قال الكاتب والمحلل السياسي السوري سومر صالح في حوار لـ«المغرب» انّ اعلان حكومة دمشق دخول قوات شعبية الى عفرين للمساندة ضد الوجود التركي هو رد وقائي لتداعيات تحالف قريب بين الطرفين الامريكي والتركي يتعلق بالشمال السوري . واضاف سومر صالح نائب مدير المركز الدولي للدراسات الامنية والجيوسياسية انّ أي تصعيد في عفرين يعني الدخول في حرب شاملة في المنطقة.
• لو تقدمون لنا قراءتكم لتصعيد يوم أمس في عفرين؟
إعلان القيادة السورية دخول قوات شعبية إلى عفرين لمساندة أهالي المنطقة ضد الغزو التركي، يدخل في اطار عملية استباقية وقائية لتداعيات تحالف أمريكي تركي جديد في الشمال السوري جرى التمهيد له عبر ثلاثة لقاءات ساخنة بين الأتراك والأمريكيين اللقاء الأول بين مستشاري الأمن القومي للبلدين(مكماستر-قالين) والثاني لقاء وزيري الدفاع(جانكيلي- ماتيس) في ميونخ واللقاء الثالث لقاءات ريكس تيلرسون مع القادة الأتراك، والخروج بوثيقتين مهمتين الأولى إقرار الية مشتركة لإيجاد صيغة توافقية حول الإشكاليات في الشمال السوري والثانية هي الية مشتركة كمقترح تركي لنشر قوات مشتركة في الأماكن التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية في الشمال السوري(منبج وربما عفرين).
• كيف ترون الموقف الامريكي مما يحدث؟
نستطيع القول أن عملا عدوانيا مشتركا تركيا أمريكيا قد بدأ يلوح بالأفق شمالا بما يوحي بدخول مشروع التقسيم الأمريكي حيز التنفيذ، لذلك قررت القيادة السورية إقحام القوات الرديفة كعمل استباقي تحذيري للمشروع المشترك الامرو- تركي، بانتظار ردات الفعل لتقرير الخطوة التالية، ليصبح لدينا تحذيران سوريان الأول إسقاط الطائرة الصهيونية والثاني إرسال قوات «شعبية» إلى عفرين، بما يعني إرسال رسائل الاستعداد العسكري السوري لأي عمل عدواني خارجي يريد تقسيم الجغرافيا السورية .
• ماذا بخصوص الموقف الروسي والايراني ؟
ردة الفعل التركية كانت اجراء سلسلة مطولة من المشاورات مع أطراف استانة عبر اتصال اردوغان بالرئيــس الإيرانـــي حســــن روحانـي والروسـي فلاديـمير بوتين، لاستيضاح الموقف، مع قصف للطرق المتوقعة لمسار القوات الشعبية، فمع الغرق التركي في مستنقع عفرين سيزداد الموقف صعوبة إن دخل الجيش السوري ومنع الجيش التركي مع استخدام طائراته التي تعتدي على السيادة السورية، ولكن هذا الأمر يعني قرار حرب شاملة في المنطقة.
• كيف ترون المشهد المقبل في الشمال السوري في ظل هذا التسارع في الاحداث؟
القادم من التفاصيل سيحمل توضيحات لطبيعة القادم من الأحداث ولكن يمكن استنتاج التالي نجحت الخطوة السورية التمهيدية في تقويض المسعى الأمريكي لفرض التقسيم كأمر واقع في سوريا، ونجحت بدفع بالجميع إلى حافة الهاوية وإعادة الحسابات العدائيـــة للتحالف الأمريكـي والتركي..، وبعد هذه الخطوة ستكون تركيا ملزمة في سياق استانة بتوضيح طبيعة موقفها النهائي من الشراكة مع روسيا وايران وتوضيح علاقتها مع الولايات المتحدة، والتي تشير المعطيات إلى تقارب كبير حدث في الشهر الماضي...