المشهد الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية والمشهد السياسي الدولي حيث أثر الإعلان على الأسواق المالية وفجّر موجة من القراءات المتباينة حول أولويات المرحلة المقبلة خصوصا مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية وتأثير ذلك على مجرياتها .
وأوضح شون كونلي طبيب ترامب «أن الزوجين بخير في هذا الوقت ويخطّطان للبقاء في المنزل في البيت الأبيض خلال فترة الحجر الصحي».وأكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا. وكان ترامب قد أعلن أنه سيخضع نفسه لحجر صحي بانتظار صدور نتائج اختبار كوفيد-19 الذي أجراه، وذلك بعد أن جاءت نتيجة اختبار فحص كورونا لواحدة من مستشاريه المقربين إيجابية.ولم يحدد المدة التي سيبقى خلالها في الحجر، في وقت يوصي خبراء الصحة العامة بمدة تصل إلى 14 يوما.
وعقب الإعلان عن الإصابة بدأ فريق الحملة الإنتخابية للرئيس الحالي دونالد ترامب في إلغاء عدة لقاءات كانت مقررة للرئيس بناخبيه في ولايات مختلفة كما سجل الأسواق العالمية تراجعا في أسعار الأسهم في السوق الآجلة الأمريكية، وتراجع مؤشر داو جونز 1,7 % وستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 1,6 % فيما ارتفع الين مقابل تراجع سعر الدولار.
وعقب إعلان إصابته، تداولت الصحف والمواقع الأمريكية قراءات عدة لمستقبل المشهد العام في الولايات المتحدة الأمريكية مع قرب آجال الانتخابات الرئاسية المنتظرة ، حيث تطرق البعض إلى الإحتمالات الممكنة ومن بينها فرضية تأجيل الإنتخابات التي اعتبرها البعض غير ممكنة ، في حين اعتبر البعض الآخر أن توقيت الإعلان عن إصابة ترامب وزوجته في حد ذاته لمحاولة لكسب تعاطف الناخب الأمريكي واستغلال لورقة ‘’كورونا’’ خدمة لنتائج الإقتراع ،خصوصا وأن إدارة ترامب فشلت منذ بداية أزمة جائحة كورونا في وضع استراتيجية ناجعة لمجابهة الوباء وتقليل آثاره السلبية على المجتمع الأمريكي.يشار إلى أن فيروس «كورونا’’ أودى بحياة أكثر من 207 آلاف وأصاب حوالي 7.3 مليون امريكي منذ بدء إنتشاره وهذه الأرقام مفزعة أبرزت عمق الضعف الذي يعانيه القطاع الصحي في أمريكا.
ويرى متابعون أن حكومة دونالد ترامب فشلت في تطويق أزمة وباء كورونا وأبرزت هنات وضعف المنظومة الصحية في أمريكا خاصة وأن الرئيس الأمريكي استهان في البداية بقوة الفيروس وسرعة انتشاره، وتلك نقطة يحاول خصومه الضغط عليه بها لإفشاله وإبعاده عن السلطة إلى جانب عدة ملفات اجتماعية أخرى على غرار الهجرة غير الشرعية والعنصرية وغيرها من الملفات الحارقة الأخرى والتي أضعفت شعبية ترامب رغم محاولاته لتلميع صورته.
ردود الفعل على إصابة ترامب بكورونا
على صعيد متصل تتوالى ردود الأفعال حول إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ،أمس الجمعة، بفيروس كورونا ودخولهما الحجر الصحي، وذلك قبل شهر واحد فقط من الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر.
«الكرملين» قال على لسان المتحدث باسمه ديميتري بيسكوف، أن بلاده تتمنى للرئيس الأمريكي الشفاء العاجل، من جانبه تمنى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي كان أول زعيم عالمي يدخل للمستشفى بعد إصابته بكوفيد-19، الشفاء العاجل لترامب وزوجته، وقال على تويتر «أفضل تمنياتي للرئيس ترامب والسيدة الأولى...أتمنى لهما الشفاء العاجل من فيروس كورونا».
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في تغريدة: «أحر تمنياتي للرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى بالشفاء التام والعاجل».
