خلال اجتماع تركي إيراني روسي في أستانة: موسكو تتهم الغرب بحماية «الإرهابيين» في سوريا

اتهمت روسيا امس دول الغرب بالسعي لحماية «الارهابيين» في سوريا وذلك

في ختام محادثات مع إيران وتركيا بهدف التوصل إلى حل للنزاع في سوريا.والتقى وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في استانا عاصمة كازاخستان، وتركزت المحادثات على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، والتي تتعرض منذ شهر تقريبا لهجوم تشنه القوات الحكومية.
ويهدف اجتماع آستانا أيضا للتمهيد لقمة لرؤساء الدول الثلاث في اسطنبول في 4 افريل.وعقب المحادثات اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب «بحماية الارهابيين» بل حتى السعي الى «الحفاظ على قدراتهم العسكرية».

وتدعم كل من موسكو وطهران نظام الرئيس بشار الأسد، لكن أنقرة طالبت بإنهاء حصار الغوطة الشرقية حيث قتل نحو 1260 شخصا خمسهم من الأطفال منذ بدء العملية في 18 فيفري.ووصف الامين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش الوضع الانساني في الغوطة التي تعاني من نقص حاد في الاغذية والمواد الاساسية الأخرى بأنه «الجحيم على الأرض».لكن لافروف قال إن نظرة الغرب للأزمة «منحازة» واتهم «الزملاء الغربيين» بالسعي لحماية «الارهابيين».
واشار لافروف بالتحديد إلى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) في الغوطة الشرقية قائلا إنها تضطلع بـ«دور الجهة الاستفزازية في سيناريوهات اللاعبين الجيوسياسيين الغربيين».

تصفية «الارهابيين»
في بيان ختامي وقعه لافروف ونظيريه الايراني محمد جواد ظريف والتركي مولود تشاوش اوغلو ونشرته وزارة الخارجية الكازاخستانية، وعدت الدول الثلاث بالاستمرار بـ«تصفية» جبهة النصرة في اشارة الى هيئة تحرير الشام والمجموعات الاخرى المرتبطة بالقاعدة.
والغوطة الشرقية كانت من ضمن مناطق «خفض التوتر» لكن النظام السوري برر هجومه عليها بوجود فصائل غير موقعة على اتفاق الهدنة بين الحكومة والفصائل المعارضة.أوقع النزاع المستمر في سوريا منذ 2011 أكثر من 340 ألف قتيل، وبات معقدا مع تدخل قوى عدة.
ويعتقد أن قوات النظام السوري تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من الغوطة الشرقية التي نزح منها نحو 20 ألف شخص الخميس فقط، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.واستضافت كازاخستان ثماني جولات من المحادثات حول سوريا منذ جانفي 2017 برعاية أنقرة وموسكو وطهران. وقد شاركت في معظمها وفود من الحكومة السورية والمعارضة.
وتم التوصل لاتفاق لانشاء اربع «مناطق لخفض التوتر» في استانا العام الماضي، سمحت بخفض أعمال العنف. فيما اعتبرت واشنطن ان الاتفاق فشل في أعقاب الهجوم على الغوطة الشرقية.وشن لافروف هجوما على الغرب «لمحاولة تقويض» محادثات آستانا التي تجري بالتوازي مع مفاوضات غير مثمرة برعاية الامم المتحدة، واعتبرت مسعى لاجهاض الدبلوماسية الغربية حول سوريا.
ودعت تركيا التي تدعم فصائل معارضة إلى إنهاء حصار الغوطة الشرقية لكنها لا تزال تشن عملية في بلدة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا.

دروع بشرية
من جهة اخرى عبرت الامم المتحدة امس الجمعة عن قلقها ازاء المعلومات التي تتحدث عن مدنيين عالقين في جيب عفرين الكردي بشمال غرب سوريا، تمنعهم القوات الكردية من الفرار ويستخدمون «دروعا بشرية».
وقالت رافينا شمسداني وهي ناطقة باسم مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان في لقاء مع صحافيين في جنيف ان «مئات الآلاف من المدنيين معرضون للخطر».
واضافت «نشعر بقلق عميق من خطر مرتفع لتعرض مدنيين عالقين للقتل والجرح والحصار واستخدامهم كدروع بشرية او نزوحهم بسبب المعارك».

ويشن الجيش التركي بمساعدة مقاتلين سوريين في المعارضة منذ 20 جانفي هجوما لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين ومن حدودها. وتعتبر انقرة وحدات حماية الشعب حليفة واشنطن في الحرب على الجهاديين، منظمة «ارهابية».ومدينة عفرين باتت مطوقة بشكل شبه كامل باستثناء ممر وحيد يستخدمه المدنيون الذين يفرون بالآلاف الى المناطق التي يسيطر عليها النظام كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان السوري. ومنذ الاربعاء فر اكثر من ثلاثين الف مدني من عفرين، حسب المرصد.
وتنفي انقرة استهداف المدنيين لكن المرصد قال ان 245 مدنيا على الاقل بينهم 41 طفلا قتلوا منذ بدء الهجوم التركي.

القوات الحكومية تدخل بلدة الريحان
ميدانيا قال مصدر عسكري سوري إن «الجيش السوري دخل بلدة الريحان جنوب شرق مدينة دوما امس الجمعة».وأكد المصدر لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب. ا) «سيطر الجيش السوري والقوات الرديفة على أغلب بلدة الريحان ويعمل للسيطرة على الأجزاء الشمالية من البلدة والمزارع المحيطة بها، وتوقع المصدر أن تتم عملية السيطرة على البلدة بشكل كامل خلال الساعات القادمة «، مشيراً إلى أن «الجيش السوري يخوض أشرس المعارك مع مسلحي جيش الاسلام المعارض».

من جانبه، قال الناطق باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار، عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي إن «أكثر من 100 قتيل سقطوا ودُمرت دبابتان لميليشيات الأسد خلال 24 ساعة الماضية على جبهة الريحان، في الغوطة الشرقية».وأضاف بيرقدار إن عناصر النظام لقوا حتفهم «أثناء محاولتهم اقتحام الغوطة من عدة محاور، إلا أن القناصين والمدفعية والأسلحة المضادة للدروع كانت لهم بالمرصاد».

وأكد الناطق باسم «جيش الإسلام» أن «المجاهدين سيبقون ثابتين في مواقعهم للدفاع عن بلادهم وأعراضهم».وفي حال سيطرت القوات الحكومية على بلدة الريحان التي تشكل مزارعها مصدر الغذاء لسكان دوما يصبح طريق تقدمها باتجاه مدينة دوما مفتوحاً والتي تعتبر معقل جيش الاسلام المعارض.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115