ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، ورئيس الجمهورية برهم صالح. ويأتي هذا الحراك بدعوة من صفحات داعمة للحراك الشعبي ضد الطبقة السياسية الحاكمة.
وكان البرلمان العراقي خلال الشهر الجاري قد أعلن عن تجديد انتخاب محمد الحلبوسي رئيسا له لولاية ثانية بعد أن حصل على ثقة 200 نائبا. وسيتم اليوم وضع عدة سيناريوهات حول من سيتولى رئاسة الحكومة المقبلة وذلك في ظل استحقاقات كبرى داخلية وخارجية يواجهها العراق .
معركة التجديد
ويرى الباحث والمحلل السياسي العرافي نصيف الخصاف بأن الخطوة التالية دستوريا بعد انتخاب هيئة رئاسة مجلس النواب هي ان يتم انتخاب رئيس الجمهورية وقال: «ثمة خلافات بين الاحزاب الكردية الكبيرة (الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني) على منصب الرئيس وقد تأخر حسم هذا الموضوع وقد يتم حسمه خلال الاسبوعين القادمين». بعدها يقوم رئيس الجمهورية بعد أداءه اليمين الدستورية بتكليف مرشح الكتلة الاكبر في مجلس النواب -ولأن التيار الصدري هو الكتلة الأكبر يرجح ان يكون المرشح من التيار او مرشح تسوية مقبول من قبل ما بات يعرف بـ«الإطار التنسيقي» وهو مجموعة من الاحزاب الاسلامية المقربة من ايران والتي خسرت مقاعدها السابقة في مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة. ويعتبر محدثنا أن مرشح التسوية يجب ان يأتي بمباركة التيار الصدري الذي بات يملك العدد الأكبر من النواب والحلفاء الأقوياء مثل تحالف «تقدم» برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي والحزب الديمقراطي الكردستاني الحاصل على أكبر عدد من النواب من بين الاحزاب الكردستانية.
ضبابية في المشهد
ويعتبر المحلل العراقي بأن المرحلة الراهنة في العراق تتسم بالضبابية وتداخل الخطوط وتشابكها لكنها أفضل نسبيا من الأسابيع التي اعقبت الانتخابات، حيث كانت احتمالات الانزلاق الى الحرب الأهلية موجودة وأدواتها على أهبة الاستعداد لكن يبدو ان ثمة من استطاع ضبط إيقاع الحركة بما يجعل هذا الاحتمال بعيدا ويتباعد أكثر كل يوم. وتابع بالقول :«تراهن بعض الأطراف الخاسرة في الانتخابات على استجابة الأطراف الفائزة وخاصة التيار الصدري للضغوط التي تمارسها أطراف داخلية وأطراف خارجية لإشراكها في الحكومة المقبلة، لأنها تعتقد ان وجودها مرتبط بوجودها في السلطة وفقدانها لأدوات تأثيرها في مؤسسات الدولة السياسية والأمنية وخشيتها من فتح وكشف ملفات الفساد وقتل المتظاهرين المترابطة ببعضها البعض».
العلاقات العراقية الإقليمية
وفي ما يتعلق بالمشهد الإقليمي ودور العراق في التحولات الراهنة يجيب الخصاف :«شهدت المنطقة انفراجة في علاقات بعض دولها مع بعض التي سبق وان تعرضت لأزمات فقد شهدنا تحسنا في علاقات الإمارات مع سوريا والأخيرة مع مصر وقبل ذلك قطر مع السعودية والإمارات ومصر والعلاقات بين ايران والسعودية تشهد تطورا بطيئا وهناك مباحثات ثنائية بينهما. كما ان هناك تطورات في علاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية وكل ذلك يسهم بتحسن الجو العام في المنطقة ً
وساعدت هذه التطورات على تزايد فرص عودة سوريا الى الجامعة العربية في قمة الجزائر . وتابع بالقول: «بعض الاطراف تجد ان دعوة سوريا الى قمة الجزائر لم يحن وقتها بعد لكن التسريبات تقول بان الدعوة وجهت فعلا الى سوريا لحضور قمة الجزائر الا انه لم يصدر تأكيد - لهذا الخبر وما اذا كانت سوريا ستشارك في قمة الجزائر ام لا؟ ومن يمثلها فيها؟
وعن العلاقات بين العراق ولبنان يجيب: «يحتاج لبنان الى وقفة ودعم من جميع الأطراف القادرة على المساعدة، لأن ترك لبنان دون مساعدة سيجعله عرضة للتدخلات الخارجية وسيفضي ذلك بمرور الوقت الى انهيارات متلاحقة ستشمل المنطقة بأسرها. واستطرد بالقول: «للأسف ثمة من لا يعي خطورة الوضع في لبنان وخطورة انهيار وضعه الاقتصادي والأمني. وتحدث عن مساعدة العراق للبنان في توفير جزء من المشتقات النفطية ضمن مساعي العراق في المساهمة لدرء هذا الخطر المحدق بلبنان والمنطقة . ودعا الخصاف كل الدول العربية الحريصة على استقرار المنطقة إلى تقديم كل ما يمكنها لانتشال لبنان من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه والذي يهدد أمن ومصالح جميع دول المنطقة لا أمن لبنان واستقراره فحسب، على حد قوله .