هل تتجه المنطقة إلى حرب بين إيران وأمريكا ؟

الحرب كانت قريبة من نقطة الانطلاق فجر امس بعد ان اقرّ الرئيس الامريكي دونالد ترامب تنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية كرد على إسقاط

طائرة مراقبة عسكرية مسيرة أمريكية من قبل السلطات الايرانية اول امس. واقلعت الطائرات الامريكية واتخذت البوارج الحربية مواقعها لكن ترامب تراجع عن قراره في اللحظة الاخيرة. وأعلن الرئيس الامريكي، امس أن بلاده كانت على وشك توجيه ضربات لإيران ، لكنه قرر إيقافها قبل موعدها بـ 10 دقائق حفاظا على أرواح المدنيين بحسب قوله.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤولين رفيعين في البيت الأبيض قولهم أنه كان مخططا أن تشمل الضربات “بضعة” أهداف إيرانية. في حين اكد مسؤولان إيرانيان يوم امس إن طهران تلقت رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلطنة عمان للتحذير من هجوم أمريكي وشيك على إيران.
ولا يخفى ان المنطقة تعيش منذ اشهر على وقع تهديدات غير مسبوقة من قبل الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع ايران، وكذلك بعيد استهداف منشآت نفطية سعودية واتهمت الرياض جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من ايران بالوقوف وراءها.
كما ارسل البنتاغون حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن”، وطائرات قاذفة إلى المنطقة، وتطور التصعيد بين الايرانيين والأمريكيين بشكل غير مسبوق خاصة بعد قيام ايران باسقاط طائرة امريكية اول امس عبرت مجالها الجوي . وأكد قائد قوات الحرس الثوري الايراني، العميد أمير علي حاجي زادة” أنه تم توجيه تحذير الى الطائرة الأمريكية قبل اسقاطها في الاجواء الايرانية.

معارضة امريكية داخلية
ويبدو ان سياسات ترامب في الشرق الاوسط خاصة فيما يتعلق بايران والعلاقة مع دول الخليج ، تواجه بمعارضة شرسة من الحزب الديمقراطي الامريكي. فطوال الفترة الماضية كان مجلس الشيوخ مسرحا لأشرس المعارك الكلامية والقانونية بين هذا الحزب وادارة ترامب . ويرى متابعون ان تصويت المجلس الامريكي امس لمصلحة وقف مبيعات أسلحة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات إلى المملكة العربية السعودية، هو ضربة واضحة للرئيس الامريكي .

فقد حاول ترامب تمرير الصفقة في الكونغرس بتعلة التهديدات التي تتلقاها الرياض من ايران لكنه لم يفلح . ويعد هذا التصويت نادرا فلأول مرة يتفق الحزبين الرئيسين في امريكا على قرار يعارض ارادة الرئيس الامريكي .
اليوم، في كواليس السياسة الامريكية تزداد المخاوف لدى أعضاء بارزين في الحزب الديمقراطي الأمريكي من مخاطر توجه الرئيس دونالد ترامب إلى حرب مع إيران. وفي هذا السياق صرح زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن “الرئيس ربما لا يعتزم الذهاب إلى الحرب، لكننا قلقون من أن ينجر هو والإدارة إلى حرب”.وشدد شومر على

الحاجة لبدء نقاش مفتوح في الكونغرس ولصدور قرار منه بشأن التمويل قبل الشروع في أي عملية عسكرية.

اما على المستوى الاوروبي ، فان سياسات ترامب بشأن الملف الايراني تلقى معارضة واضحة من الاوربيين . وكان رد المستشارة الامريكية انجيلا ميركل واضحا بعد التقارير التي تحدثت عن ان الولايات المتحدة كانت على وشك توجيه ضربات عسكرية ضد ايران ، فقد عبرت عن قلقها بشأن الوضع الخاص في ايران قائلة “يساورنا القلق بشأن الوضع ونؤيد المفاوضات الدبلوماسية والتوصل إلى حل سياسي لموقف متوتر للغاية”.

هل الحرب وشيكة؟
والسؤال الاهم الذي يطرح اليوم هل تتجه المنطقة الى حرب ناقلات جديدة؟
المعلوم ان العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران شهدت تصعيدا خطيرا في اكثر من مرحلة ، وفي جويلية من عام 1988 أسقطت السفينة الأمريكية فينسينز (CG-49) الطائرة المدنية الإيرانية في المجال الجوي الإيراني فوق المضيق، مما أسفر عن مقتل 290 مدنيًا. وفي سنة 2008 اندلعت سلسلة من المواجهات البحرية المباشرة بين القوارب السريعة الإيرانية والسفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في مضيق هرمز .

واليوم تتصاعد التهديدات الأمريكية الايرانية في مياه الخليج ومضيق هرمز وعلى الحدود البحرية والبرية بشكل غير مسبوق ولا يمكن التكهن بالنتائج المترتبة على ذلك . فالمنطقة تبدو امام سيناريوهات عديدة ،لعل اخطرها اندلاع حرب مباشرة بين الطرفين ، فإيران دولة قوية تمتلك قوة صاروخية وبحرية لا يستهان بها واي حرب تستهدفها ستعني اندلاع حرب عالمية كبرى. اما السيناريو الآخر فيقضي ان تواصل ايران لعب الحرب بالاوراق السياسية التي تمتلكها في اكثر من مكان في المنطقة، وان تعمل على ربح الوقت حتى موعد الانتخابات الامريكية القادمة وما ستفرزه من ادارة جديدة . في حين تواصل ادارة ترامب أخذ المزيد من الامتيازات من حلفائها الخليجيين مستغلة تزايد المخاوف من ايران.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115