ليبيا: إعلان حالة التأهّب القُصوى في الهلال النفطي

في الوقت الذي شهدت فيه سبها عاصمة الجنوب تطورات متسارعة في الوضع الأمني – العسكري

على خلفية المواجهات المسلحة بين اكبر قبيلتين فيها وهما اولاد سليمان والتبو وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين . تتزايد المخاوف من استغلال الجماعات الارهابية وخاصة «داعش» تلك الاوضاع بالاضافة الى انشغال قوات الكرامة وقوات حكومة الوفاق بفرض الامن ووقف إطلاق النار في سبها .

وتزايدت المخاوف من تعمد ‹داعش›› او ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي مهاجمة الهلال النفطي لذلك اعلنت القيادة العامة التابعة لرئاسة اركان مجلس النواب امس حالة التاهب القصوى حتى اشعار اخر في كامل الهلال النفطي انطلاقا من منطقة بن جواد غربا حتى الزوينية شرقا ـوايضا محيط الهلال النفطي. وكان القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر اجتمع في وقت سابق مع آمر اللواء 12 محفل العميد محمد بنايل المكلف بحماية سبها وبراك الشاطئ ،وكان بنايل مصحوبا باعيان التبو حيث بحث الاجتماع تنفيذ قرار وقف اطلاق النار في سبها وقد التزم التبو بالقرار كما تعهد اعيان التبو برفع الغطاء الاجتماعي عن ابنائهم الذين يخرجون عن القانون.

معلوم بان قوات الكرامة تقاتل على اكثر من محور وتبذل جهودا كبيرة لتامين بنغازي اما فيما يتعلق بتخوم درنة فان الكرامة تفرض حصارا بريا و بحريا على المدينة منذ سنتين ونيف خوفا من تسلل الارهابين الى مدن مجاورة او وصول اسلحة الى داخل درنة . وفي الجنوب تحاول قوات الكرامة تامين الحدود الجنوبية ولو جزئيا، وبسبب سريان حظر توريد السلاح وانقسام المؤسسة العسكرية واحدة في الشرق والاخرى في الغرب، فان تحديات بالجملة تواجه الجيش التابع لاقليم برقة و قدرته على حماية الموانئ النفطية غير مضمونة لذلك اتخذت قيادته قرار تكثيف سلاح الجو لطلعات المراقبة في مناطق الجنوب انطلاقا من قاعدة براك الشاطئ وقاعدة الوطنية جنوب غرب طرابلس وتوجيه ضربات لاي هدف معادي.

مساعي توحيد الجيش
في ذات السياق اكذت مصادر من طبرق ان تصريح رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الذي ذكر فيه ان اية عملية عسكرية في درنة ستكون بالتعاون مع مصر وجيشها هذا التصريح ،وبحسب ذات المصادر احرج الحكومة المصرية كثيرا سيما وهي بصدد رعاية مساعي توحيد الجيش الليبي ونجحت الى حد كبير في كسب ثقة جماعة الاخوان المسلمين الذين يسيطرون على طرابلس وغرب ليبيا. الغضب المصري من تصريح رئيس مجلس النواب الذي هو في نفس الوقت يحمل صفة القائد الاعلى للجيش الليبي . ذلك الغضب بلغ درجة رفض لقاء عقيلة صالح مع وزير الخارجية المصري سامح شكري او اي مسؤول اخر في الحكومة المصرية ،واكتفى عقيلة صالح بالاجتماع مع برلمانيين مصريين . الى ذلك اردف مراقبون بان القاهرة محرجة ايضا من عديد التجاوزات المرتكبة من بعض قيادات حفتر ومنهم الضابط بالقوات الخاصة الصاعقة محمود الورفلي .

ولتقوية العلاقة مع حكومة الوفاق قامت مصر خلال الايام الاخيرة بقبول اوراق اعتماد السفير الذي عينته حكومة السراج في القاهرة ، ولم يعد تبعا لتلك الخطوة للسفير التابع للحكومة المؤقتة تجاه ليبيا ان يمهد الطريق للجمهورية مصر العربية للعب دور الوسيط بين الفرقاء ، واذا ما اضفنا الى ذلك التطور الايجابي دعم المجتمع الدولي لجهود توحيد الجيش الدائرة برعاية مصرية فانه حينها يجوز الحديث عن انفراج قريب في الازمة السياسية الراهنة في ليبيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115