لضمان «نجاعة» العملية. و أكدت أن كبير المفاوضين الجديد دومينيك راب سوف «يساعدها» على تنظيم العملية التفاوضية. دخول تريزا ماي «المباشر» في عملية التفاوض جاء، بصفة مفاجئة، بعد استقالة وزيرين من الحكومة هما فيليب لي وزير العدل و بوريس جونسون وزير الخارجية و زعيم المقاومة ضد ماي. و مع تخلي كبير المفوضين دافيد دافيس عن مهامه بسبب معارضته لموقف رئيسة الوزراء التي تخلت عن «البريكسيت الحازم» الذي يقطع مع أوروبا نهائيا، تمكنت ماي من الحصول على دعم أغلبية في البرلمان للمضي قدما في عملية التفاوض مع الر جوع أمام مجلس العموم في شهر نوفمبر للحصول على المصادقة النهائية.
توجه صعب و شائك أمام رئيسة الوزراء البريطانية التي لم يبق لها خيار سوى الأخذ بزمام الأمور مباشرة لتواصل الجهود لإيجاد صفقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي حول خروج بريطانيا من الاتحاد. و بدأت الجولة الأخيرة من المحادثات الخميس الماضي حيث عقد وزير شؤون البركسيت البريطاني دومينيك راب اجتماعا مع كبير المفوضين الأوروبيين ميشيل بارنييه لضبط الإطار الأخير للتفاوض و المسائل العالقة بين الطرفين بما فيها الوضع النهائي لأيرلندا. وتشدد مختلف الأوساط الأوروبية والبريطانية وفي أيرلندا أيضا على مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق ملزم بين بروكسل ولندن والركون إلى خروج من دون صفقة.
محاولة أخيرة
مباشرة بعد بدء المفاوضات تنقلت تريزا ماي شخصيا إلى سالزبورغ لإقناع النمسا وجمهورية التشيك بتليين مواقفهما في شأن «منطقة التبادل الحر للأمتعة» و«اتفاق جمركي معدل». وهي بعض البنود في الإتفاق التي ترغب ماي في التوصل فيها إلى اجماع أوروبي. لكن كبير المفاوضين الأوروبي ميشال بارنيي أكد على شمولية التفاوض و رفضه للاتفاقات الثنائية ناسفا بذلك الجهد البريطاني لفرض التفرقة في صفوف الأوروبيين.
ورفض بارنيي كذلك المقترح المتعلق بقضية أيرلندا والذي يرغب الجانب البريطاني في ترسيم نظام مزدوج على الحدود مع أيرلندة يقضي بأن تتولى لندن جمع الضرائب الجمركية من الجانب البريطاني لفائدة الإتحاد الأوروبي. و أعلن برنييه أن أوروبا لن تقبل باسناد مسؤولية جمع الضرائب إلى بلد آخر و أن هذا المقترح غير واقعي.
مخاطر قادمة
الوقت المتبقي للتوصل إلى حل نهائي سلس وتوافقي أصبح يهدد الطرفين. فعلى كبير المفاوضين الأوروبي تقديم اتفاق نهائي للمجلس الأوروبي في منتصف شهر أكتوبر على أن يتم بعد ذلك التصويت عليه من قبل البرلمان الأوروبي و مجلس العموم. وهو وقت لا يسمح حسب الملاحظين بالدخول في مفاوضات جديدة بعيدة عن التوافقات التي حصلت إلى حد ألان.
من ناحية أخرى، تتعالى حاليا الأصوات في مختلف الأوساط البريطانية و في جل التشكيلات الحزبية للتنديد بنية رئيسة الوزراء التوصل إلى حل مع أوروبا بكل الطرق حتى و لو أدخل بريطانيا في مخاطر. و يطالب بوريس جزميزن بالتخلي عن الإتفاق الحالي مع البرلمان والشروع في «بريكسيت حازم» يقطع مع أوروبا نهائيا. و تعددت المقالات «التقنية» التي تشير إلى امكانية حصول مجاعة في بريطانيا في صورة لم يحصل اتفاق بين الطرفين. وهو ما جعل الرأي العام يهتز و ينقسم مرة أخرى بين مساند و معارض. و في هذا الصدد شرعت جريدة «الأندباندنت» في النداء إلى تنظيم استفتاء جديد حول الخروج من أوروبا تتمنى أن ينقض نتائج الاستفتاء الأول الذي نظم في جوان 2016. و من المنتظر أن تتعقد الأمور أكثر بالنسبة لتيريزا ماي في الأيام القادمة عندما تأخذ بزمام الأمور مباشرة مع الوفد المفاوض الأوروبي.