المهاجرين القادمين من تونس و خشية أن يتسلل من بينهم أفراد ينتمون لحركات جهادية.
آخر المستجدات المتعلقة بأزمة المهاجرين عبر المتوسط الإنذار الذي أطلقه عمدة لمبيدوزا المنتخب الجديد طوطو مارشيلو بغلق مركز الفرز الذي تم تركيزه في المدينة لدراسة ملفات اللاجئين و المهاجرين غير الشرعيين قبل الحسم في وضعيتهم. و قال العمدة «هنالك في المركز 180 تونسيا يستطيعون الإفلات من الرقابة ثم نراهم في الشوارع و الحانات يسكرون و يتحرشون بالنساء. تأتيني عشرات الرسائل من سياح خائفين ومن القائمين على الحانات و النزل و المطاعم». و أضاف للصحافة المحلية: «أطالب بغلق المركز الذي أصبح مركزا لا جدوى منه».
و لاقى هذا الموقف معارضة العمدة المتخلية جيوزي نيكوليني التي صرحت أنها لم تسجل تجاوزات من قبل المهاجرين، بل إنهم يترقبون قرار السلطات بترحيلهم إلى تونس أو بإعطائهم حق البقاء في إيطاليا. كذلك أعلن الأب دون كارميلو لاماغرا، أسقف المدينة، أنه لا يرى أي مشكل في ذلك، و ربما العمدة له أوراق تسمح بتفسير موقفه». موقف العمدة الجديد أخرج لمبيدوزا من مشهد الشهرة التي لاقته المدينة بعد زيارة البابا فرنسيس و جائزة اليونسكو للسلام الممنوحة للعمدة نيكوليني من جراء استقبالها الإنساني لعشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة و بعد جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين الممنوحة لفيلم وثائقي حول المدينة للمخرج جيانفرنكو روزي والذي جعل من لمبيدوزا عاصمة دولية للعمل الإنساني.
طريق الهجرة من تونس
و بانطلاق هذا الجدل في لمبيدوزا أكدت أجهزة الأمن الإيطالية المقاومة للإرهاب خوفها من فتح طريق جديدة للهجرة عبر السواحل التونسية. و قد سجلت عددا من المسالك الجديدة التي يشارك فيها بحارة إيطاليون يعملون في تهريب السجائر. و رصدت الأجهزة المقاومة للإرهاب مراكب إيطالية جديدة الصنع يقودها ثنائي إيطالي تونسي متخصصة في التهريب عبر السواحل الشمالية لتونس. وحسب شهادات المهاجرين المحجوزين في مراكز الاستقبال، تمكنت الشرطة الإيطالية من الكشف عن مسالك جديدة تنطلق من تونس أين يتحرك المهربون الإيطاليون بمعية زملائهم من تونس لتجنيد الشباب الراغبين في الهجرة. و أوضحت الشرطة الإيطالية أن جنسية البحار الإيطالية تعتبر ضمانا للهجرة و نوعية الزوارق الجديدة ضمانا لعدم الغرق.وهو ما رفع المقابل المالي للهجرة الذي وصل إلى 7000 دينار للفرد الواحد. و توجهت جل الرحلات في الأسابيع الأخيرة إلى مدينتي مرسالا و مزاره ديل فالو.
و يتم التنسيق مع السلطات التونسية في إطار مجموعة التواصل بين دول الشمال و دول الجنوب في البحر المتوسط و عبر العلاقات الثنائية المعهودة لضبط المسالك و تكثيف المراقبة انطلاقا من السواحل التونسية. و إن لم ترصد إلى حد الآن أجهزة الأمن الإيطالية أي إرهابي بين المهاجرين القادمين من تونس فهي لا تخفي خوفها من تسلل بعض مجاهدي تنظيم داعش عبر الحدود التونسية بعد انحصار رقعة التسلل التقليدية و «شبه غلق» الطريق الليبية. و تمكنت قوات الأمن الإيطالية من ضبط مجموعة من المهربين و إيقاف 15 شخصا جلهم من الإيطاليين الذين يعملون في مجال تهريب السجائر و التحقوا بميدان الهجرة. و قال المدعي العام في بالرمو جيري فيرارا «إن ما بين العصابة التي نظمت خمس رحلات على الأقل بين تونس و إيطاليا، يوجد ملاحة و مجرمون صغار من إيطاليا ليس لهم علاقة بالمافيا ولكنهم يعملون تحت إمرة التونسيين.» وهو ما يشكل تحديا جديدا بالنسبة لمختلف أجهزة الأمن الإيطالية لما لرصد المجرمين التابعين لتونس من صعوبات بحكم تواجدهم على التراب التونسي.