انتظر بتفاؤل التوصل الى اتفاق تاريخي بين الطرفين لنزع السلاح النووي. الاّ أن القمة التي جمعت بين الرئيسين في مدينة هانوي الفيتنامية انتهت قبل يوم من موعدها المقرر وذلك بعد انسحاب زعيم كوريا الشمالية.
وعلى الرغم من الحماس الذي رافق افتتاح القمة امس الاول ، الاّ أن النهاية لم تكن متوقعة اذ انتهى الاجتماع الذي تم الاستعداد له على امتداد شهور طويلة دون التوصل الى اتفاق يرضي الطرفين ، بل انتهى وفق مراقبين بخيبة أمل وخلافات جديدة ستزيد من تعقيد العلاقات بين امريكا وكوريا الشمالية بعد مايقارب العام من الهدنة.
وانسحب وفد كوريا الشمالية بقيادة زعيمه جونغ اون أمس ، الاّ أن البيت الابيض حاول التخفيف من وطأة خيبة الأمل بالاعلان أن الرئيسين ترامب وجونغ أون لم يتوصلا لاتفاق بعد اجتماعات عقداها على مدى يومين لكنهما «أجريا محادثات بناءة بشأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي واقتصادها». وقال وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو أنّ «ترامب هو من قرر عدم توقيع اتفاق مع كوريا الشمالية».
ويعدّ فشل هذه القمة ضربة كبيرة لإدارة البيت الابيض خاصة وان حكومة ترامب كانت تراهن على النجاح في تحقيق اختراق في الملف النووي في وقت تعاني فيه سياسة ترامب الخارجية جدلا وانتقادات حادة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وقال الرئيس ترامب فى المؤتمر الصحفى الذى عقده عقب انتهاء المحادثات، إن كوريا الشمالية لم تكن مستعدة لتقديم ما نريده لرفع العقوبات، موضحا أن الزعيم الكوري الشمالي يريد نزع السلاح النووي لكن في مناطق محددة فحسب. وأضاف الرئيس الأمريكي، قائلا إنه كان بالإمكان توقيع اتفاق لكن لم يبد ذلك ملائما، ولكن الأجواء ظلت ودية للغاية مع كيم في ختام المحادثات. وتابع :«نحن في وضع يتيح لنا فعل شيء مميز مع كوريا الشمالية، حيث كان لدينا أوراق جاهزة للتوقيع لكن فعل ذلك لم يكن من الصواب، قائلا «بحثنا تفكيك موقع يونجبيون وكيم أبدى استعداده لكنه أراد تخفيف العقوبات».
جدل مستمر
ونفى الرئيس الامريكي وجود أية نية لعقد قمة ثالثة بين الطرفين، وهو مايبرز حدة الخلاف هذه المرة وتراجع حظوظ التوقيع على اتفاق سلام بين البلدين. ولطالما رافق الجدل حول العقوبات والبرنامج النووي المفاوضات السابقة بين امريكا وكوريا الشمالية وأهمها القمة الاولى التي انعقدت بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية يوم 12 جوان 2018 بسنغافورة . ورغم أنّ الشكوك رافقت الاتفاق قبل التوقيع عليه إلاّ أن المخاوف تزايدت مؤخرا بعد ظهور تقارير تتحدث عن زيادة بيونغ يانغ إنتاجها من الوقود النووي ماكان سببا وفق مراقبين في فشل الاتفاق الذي لطالما سعى اليه الطرفان منذ عقود طويلة .
لطالما انتظر المجتمع الدولي هذه القمة الاخيرة التي احتضنتها هانوي كخطوة لتتويج مخرجات الاتفاق المُبرم بين الجانبين في الـ12 من جوان العام الماضي ، الاّ أن فشل القمة وانتهاءها دون اتفاق مشترك نسف جهود المصالحة التي تواصلت لأشهر طويلة .
يشار الى انّ الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية في جوان من العام الماضي تضمن بنودا لنزع السلاح النووي لبيونغ يانغ وهو مااعتبره متابعون ضربا من المستحيل وسببا رئيسيا لفشل الاجتماع الثاني أمس، مع العلم ان كوريا الشمالية بدأت برنامجها النووي منذ عقود طويلة غير ابهة بالانتقادات الدولية ولا
العقوبات القاسية المفروضة عليها .
إذ اقترحت إدارة الرئيس الأمريكي،تفكيك الأسلحة النووية الكورية الشمالية والقذائف الصاروخية في غضون عام واحد وهو مايرى مراقبون أنه اقتراح غير واقعي ومحفوف بالمخاطر. ولئن اعتبر مراقبون الموافقة الكورية الشمالية انذاك على بند بهذه الاهمية يأتي مقابل حصولها على ضمانات وامتيازات ضخمة وغير معلنة من ساكن البيت الابيض دونالد ترامب ، فيما يؤكد متابعون أن عدم توافق الطرفين على التقليص من العقوبات مقابل التزام بيونغ يانغ بالتخلي جزئيا عن برنامجها النووي أسقط الاتفاقات السابقة في الماء .
ويشار الى ان الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي بصفة عامة طرح في اوقات عديدة الخيار العسكري ضدّ كوريا الشمالية نظرا لتحديها المستمر للقرارات الدولية واستمرارها في انتاج الصواريخ الباليستية ضمن برنامج نووي كان لسنوات سببا في عزلة دولية لها. فمنذ توليه السلطة في امريكا اولى الرئيس الحالي دونالد ترامب الملف النووي الكوري الشمالي اولوية كبرى اذ بدأ الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة اسيوية انذاك في وقت تشهد فيه المنطقة توترات على عدّة أصعدة لعلّ أكثرها أهميّة الصّراع في شبه الجزيرة الكورية والتعنّت الكوري الشّمالي فيما يتعلّق بسباق التسلّح النووي الذي تصر على المضي فيه قدما رغم التهديدات والعقوبات الدولية المفروضة عليها. وكانت جولة ترامب الاسيوية انذاك- والتي امتدت 11 يوما - الاولى منذ توليه الحكم في جانفي المنقضي وهو مايزيد من اهمية الزيارة التي يؤكد مراقبون انها كانت بهدف حشد الدعم الاسيوي ضد بيونغ يانغ.