قالت الوزارة ان «القرار لم يتخذ بسهولة ويسلط الضوء على مخاوف الولايات المتحدة من تزايد ديون اليونسكو وضرورة إجراء إصلاحات جذرية في المنظمة ومن استمرار الانحياز ضدّ «إسرائيل» في اليونسكو.وأضافت أنّ واشنطن ستسعى «لتستمر على تواصل بصفتها مراقبا بهدف المساهمة بآراء وخبرات الولايات المتّحدة».
من جهتها ابدت منظمة اليونسكو «أسفها» من القرار الامريكي معتبرة انه «خسارة للتعددية» . ويرى متابعون ان القرار الأمريكي المفاجئ الذي جاء تزامنا مع توقيع اتفاق مصالحة تاريخي بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين أمس في مصر ، يرى متابعون أنه خطوة للوراء في جهود إعادة إحياء مفاوضات السلام بين فلسطين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي . ولئن تشهد محاولات احياء هذه المفاوضات عراقيل عدة وتعنتا اسرائيليا واضحا ، تزيد هذه السياسة الامريكية غير المنصفة للجانب الفلسطيني من تعقيد الازمة ومزيد إرباك جهود إحلال السلام.
فمنذ انتخاب الرئيس الحالي دونالد ترامب على رأس الولايات المتحدة الامريكية يؤكد متابعون انّ سياسة البيت الابيض اتخذت خطا اكثر وضوحا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي خيرت من خلاله أمريكا الاصطفاف الى جانب حليفتها المدلّلة في الشرق الأوسط إسرائيل.
اذ كان اللقاء الذي جمع دونالد ترامب برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من اول اللقاءات التي قام بها ترامب عقب توليه الحكم مباشرة وهو مايدل على الاهمية البالغة التي يوليها ترامب لإسرائيل ، بالإضافة للزيارة المثيرة للجدل التي اداها الاخير الى القدس المحتلة ونواياه نقل السفارة الامريكية من «تل أبيب» الى القدس المحتلة . كل هذه المؤشرات تدل على ان كفة «الكيان الصهيوني’’ هي المرجحة لدى ترامب فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
فلسطين واليونسكو
يشار الى انّ الجمعية العامة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) التابعة للامم المتحدة صوتت لصالح قبول «دولة فلسطين» في المنظمة كدولة كاملة العضوية في اكتوبر 2011 ، وهي خطوة اججت غضب سلطات الاحتلال الاسرائيلي. كما ان غضب الكيان الصهيوني زاد العام الماضي بعد أن صادقت لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في شهر اكتوبر من عام 2016 على مشروع قرار ‘البلدة القديمة في القدس وأسوارها’ الذي يدين بشدّة اقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين الـمستمرة للمسجد الأقصى . اذ قوبل التصويت بتنديد سلطات الاحتلال التي حاولت التقليل من شأنه واعتباره «معاديا» ، مقابل ترحيب فلسطيني بالخطوة الأخيرة التي رغم رمزيتها تفتح الباب أمام فصل جديد من نضالات أصحاب الأرض لحماية حقوقهم والذود عن المقدسات الفلسطينية والمعالم التاريخية للبلاد .
ويؤكّد القرار «عدم وجود رابط بين الحرم القدسي واليهود، ويعتبر المسجد الأقصى ، مكان عبادة للمسلمين فقط». وقدمت مشروع الاقتراح كل من الكويت ولبنان وتونس نيابة عن الفلسطينيين والأردن، الدول غير الأعضاء في لجنة التراث التي تضم 21 دولة. ويأتي هذا القرار خلافا لقرارات أخرى في نفس الموضوع ويعتبر مشروع القرار الجديد أكثر اعتدالا من سابقيه وفق مراقبين.
وقوبل مشروع القرار انذاك بتصويت 10 دول إيجابا مقابل معارضة دولتين ،وامتناع ثماني دول أخرى عن التصويت، في حين سجلت دولة جمايكا تغيبها عن الاجتماع .وتم التصويت بطريقة سرية، بالظرف المختوم، على مشروع القرار، بعد إصرار كرواتيا وتنزانيا. وتقدمت الكويت ولبنان وتونس بمشروع القرار نيابة عن الأردن وفلسطين. وتنديدا بالخطوة انذاك ألغت الولايات المتحدة مساهمتها المالية الكبيرة التي كانت تخصصها لليونسكو احتجاجا على قرار منح فلسطين عضوية كاملة بالمنظمة.
يشار إلى انّ منظمة اليونسكو، قد اعتمدت في 18 أكتوبر الجاري، قرار «فلسطين المحتلة» الذي نص على «وجوب التزام إسرائيل بصون سلامة المسجد الأقصى وأصالته وتراثه الثقافي وفقا للوضع التاريخي الذي كان قائما، بوصفه موقعا مقدساً مخصصاً للعبادة». وقد أثار القرار عاصفة انتقادات داخل الكيان المحتل قررت إثره «إسرائيل» قطع العلاقات مع «اليونسكو».