من عقدين من مسيرتها الصحفية والإعلامية صوت فلسطين في كل بيت عربي ، فتميزت بحسها النضالي ودفاعها المستميت عن قضية شعبها وأرضها وهي التي قالت يوما :«اخترت الصحافة لنقل معاناة الانسان في بلدي»...
استشهدت شيرين أبو عاقلة بدم بارد على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تنقل مباشرة وقائع الاعتداءات الصهيونية، فأصبحت شيرين يوم امس هي الخبر وهي الحدث الذي آلم الجسم الصحفي الفلسطيني والعربي .
وقال الصحفي والكاتب الفلسطيني عبد معروف لـ«المغرب» بأن هذه الجريمة مدانة وتشكل خرقا فاضحا لحقوق الإنسان والحرية الصحافة وقوانينها العالمية ..كما تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي مازال يمارس كل أنواع القتل والجريمة والعدوان من أجل الاستمرار في احتلاله للأراضي الفلسطينية والعربية ويرفض صوت الحق والعدالة وبالتالي يرفض ولا يعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل كما نصت على ذلك القوانين والاتفاقات الموقعة. ويضيف محدثنا: «وبهذا يؤكد الاحتلال الإسرائيلي أنه مازال على سياسته العدوانية وان الحركة الصهيونية التي تقوم عليها هي حركة عنصرية .لا يمكن مواجهتها الا من خلال حركة تحرر وطني تعمل على دحر الاحتلال». وأضاف: «ومن هذا المنبر الاعلامي الموقر نتقدم بأحر التعازي لعائلة الزميلة شيرين ابو عاقلة والى القطاع الصحفي في فلسطين المحتلة. وندين جرائم الاحتلال ونطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل وفاعل يضع حدا لهذا العدوان ويحاسب المجرمين على ما اقترفت أيديهم باغتيال مراسلة الجزيرة شيرين ابو عاقلة.»
اما عن ردود الفعل الدولية وعما اذا كانت بمستوى الحدث أجاب معروف: «لا يبدو أن ردود الفعل العربية والدولية على جريمة الاحتلال بقتل الصحفية شيرين ابو عاقلة ستكون بمستوى الجريمة. فالاحتلال الذي ارتكب آلاف الجرائم والمجازر واحتل الأرض وعمل على بناء المستوطنات واستمر في عدوانه وسياسته العنصرية لم يواجه ردود فعل تضع حدا
له ولسياساته. اعتقد أن جريمة الإغتيال والقتل العمد للزميلة الصحفية لن تكون لها ردة فعل بالمستوى المطلوب. والتصريحات وبيانات الاستنكار لا تكفي لوضع حد لعدوان وحشي بحجم عدوان الاحتلال الإسرائيلي».
أما بشأن التطورات في فلسطين في ظل التصعيد العسكري والانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة اجاب معروف: «في فلسطين المشهد لم يعد مخفيا، فالاحتلال الاسرائيلي يواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني، ويمارس بحق الفلسطينيين كل أنواع القتل والاقتحامات ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات واقتحام المقدسات، والشعب الفلسطيني يواجه اعتداءات الاحتلال وحده، يواجهه مفككا منقسما مفتتا، فالقوى الفلسطينية غير موحدة، ومتخلفة، كذلك الشعب الفلسطيني أعزل يواجه عدوا قويا مدججا بالسلاح، لقد راهن الشعب على مشاريع التسوية والسلام والمفاوضات، لكن لم يجن منها إلا الخيبة والفشل والتراجع والانقسام والترهل والضعف» .
واعتبر معروف بان القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب المركزية، وقد هربت الأنظمة العربية من مسؤولياتها ودورها وتركت الشعب الفلسطيني وحيدا في ميدان الصراع والمواجهة.
وقال ان الاحتلال الاسرائيلي يشكل خطرا محدقا على الفلسطينيين وعلى العرب والعالم أجمع ومواجهة هذا الاحتلال ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم بل هي مسؤولية عربية وعلى العالم التدخل وممارسة الضغط على الاحتلال من أجل وقف سياسته العنصرية والعدوانية.