و إيطاليا و إيقاف 13 عنصرا من تونس و المغرب و إيطاليا مشتبه في انتمائهم إلى تنظيم إرهابي. كان الأمن الإيطالي بمختلف أجهزته قد رصد مكالمات هاتفية بين إرهابي من أصل مغربي متواجد على التراب الإيطالي و إرهابي تونسي في خصوص تنسيق ترحيل إرهابيين نحو إيطاليا مما مكن وحدات التدخل في صقلية من حجز الزورق و إيقاف المشتبه فيهم.
حسب المعلومات الأولية المتوفرة، شبكة التهريب تعمل بين الوطن القبلي ومدينة تراباني و تستخدم زوارق مطاطية متطورة لها محركات قوية تمكنها من التنقل بسرعة فائقة تسهل الفرار من وحدات مراقبة الحدود البحرية. و ثبت أن الشبكة تنظم رحلتين في الأسبوع و لها روابط بين عناصر من جنسيات مختلفة. وحصلت الشرطة الإيطالية على معلومات حول الشبكة إثر استجواب، في مدينة نابولي، بعض الموقوفين المشتبه فيهم في تنظيم عمليات إرهابية.
بين التهريب و الإرهاب
تأكد لدى المدعي العام في مدينة بالرمو المكلف بالبحوث وجود عدد من الإرهابيين صحبة المجرمين الذين نظموا الرحلة بين تونس و إيطاليا . وثبت أن المشتبه فيهم عبروا ، في مكالمات هاتفية،عن عدائهم للثقافة الغربية و أنهم استخدموا هويات بديلة لتمرير خطابات دعائية على مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضحت الشرطة أن الموقوف المغربي كان يخطط مع إرهابي تونسي لـ«تنظيم عمليات في فرنسا». وقرر القضاء الإيطالي إيقاف 13 شخصا من بين العابرين هم من جنسيات مختلفة (تونس وإيطاليا والمغرب) واعتبر أن المجموعة يرأسها إرهابي تونسي ذو سوابق عدلية. وأذن القضاء بتفتيش مواقع و منازل استخدمت لتنظيم الرحلات.
ثبت أيضا أن الزورق كان يحمل 400 كلغ من السجائر المهربة من أجل توزيعها في السوق السوداء في صقلية، التي تتولى سيدة إيطالية تنظيمها. وفرض المهربون مبالغ عبور للمتوسط تراوحت بين 3000 و 5000 يورو للشخص الواحد. من أجل الحصول عل مبالغ تتراوح بين 30 ألف و 70 ألف يورو للرحلة الواحدة. حرص المهربون على إحكام التنظيم مستخدمين أماكن و جهات مختلفة بين تونس و إيطاليا و ذلك لضمان الرحلات.
هذه الإيقافات فتحت ملفا جديدا لدى الإدعاء العام في إيطاليا يتعلق بشبهات حول المجموعة المتورطة في العملية الحالية. وكانت إيطاليا قد نظمت ترسانة عسكرية لمراقبة السواحل الليبية وتمكنت من تخفيض حدة موجات التهريب خلال السنة. لكن التهريب من السواحل التونسية الذي يخضع إلى تنسيق بين تونس وإيطاليا منذ أشهر أصبح مسلكا جديدا تتدخل فيه تنظيمات إجرامية بعضها ينتمي إلى المافيا. و تعتقد الأوساط القريبة من المحققين أن التحقيق سوف يطال جهات مشبوه في تعاملها مع شبكات الإرهاب والإجرام التي تنسق فيما بينها بين تونس وإيطاليا.