علاقة بالتحضير لانجاز المؤتمر الدولي حول ليبيا، وتعمل الحكومة الايطالية على إيجاد رؤية مشتركة تجمع كل الفرقاء الليبيين من خلال تشريك الأطراف الفاعلة على الميدان.
في ظل تعدد المؤتمرات والاجتماعات الدولية والفشل الذي رافقها يرى طيف واسع من المراقبين بان أصحاب تلك المبادرات غاب عنهم أهم عنصر يبدو ضروريا في حل أزمة مشابهة لما تمر به ليبيا، فليبيا يحكمها نموذج قبلي معقد وبالتالي وجب معرفة أدق التفاصيل عن علاقة كل قبيلة و قبيلة وموقف هذه القبيلة أو تلك بالقيادات السياسية والعسكرية المتواجدة في المشهد الراهن فعلى سبيل المثال يخطئ من يعتقد أن قبائل ورفله تدعم حفتر .
إذ كشفت مصادر خاصة بـ«لمغرب» عن رفض ورفلة كليا للقائد العام للجيش في 2014، لكن هذا الرفض تراجع نسبيا بعد تحقيق حفتر لبعض الانجازات وتحرير مناطق برقة من الإرهاب . ما سبق ذكره يؤكد أن العلاقة والدعم والرفض قد يتغير ان ويتحولان بحسب التطورات العسكرية والسياسية، النموذج القبلي ضروري الإلهام به بين القبائل هناك معاهدات قديمة يقدسها العرف الاجتماعي معاهدات تنظم إطار العلاقات القبلية ومعاهدة الزنتان والقذاذفة، مثالا لذلك الزنتان قبضوا على سيف الإسلام القذافي ولم يسلموه لسلطات طرابلس ولا للجنائية الدولية رغم الضغوطات والإغراءات بسبب وجود تلك المعاهدة التي تمنع تسليم الأسير ولضمان حمايته مرة ثانية ننوه إلى أن الباحث عن الحل ومفاتيح الأزمة السياسية في ليبيا يجب عليه الجلوس مع أعيان ومشايخ القبائل، لكن السؤال الحارق هل مازال من المفيد والمجدي العودة للمشايخ والأعيان قصد حل الأزمة ؟
الواقع يؤكد أن الملف برمته خرج من أيدي الليبيين من خلال ارتماء عدد من الفر قاء من غرب وشرق البلاد في أحضان الإطراف الخارجية الطامعة في ثروات ليبيا مع أن هذا الصراع لحد اليوم صراع بالوكالة
حظوظ نجاح المؤتمر
هذا الشرح وهذه المعطيات تقللان من حظوظ نجاح مؤتمر برلين مهما كانت مخرجاته برغم بروز مؤثرات تقارب بين ايطاليا وفرنسا في تصور رؤية موحدة للحل ،وينوه عدد من الملاحظين بان كل ما سوف ينجزه مؤتمر ألمانيا هو تفاهمات حول ملف الهجرة غير النظامية الذي يمس ايطاليا ومزيد من الضغط على دول شمال إفريقيا حتى توافق على إيجاد مراكز إيواء للمهاجرين لتبقى ليبيا وحيدة تتحمل أعباء الهجرة.
ويجمع الملاحظون على أن مؤتمر ألمانيا حتى في حال جمع كل قادة الميليشيات لن يقدر على انتزاع موافقة منهم بوقف الاقتتال حيث يدرك قادة المجموعات المسلحة أن كل تدويل للصراع سوف يحرمهم من النفوذ و الأموال .الملاحظون أردفوا انه من الصعب على من اعتاد جني الملايين بالابتزاز و الإكراه والتهديد و يعيش حياة الرفاهة أن يفقد ذلك البذخ فجأة و يصبح عرضة للمحاسبة القانونية ,المحصلة البحث عن الحل للازمة يتطلب آليات واضحة وبضمانات دولية ووجود قوة تنفيذية على الأرض وجمع السلاح إزاحة وإبعاد أمراء الحرب عن المشهد الراهن وصرامة وحزم في تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي .