في محاولة لمنع فوز منافسه جو بادين في سابقة تاريخية أثارت صدمة في العالم أجمع.
فالديمقراطية الأمريكية التي تعطي دروسا للدول الأضعف في كيفية الانتقال السلس والسلمي للسلطة ، تجد نفسها أمام أزمة سياسية كبيرة ولكنها تحمل في طياتها أبعاد أزمة مجتمعية وتعبّر عن الشرخ الكبير الذي خلفه ترامب وسياساته الشعبوية . إذ لم يتوان عن تحريك الجماهير واللعب على خيط الفتنة لمحاولة حصد الأوراق السياسية أو قلب النتائج لصالحه في اللحظة الأخيرة قبل نهاية السباق .
ما حصل في الولايات المتحدة يؤكد بان أمريكا اليوم في أزمة وان جو بادين سيجد نفسه مع إرث كبير من الأزمات والمشاكل المتراكمة التي خلفتها سياسات ترامب العشوائية لا فقط في الملفات الخارجية بل داخليا أيضا . فهذه الحادثة الأخطر أسفرت عن مقتل 4 أشخاص واعتقال 52 آخرين.
وفي الحقيقة فان تلويح ترامب وتشكيكه في نتائج الانتخابات ونزاهتها ، أجّج المخاوف طيلة الأسابيع الماضية من إمكانية حدوث احتجاجات قد تعطل عملية الانتقال السلس للسلطة وتسليمها الى الرئيس الجديد جو بايدن، ولكن المشاهد التي تابعها العالم في تلك الليلة فاق حجم دمارها وبشاعتها كل التوقعات . وأثارت ردود فعل رافضة في العالم ، ودفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى القول بأن ما قام به مناصرو ترامب يسيء للفكر الديمقراطي العالمي. فيما حمّل وزير الخارجية الإيرلندي سيمون كوفيني، ترامب المسؤولية معتبرا أن المشاهد المروعة بمثابة اعتداء متعمد على الديمقراطية من قبل رئيس حالي وأنصاره .
واتهمت منظمة العفو الدولية، ترامب بالتحريض على العنف والترهيب. ولئن صادق الكونغرس على فوز جو بادين الا ان مشاهد العنف بمثابة خيبة كبيرة لترامب وهو يغادر البيت الأبيض وفي جعبته كل هذا الحصاد من العنف والشعبوية والتي ستظل عالقة في اذهان الأمريكيين . فهذا اليوم سيبقى شاهدا على الامتحان العسير للديمقراطية الأمريكية وارهاصاتها في عهد ترامب .