قمة البلدان الفرنكوفونية في إريفان يومي 11 و 12 أكتوبر: فرنسا تمرر أجندتها بالتعاون مع إفريقيا

تستضيف العاصمة الأرمنية إريفان القمة السابعة عشرة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية يومي 11 و 12 أكتوبر

تحت شعار «العيش المشترك». و قالت الدبلوماسية الأرمنية أنها تنتظر استقبال وفود من 40 دولة (3500 مشارك) من بينهم 26 رئيس دولة و 9 رؤساء حكومة. وهو رقم قياسي في تاريخ المنظمة. و سوف يشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القمة التي أعطاها اهتماما خاصا باقتراحه تزكية المرشحة الرواندية لويز موشيكيوابو وبربطها باجتماع المنتدى الفرنكوفوني للأعمال الذي يرغب في توقيع اتفاقية تعاون مع «جمعية شعوب أوراسيا» التي تضم البلدان الشرقية سابقا و بلدان وسط آسيا. و صرح وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي للصحافة قبل انتقاله إلى إريفان أن تونس تقترح استضافة القمة الثامنة عشرة للمنظمة و التي تنعقد بمناسبة خمسينيتها تحت شعار التعاون الاقتصادي.
المنظمة الدولية للفرنكوفونية تجمع بين 58 من الدول الأعضاء و 26 دولة ملاحظة لهم 274 مليون فرنكوفوني و تجتمع مرة كل سنتين. في هذه الدورة تتنافس على رئاسة المنظمة المرشحة الرواندية المسنودة من قبل فرنسا و الإتحاد الإفريقي و الرئيسة الحالية الكندية ميكاآل جان التي خسرت مساندة بلدها قبل انعقاد القمة. و تأمل أرمينيا، التي لها 200 ألف متكلم باللغة الفرنسية من مجموع 3 ملايين نسمة ، في جلب الاستثمار من فرنسا و البلدان الفرنكوفونية خاصة أن لها جالية مقيمة في فرنسا تعد 600 ألف نسمة ترغب في استقطابهم لهذا الغرض.

جدل فرنكوفوني
مساندة فرنسا للسيدة لويز موشيكيوابو ولدت جدلا عميقا في صفوف الدول الأعضاء بسبب التوجه الاستبدادي للنظام في رواندا الذي شهرت به المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان و خاصة منظمة مراسلون بلا حدود التي نددت ب «الرقابة و التهديدات و الإيقافات و العنف و عمليات القتل» ضد الصحافيين في رواندا. وهو ما يتعارض و مبادئ المنظمة التي تؤسس لاحترام حقوق الإنسان من قبل الدول الأعضاء.و اعتبرت الصحافة الفرنسية أن اختيار ممثلة رواندا هو نتاج «صفقة» بين الرئيس ماكرون و الرئيس الرواندي كاغامي على خلفية اتهام فرنسا بمشاركتها المباشرة في مأساة الحرب الأهلية في رواندا التي ذهب ضحيتها قرابة مليون شخص.

من ناحية أخرى، عبرت بعض الدول الفرنكوفونية عن استغرابها من اختيار رئيسة من رواندا وهو البلد الذي قرر عام 2008 التخلي عن الفرنسية كلغة أساسية و استبدالها بالإنغليزية قبل الالتحاق بمنظمة الكومنوالث.لكن الرئيس ماكرون تمكن من الحصول على مساندة الدول الإفريقية التي تتمتع بأغلبية في المنظمة (27 على 54 عضوا مشاركا في الانتخاب). و ردت لويز موشيكيوابو على ذلك بتصريح لوكالة فرانس براس اعتبرت فيه أن «غالبية الروانديين سعداء بالنظام الديمقراطي» في رواندا.
ملف آخر سوف يشكل جدلا إضافيا في القمة يتعلق بالتحاق المملكة العربية السعودية بالمنظمة. وهو ما انتقده بعض المشاركين باعتبار أن المنظمة الدولية للفرنكوفونية هي «مؤسسة مبنية على اقتسام اللغة الفرنسية و القيم المشتركة» التي تعطي احترام حقوق الإنسان جانبا واسعا فيها. مع العلم أن 26 دولة تشارك بصفة ملاحظ في المنظمة بدون أن تكون لها مجموعة فرنكوفونية هامة.

ذراع فرنسي
مساهمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تحضير القمة تنبع من استراتيجيا تجمع بين الدبلوماسي و الإقتصادي و السياسي. في خطاب ألقاه ماكرون أمام الأكاديمية الفرنسية يوم 20 مارس 2018 بمناسبة اليوم العالمي للفرنكوفونية أكد ربطه دعم اللغة الفرنسية بالتعدد اللغوي في إطار إرساء نظام عالمي متعدد الأقطاب. وهو ما يفسر ربما مساندته للمرشحة الرواندية. لكن فرنسا لا تزال تبحث على التموقع الاستراتيجي في المنتظم الدولي لدعم نفوذها الاقتصادي و الجغراسياسي كلفها ذلك ما كلفها من استخدام المؤسسات الدولية لصالحها و في مقدمتها المؤسسة الفرنكوفونية التي تتمتع بحضور متميز في إفريقيا وهي البعد الإستراتيجي التاريخي لفرنسا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115