقاطعة اسرائيل ومواجهة مخطط التطبيع الذي يمثل تهديدا لكافة الدول العربية . وقالت ان رسالتها للشباب تتمثل في مواصلة النضال حتى تحقيق الحلم وأخذ المشعل من اجل تحرير الارض من المحتل . وأكدت بان أساليب المقاومة تختلف مبينة بانها لجأت قبل الى خطف الطائرات من اجل اسماع العالم صوت الفلسطينيين اما اليوم فالأساليب تغيرت وفقا لتغيرات العالمية وغيرها ولكن يبقى الهدف واحدا: النضال من اجل العودة ومن أجل نصرة الحق الفلسطيني واسترداد الأرض السليبة والمغتصبة ومواجهة مخططات الاستيطان والتهويد العنصرية بحق الفلسطينيين .