وقال نائب الرئيس مايك بنس في تغريدة على تويتر: «أنا وكارين نرسل حبنا وصلواتنا لصديقينا العزيزين الرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب وننضم إلى الملايين في جميع أنحاء أميركا في الصلاة من أجل شفائهما الكامل والعاجل. أما المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، فقال: «هذا يوضح أن الفيروس لا يستثني أحدا، بما في ذلك أولئك الذين أبدوا شكوكهم. أتمنى له الشفاء العاجل»، في إشارة لترامب.
وأصدر المتحدث الرسمي باسم المكتب الرئاسي في تايوان بيانا جاء فيه: «فور تلقيها النبأ، بعثت الرئيسة مينغ تساي بأطيب تمنياتها للحكومة الأمريكية عبر القنوات الدبلوماسية، وأعربت عن أملها أن يتمكن الرئيس ترامب وزوجته من التعافي في أسرع وقت تحت الرعاية المهنية للفريق الطبي».
سيناريوهات متعددة
وتعيش الولايات المتحدة الأمريكية على وقع قراءات متعددة للسيناريوهات المرتقبة التي قد تسبق الانتخابات القريبة ، ومن بينها من سيخلف ترامب في حال تعذر عليه القيام بمهامه رأي الدستور الأمريكي في حال الشغور ، علما وأن الملف الصحي لترامب البالغ من العمر 74 عاما بقى غامضا منذ الحملة الانتخابية الأولى لترامب عام 2016 .
ويرى مراقبون أن الوضع العام في أمريكا يشهد تطورات متسارعة فإلى جانب الإحتجاجات التي قد تمس في جوهرها من نتائج سباق الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر نوفمبر المقبل ويعتبر مراقبون أن «زلات» ترامب قد تزايدت بعد أن اعتبر البعض تصريحه حول الحادثة آنذاك «تغذية للعنف».
ويعيش ساكن البيت الأبيض في هذه الفترة مرحلة حساسة وسط اتهامات لإدارته باعتماد استراتيجية فاشلة جعلت البلاد تتصدر قائمة الدول من حيث انتشار عدد ضحايا الوباء من حيث عدد الإصابات والوفيات وهي أعلى حصيلة بين دول العالم.ويتهم الأمريكيون ترامب بالتراخي في التعامل مع الوباء بعد أن قلل من شأنه في البداية قبل أن يتفشى مثل النار في الهشيم ويزيد من الضغوط المفروضة على إدارته ، إذ يرى البعض أن تباطؤ ترامب في فرض قيود شاملة في البلاد ساهم في تفشي الجائحة.كما كشف هذا الوباء عن تدهور الواقع الصحي في أمريكا خاصة وأن هذا الملف يعد من أساسيات الحملات الإنتخابية لمنافسي ترامب .
وبسبب وباء كورونا احتدم التوتر بين أمريكا والصين بعد اتهامات من ترامب بتصنيع الصين للفيروس في مختبراتها وهو نفته بكين. وتبعا لذلك أعلن ترامب عن قطع علاقة بلاده كليا مع منظمة الصحة العالمية في خطوة أثارت انتقادات الدول الأوروبية باعتبار أن واشنطن من بين أهم الداعمين ماليا لهذه المنظمة الدولية، وذلك احتجاجا على ما اعتبرته توطؤا بين المنظمة والصين. وتبعا لذلك أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علاقة الولايات المتحدة مع منظمة الصحة العالمية بسبب طريقة تعاملها مع أزمة فيروس كورونا، مضيفا أن المنظمة صارت دمية في يد الصين.وخلال حديثه في البيت الأبيض مضى ترامب في تنفيذ تهديداته المتكررة بوقف التمويل الأمريكي للمنظمة والذي يصل إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا.وقال إن منظمة الصحة العالمية فشلت في إجراء الإصلاحات التي طالب بها في وقت سابق من الشهر الجاري.
أكثر من 207 آلاف وفاة و 7.3 مليون إصابة في أمريكا: ترامب وكورونا ...وواقع المشهد السياسي في أمريكا قبيل الانتخابات
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:00 03/10/2020
- 756 عدد المشاهدات
هز خبر إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا -بعد خضوعهما لفحوص كانت نتيجتها إيجابية-