في الذكرى الـ 71 لـ«النكبة»: فلسطين صامدة وصفقة القرن لن تمر

أحيى الفلسطينيون امس ذكرى مرور 71 عاما على النكبة في ظل أخطار وتحديات صعبة تهدد

المشروع الوطني الفلسطيني جراء خطة السلام الامريكية والانحياز الامريكي لإسرائيل.
من الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات انطلقت المسيرات الاحتجاجية لتؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة ورفض اية مقترحات لتصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها «صفقة القرن».

صمود وثبات
وأكد سفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم امس خلال تظاهرة احياء ذكرى النكبة في مقر سفارة فلسطين بان الشعب الفلسطيني لا يزال رافضا وصامدا ومقاوما وفي الخندق الاول لأكبر واخطر مشروع امبريالي عرفه القرن العشرين . وقال ان هناك حقائق اصبحت المجتمعات الغربية واعية بها تماما ولكن هناك حالة من الرعب تجاه الكشف عن هذه الحقائق لان ذلك سيؤدي الى اسقاط كامل لاستراتيجيات حضارات العالم الحر وهو ابعد ما يكون عن العالم الحر وقال :«علينا في هذه المرحلة ان نؤطر الافكار الواعية لدى شبابنا واجيالنا الصاعدة ليعلم الجميع بان الشعب الفلسطيني هو الضحية المباشرة لهذه الاستراتيجية ولكن البشرية الجمعاء ضحية هذه الاستراتيجية، فمن يقف مع فلسطين يقف مع ذاته ومن يقف ضد فلسطين فان ابناءه واحفاده سيدفعون الثمن وفلسطين ستبقى شوكة في وجه المحتل». واضاف :«ان واقع الاصرار الفلسطيني للاستمرار في الصمود دفاعا عن الحق يؤكد مرة اخرى ان فلسطين تبقى الثابت الوحيد في محيط المتغيرات الاقليمية والدولية ، حيث اعترف الاعلام الاسرائيلي عبر احصائية حديثة في الشهر الماضي ان هناك اكثر من مئتي عمل مقاوم على الارض في الضفة والقدس المحتلين وحدهما عدا عن التصعيد العسكري في قطاع غزة».

ودعا سفير فلسطين الى توحيد الجهود لاسقاط عنجهية القوة وفرص حلول واقعية تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية كما اقرتها مقررات الشرعية الدولية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».

وتحدث الصحفي والكاتب كمال بن يونس باسم التنسيقية التونسية للتضامن مع الشعب الفلسطيني مؤكدا بان التنسيقية قامت بمبادرات بالتعاون مع الاعلاميين والنشطاء في ذكرى وعد بلفور وقبل القمة العربية مبينا انها نجحت بادراج ملف فلسطين بالضغط على جدول اعمال القمة العربية واوضح بان قمة تونس لم تكن مقرراتها ومخرجاتها بخصوص فلسطين مثل القمتين السابقتين.. وقال ان فلسطين هي جزء من معركة كبرى مع الاستعمار القديم والجديد وان هذه التحركات التي تجري داخل فلسطين سواء المقاومة بالسلاح او بالكلمة او بالدبلوماسية هي تحركات فعلية لاجهاض صفقة القرن».

من جانبه حذر جنيدي عبد الجواد باسم جمعية مقاطعة البضائع الاسرائيلية من خطورة التطبيع الثقافي والإعلامي والسياحي مع اسرائيل وقال :«في تونس نتضامن مع اخواننا الفلسطينيين في كل اراضي الشتات والشعب التونسي بكل مكوناته سيقف مساندا وسندا منيعا ضد كل محاولات اختراق الصف التونسي العربي وقال ان حركة مقاطعة البضائع الاسرائيلية هي من الاهمية بمكان في هذا السياق من اجل مزيد الضغط على اسرائيل».

النكبة في أرقام
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، فان عدد السكان اللاجئين المهجرين من ديارهم حوالي 800 الف لاجئ عام 1948 . وبلغ عدد القرى التي تم تدميرها وتهجير ابنائها 531 قرية واقاموا المستعمرات بدلا منها. وتم توثيق حوالي 500 مجزرة جماعية بشعة بحق السكان والمدنيين العزل عام 1948 من قبل الحركات الصهيونية منها «مجزرة دير ياسين والمجدل وعين الزيتون واللد وحيفا وصفد». وبلغ عدد الشهداء خلال النكبة 40 الف مدني منهم اطفال ونساء وشيوخ .

وبلغ عدد الشهداء الاجمالي من يوم النكبة الى الآن 100 الف شهيد من الفلسطينيين والعرب . كما تؤكد البيانات ان 85 بالمئة من سكان القرى التي قام عليها الكيان الصهيوني تم تهجيرهم بالقوة . وان 22 بالمئة من مساحة فلسطين هي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية في حين ان 78 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية اقيم عليها دولة الكيان الصهيوني .

وتمر ذكرى النكبة هذا العام في ظل تحولات كبيرة تشهدها المنطقة خاصة في اعقاب محاولات امريكا واسرائيل تمرير ما يسمى بصفقة القرن والتي من المتوقع الكشف عنها في منتهى هذا الشهر وفي الوقت الذي تزداد فيه الهجمة الصهيونية على الفلسطينيين بشكل غير مسبوق.
وتقوم صفقة القرن على إجبار الفلسطينيين «بمساعدة دول عربية» على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.ومنذ الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل، فان موقف السلطة الفلسطينية كان واضحا وهو رفض التعاطي مع أي تحركات أمريكية في ملف السلام، والدعوة إلى إيجاد آلية دولية؛ بسبب الانحياز واشنطن لإسرائيل.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا ضمها إليها في 1981.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115