الرئيس الإيطالي: «المهاجرون أصبحوا العبيد الجدد»: موجة من الاعتداءات العنصرية تجتاح شوارع إيطاليا

في خطاب ألقاه بمناسبة اليوم العالمي ضد المتاجرة بالبشر ، أخذ الرئيس الإيطالي سرجيو ماتاريلا موقفا معاكسا للموقف الحكومي المتعلق بإدارة

قضية الهجرة. أعلن بوضوح في خطابه، بدون ذكر التوجهات الحكومية، أن «المهاجرين أصبحوا العبيد الجدد» و أنه «وجب التنديد بذلك و مقاومة أي شكل من أشكال الاستعباد إن كان قديما أو حديثا». واعتبر الملاحظون في إيطاليا أن الخطاب كان موجها لماتيو سلفيني ، وزير الداخلية الجديد، الذي انتصر لسياسة مقاومة المهاجرين فاتحا الباب أمام ممارسات مشينة واعتداءات ضد غير الإيطاليين ، وخاصة العرب والأفارقة، من قبل فرق ومجموعات متطرفة نابعة من حركات اليمين الفاشي.

بالنسبة للرئيس الإيطالي، «آلاف من الأشخاص يعرضون أرواحهم وأرواح ذويهم للخطر في البحر وعلى الأرض. هذه المأساة هي وليدة الحروب و الفقر وعدم استقرار النمو الذي يستغله المتاجرون بالبشر والعصابات الإجرامية بأشكال عدة: الإستغلال في الشغل، التبني غير الشرعي، المتاجرة بالأعضاء وبالجنس.» و اعتبر أن هذه الظاهرة تمس كل الدول و المجتمعات و هي اعتداء على الكرامة الإنسانية يشكل تحديا للمجتمع الدولي.

موجة من الأعمال العنصرية
في نفس الظروف التي ألقى فيها الرئيس ماتاريلا خطابه تكاثرت حالات الاعتداءات العنصرية ضد المهاجرين في إيطاليا من قبل أشخاص ومجموعات متطرفة أصبحت تتحرك في العلن مستفيدة من خطابات وزير الداخلية الجديد ماتيو سلفيني الذي فتح المجال إلى خطاب الكراهية و التعبير عن رفض الأجانب مشيرا بإجراءاته ضد المهاجرين و اللاجئين إلى تغيير جذري في السياسة الإيطالية.

من ذلك أن سجلت مدينة أبريليا وفاة شاب مغربي الأصل على يدي أشخاص اعتقدوا ، على وجه الخطأ، أنه لص و هاجموه بعنف شديد. واعتبر عمدة المدينة التي تحتضن 10 آلاف مهاجر أن هذه الأفعال إجرامية و عبر عن رفضه سياسة «رعاة البقر». من جهة أخرى تم الاعتداء بالعنف على دايزي أوزاكوي، البطلة الإيطالية عضو الفريق الوطني لألعاب القوى، وهي من أصل إفريقي عندما هاجمها أحد المتطرفين برجمها ببيضة على الرأس مما خلف لها جروحا في العين اليسرى أسبوعين قبل بداية الألعاب الأوروبية. و إن نددت عديد الجهات بهذه الاعتداءات العنصرية فذلك لم يثن ماتيو سلفيني عن سياسته بل واصل في خطاب الكراهية مستعملا عبارات كان قد استخدمها الزعيم الفاشي التاريخي بينيتو موسوليني. وهو ما جعل مجلة «العائلة المسيحية» التي تعبر عن رأي الكنيسة تنشر في عددها الأخير صورة سلفيني تحت عنوان «تراجع يا سلفيني» مستعملة عبارة من الإنجيل و مطالبة بعدم جر الاعتبارات الدينية في مسألة الهجرة. بل عبر عن رأي الكنيسة والمجموعة المسيحية التي تعتبر من واجبها مساعدة الغريب و الأجنبي والذي يطلب الإعانة.

خطاب سرجيو ماتاريلا ، ضامن الدستور بصفته رئيس الدولة، اعتبر أنه «لا يمكن غض النظر» عن هذه القضية. بل أكد على أن كل الدول مسؤولة على هذه الظاهرة الشاملة. و أضاف أن «التعاون وحده بإمكانه التغلب على هذه الظاهرة بفضل إتحاد أوروبي واع بقيمه وبمسؤوليته». وهو التوجه المضاد للحكومة الحالية التي ولت ظهرها عن التعاون مع الدول الأعضاء في الإتحاد ودخلت في سياسة لي الذراع مع بروكسل و في محاولة جر الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل في هذا الملف. وهو ما اعتبره الملاحظون خطرا حقيقيا على تماسك الإتحاد الأوروبي وعلى مستقبله.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115