وخليفة حفتر و11 دولة أخرى، هي: الولايات المتحدة، بريطانيا، وروسيا، وفرنسا، والصين، وتركيا، وإيطاليا، والإمارات، ومصر، والجزائر، والكونغو.
وذلك في محاولة للتوصل الى تسوية للصراع الذي أخذ شكلا اكثر تصاعدا مع وصول المعارك بين حفتر والسراج الى قلب العاصمة الليبية طرابلس .
ويطرح عدم دعوة تونس للمؤتمر تساؤلات عديدة حول أسباب هذا الغياب او التغييب واقصائها من مؤتمر كان من المفترض ان تكون فيه بلادنا في طليعة لائحة المدعويين بالنظر الى الحمل الكبير الذي تكبدته على خلفية الأزمة الليبية وتفاعلاتها طيلة الأعوام الماضية. فتونس هي المعنية الأولى بكل ما يحصل في الجوار الليبي بدء بالمعارك الطاحنة مرورا بخلفيات ونتائج هذا العنف من هشاشة امنية ومخاطر هروب الارهابيين وتسللهم الى الحدود التونسية . كما ان تونس ايضا وطوال الاعوام الماضية ومنذ انطلاق ثورة فبراير ايضا دفعت فاتورة كبيرة ثمنا للاضطراب الحاصل في الجوار الليبي ، واستقبلت موجات كبيرة من النازحين الهاربين من البركان الليبي وهي اليوم تستعد لوجستيا لكل السيناريوهات المحتملة خاصة امام مخاطر تأزم الوضع .
وتجرى ضغوطات كبيرة من قبل عديد الأطراف سواء الاقليمية او حتى من منظمات غير حكومية من اجل اشراك تونس على غرار المكتب الاقليمي لمؤسسة هانس زايدال الالمانية الذي دعا في بيان اعلامي اول امس الى اهمية حضور تونس في هذا المؤتمر الدولي وتسهيل الحضور الرسمي لها نظرا لأهمية هذا البلد شعبا ودولة في احلال السلم والاستقرار في ليبيا . واكد البيان ان تونس بحكم التاريخ والجغرافيا هي توأم ليبيا وتتقاسم معها ثمار السلم المأمولة وارتدادات الأزمة وأنها دفعت ثمن عدم الاستقرار وتوتر الاوضاع في جوارها الليبي». وبحسب المنظمة فان حضور تونس هو مسألة ضرورية وبديهية.
الموقف نفسه صدر امس من وزارة خارجية حكومة الوفاق التي طالبت في رسالة وجهتها للسفارة الألمانية لدى طرابلس، بضرورة دعوة كل من تونس وقطر إلى مؤتمر برلين. .وأكدت الخارجية، في بيانها أن تونس تمثل أهمية قصوى كونها جارة حدودية أوت آلاف النازحين الليبيين، وأمنها من أمن ليبيا.
وأشارت الوزارة ايضا إلى أهمية مشاركة قطر، التي كانت ولاتزال أهم الدول الداعمة لثورة السابع عشر من فبراير. وشددت الخارجية على أن مشاركة تونس وقطر، يدعم محادثات السلام وإرساء دعائم الأمن والاستقرار .وفي الحقيقة فان غياب تونس كدولة جارة وسط حضور دول الجوار الأخرى يثير العديد من الجدل باعتبار ان تونس ترتبط ارتباطا وثيقا بليبيا ، امنيا وسياسيا واقتصاديا وان مخلفات الأزمة والصراع الدائر ينعكس مباشر مباشر على الأوضاع في تونس . وزير خارجية ايطاليا لويجي دي ماريو أكد بدوره عقب لقائه رئيس الجمهورية قيس سعيد على ضرورة اشراك تونس في هذا المؤتمر .
