واشنطن تستعد لفتح سفارتها بالقدس في ماي المقبل: الولايات المتحدة الأمريكية تتحدى العالـم من جديد وترجح كفة الاحتلال

زاد تصريح الولايات المتحدة امس الاول حول نيتها افتتاح سفارتها لدى ‹›إسرائيل›› في القدس في ماي المقبل ،

من اشعال الوضع المتوتر بخصوص قضية الصراع العربي الاسرائيلي منذ اعلان الرئيس الامريكي خطوته المثيرة للجدل باعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني . ويرى متابعون ان تحديد امريكا تاريخا قريبا لنقل سفارتها هو ضرب من التعنت الامريكي ضد ارادة المجتمع الدولي الرافض في اغلبه لمثل هذه الخطوة .
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت «نحن متحمسون بشأن اتخاذ هذه الخطوة التاريخية ونتطلع بشغف للافتتاح في ماي» الذي سيتزامن مع الذكرى السنوية السبعين لقيام كيان ‘’إسرائيل’’ . ويشكل فتح السفارة في ماي على ما يبدو إطارا زمنيا أقرب مما كان متوقعا. كان مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي قال أمام الكنيست الإسرائيلي الشهر الماضي إن الخطوة ستتم بحلول نهاية العام 2019.

ولطالما مثل قرار ترامب الذي اتخذه في الـ6 من ديسمبر المنقضي تحولا في السياسة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية الذي كان مستقرا منذ عقود طويلة . ولم يلقى قرار ترامب المثير للجدل قبولا سواء من معارضي الولايات المتحدة الامريكية وأيضا من حلفائها على حد سواء وخيب آمال الفلسطينيين الذين لطالما دافعوا عن حقهم في القدس كعاصمة ابدية لفلسطين . ولئن كان قرار ترامب الاول سببا في قطيعة يبدو انها ستكون طويلة فيما يتعلق بالسلام في الشرق ،كما يرى متابعون ان تمسك امريكا بقرارها رغم المعارضة الدولية والدعوات للتراجع عن هذا القرار يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان ادارة ترامب تعتمد سياسة الكيل بمكيال واحد لا بمكيالين ، اذ تسعى ادارة الرئيس الجديد الى ارضاء طفلتها المدللة اسرائيل على حساب اصحاب الارض.

رفض فلسطيني
من جهته جاء الرد الرسمي الفلسطيني غاضبا اذ قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس «هذه خطوة مرفوضة. أي خطوة أحادية الجانب لن تعطي شرعية لأحد بل تعيق أي جهد لخلق حالة سلام في المنطقة». وعباس موجود في الولايات المتحدة ومن المتوقع أن يعود اليوم السبت.
كما قال المتحدث الرسمي باسم حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية يوسف المحمود إن «التصريحات الأمريكية التي يتم تناقلها بشأن ما يسمى نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس في شهر ماي المقبل ، الذي يوافق ذكرى النكبة المشؤومة، تشكل مساسا بهوية شعبنا العربي الفلسطيني ووجوده، كما تشكل مساسا مباشرا ومتعمدا بمشاعر أبناء شعبنا وامتنا العربية».

أي دور للعرب؟
يشار الى ان خطوة ترامب في 6 ديسمبر خلفت ردود فعل عربية ودولية غاضبة كما التأمت قمة طارئة لمنظمة التّعاون الإسلامي في تركيا تم خلالها الاعتراف بدولة فلسطين ضد هذا القرار الجائر الّذي أعلنت من خلاله أمريكا «القدس» عاصمة للكيان الصهيوني.
ويعوّل الفلسطينيون والعرب بصفة عامة على خطوات رسمية جدية من الحكومات العربية للرد على القرار الامريكي الاخير ، كما أكّد متابعون ضرورة اتحاد الدول الاسلامية واتخاذ اجراء ملموس لإعادة القضية الفلسطينية الى الصف الاول من اهتمامات الرأي العام العربي والدولي ايضا . اذ يؤكد متابعون ان الفرصة باتت سانحة اليوم للخروج بالقضية الفلسطينية من دائرة التّأييد الشّفهي الى دائرة التأييد الفعلي الملموس من قبل الدّول العربيّة المعنية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115