المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير لـ«المغرب»: أعادت الحرب الروسية تقسيم العالـم وفرضت نظاما دوليا جديدا

وقد خلفت الحرب تداعيات كبيرة انسانية مع أكبر موجة نزوح عرفتها اوروبا مند أعوام حيث فرّ أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني الى حد الآن كما لقي آلاف المدنيين والمقاتلين حتفهم علاوة على التداعيات السياسية والاقتصادية على أوكرانيا وروسيا وعلى العالم برمته.
اليوم تحاصر روسيا أوكرانيا من أربعة اتجاهات وقد أرسلت طابورين كبيرين باتجاه كييف من جهة الشمال الغربي ومن جهة الشمال الشرقي وتتقدم من ناحية الشرق بالقرب من خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا كما انتشرت في الجنوب انطلاقا من شبه جزيرة القرم.
أية انعكاسات؟
يعتبر المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير في تصريحه لـ«المغرب» بانه لا يمكن اليوم الحديث عن انعكاسات الحرب الروسية على أوكرانيا بشكل حاسم قبل نهاية هذه الحرب ومعرفة الى اين ستصل . وأضاف بالقول :«على ضوء الأوضاع العسكرية والسياسية سنرى نتائج هذه الحرب. ويبقى من الواضح أن هذه الحرب أعادت تقسيم العالم إلى قسمين الى حد الآن وتحولت إلى حرب بين روسيا وحلفائها في مواجهة أميركا وأوروبا اي حرب شرقية غربية . تركت انعكاسات خطيرة على النظام العالمي الاقتصادي».
وأضاف :«اذا نجحت روسيا في تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية ستفرض واقعا جديدا على النظام الدولي ولن تواصل تحكمها مع حلفائها تبقى أمريكا وبالعالم سياسيا واقتصاديا. اما اذا تحولت إلى حرب استنزاف لروسيا فستكون لذلك انعكاسات خطيرة على الوضع العالمي وهناك خوف من أن تتحول الحرب إلى حرب عالمية ثالثة».
مرحلة جديدة
وتابع محدثنا :«العالم العربي معني بدراسة ما يجري والبحث عن دور جديد له في العالم بعيدا عن الانحياز إلى أحد المحاور كما انه عليه السعي للاستفادة من ذلك لإعادة تفعيل العلاقات العربية والإسلامية خاصة في صورة نجاح المفاوضات النووية حول الملف النووي الايراني
وقال :«نحن أمام مرحلة جديدة إقليمية ودولية ولا نستطيع ان نفهم أهم التطورات الإقليمية والدولية الا في ضوء هذه الحرب ونتائجها».
يشار الى ان روسيا حذرت من دخول أي شحنات أسلحة الى أوكرانيا . وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن أي شحنات أسلحة تصل إلى أوكرانيا من الخارج ستشكل هدفا عسكريا مشروعا لروسيا. وأضاف لافروف في مقابلة بأن ما يجري في أوكرانيا «يعكس بلوغ النهج الغربي الرامي إلى تهميش روسيا ذروته، وأن الولايات المتحدة تسعى لإعادة العالم إلى نموذج أحادي القطب». وتابع: «العقوبات ضد روسيا حاليا غير مسبوقة لكننا سنصمد وسنتكيف مع الواقع الجديد، والأوهام بأننا نستطيع الاعتماد على الشركاء الغربيين مدمرة بالكامل».
وقال لافروف: «وجدنا أدلة على تحضيرات أوكرانيا بعد فشلها في تطبيق اتفاقات مينسك لهجوم شامل على جمهوريتي دونيتسك ولو هانسك». وأشار إلى أن كييف تدرك أن الرئيس الأمريكي بايدن لن يسمح بحظر الطيران فوق أوكرانيا وتعول على ساسة أمريكيين أقل مسؤولية، متابعا بالقول إن الغرب حاول تحويل أوكرانيا إلى دولة معادية لروسيا «وهذه المساعي خلفت آثارا على الأوكرانيين».
وفي خضم ذلك تتواصل الدعوات الى وقف اطلاق النار عبر وساطة المانية، فقط اكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار أولاف شولتس دعا إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
وأضاف المتحدث أن شولتس أكد أيضا خلال المحادثة التي استمرت قرابة ساعة على ضرورة تحسين الوضع الإنساني، وعلى الحاجة إلى إحراز تقدم في البحث عن حل دبلوماسي في أسرع وقت ممكن.