مشاريع الوثائق النهائية شبه جاهزة
وفيما يستعد المتحاربون وداعموهم الدوليون والإقليميون للجلوس الى طاولة المفاوضات يوم غد فان مشاريع النصوص النهائية لمؤتمر برلين الدولي باتت شبه جاهزة، وفق وزارة الخارجية الروسية التي تأسفت لرفض أطراف النزاع مقابلة بعضهم. واكد لافروف ان الهدف الرئيسي للمؤتمر الدولي هو تثبيت الهدنة ومنع التدخلات الخارجية في ليبيا خاصة عبر الدعم العسكري. ولكن اليوم تخيم الشكوك حول مدى نجاح مؤتمر برلين في تحقيق أهدافه خاصة ان طرفي النزاع الأساسيين أي السراح وحفتر ولئن قبلا بالحضور الى برلين لكنهما رفضا الجلوس الى طاولة واحدة وجها ووجه. والتشاؤم حيال نجاح المؤتمر صدر عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفسه الذي حذر من الإفراط في التفاؤل. مشيرا إلى أن العلاقات لا تزال «متوترة جدا» بين المتحاربين الرئيسيين. مبينا انهم «إنهم يرفضون حتى التواجد في نفس المكان».
ومن خلال الرجوع الى مسار التسوية السياسية منذ اتفاق صخيرات مرورا بلقاء باريس ومؤتمر باليرمو وغيرها من مبادرات للتسوية السياسية ، يلاحظ بوضح ان مؤتمر برلين يكرر نفس اخطاء الماضي فيما يتعلق بمضامينه . ولئن شهد دخول تركيا وروسيا على خط الأحداث كفاعلين رئيسيين في الأزمة الليبية، الا ان تغييب بعض الأطراف الليبية الداخلية وبعض ممثلي المجتمع المدني الليبي والقبائل عن الحضور هو اعادة تكرار سيناريو الصخيرات ، وكذلك عدم دعوة تونس وتغييبها بالرغم من انها دولة جارة وبالرغم من انها لطالما لعبت دورا بارزا في المصالحات التي تمت مؤخرا ،وكانت حاضنة لعديد اللقاءات والمحادثات سواء الرسمية وغير الرسمية بين أطراف النزاع تمحورت كلها حول امكانيات التسوية وإنهاء الحرب العبثية.
مواقف متناقضة
ولعل ايضا من الاشارات التي تزيد الشكوك حول مدى فاعلية مؤتمر برلين هو عدم اتفاق عرابيّ الأزمة أي روسيا وواشنطن على رؤية موحدة وتناقض رؤيتهم لما يجري في ليبيا. فنائب وزير الخارجية الروسي اكد امس ان مواقف موسكو وواشنطن تختلف تماما في جوانب عديدة حول الوضع الليبي، بما في ذلك، الأسباب الأساسية لما يحدث. وأضاف» لا نرى استعدادا لدى الجانب الأمريكي لتقبل منطقنا والحلول المقترحة بصورة بناءة. هذا شيء يدعو للأسف، لكننا سنواصل العمل بشكل منهجي لإيصال منطقنا ونهجنا للزملاء الأمريكيين». وتوجه واشنطن أصابع الاتهام لروسيا بإرسال قوات شركة «فاغنر» للقتال في ليبيا إلى جانب الجنرال خليفة حفتر، وهو الأمر الذي نفته موسكو .
واليوم امام تعدد اللاعبين الاقليميين والدوليين واحتدام الوضع في الجوار الليبي فان تمكن مؤتمر برلين من وقف نزيف الحرب والعودة الى طاولة المفاوضات هو حاجة قصوى والملاذ الأخير لليبيين الذين يدفعون ثمن المعارك الطاحنة من أرواحهم ودمائهم . ففشل مؤتمر برلين سيعني حتما عودة لآلة الحرب مجددا وتوسيع نطاق المعارك مع ارسال قوات تركية الى طرابلس وربما ستصبح ليبيا بديلا عن الساحة السورية لتصفية الحسابات بين القوى الدولية المتحاربة والمتنافسة.