موقف المجلس البلدي بروما أراد أن يكون معتدلا و منصفا للجانبين المتنازعين في فلسطين. لكن رئيسة مكتب تمثيلية الجالية اليهودية رأت في ذلك إذلالا للحاخام و»اختيارا معاديا للتاريخ». و أضافت في رسالة شديدة اللهجة إلى عمدة روما :«في حين أصبحت أوروبا ضحية لسلسلة من الاعتداءات الإرهابية من أصل إسلامي، كان عرفات مؤسسا للإرهاب و ملهما له و إن جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها هي أولى الجوائز في سلسلة من الجوائز المشكوك في مصداقيتها».
واعتبرت المسؤولة اليهودية ، التي لا تخفي دفاعها عن الحركة الصهيونية، أن «إعادة الاعتبار للمدبر الأول للاعتداء على معبد روما في 9 أكتوبر 1982، و الذي ذهب ضحيته الرضيع ستيفانو تاشي، و ضم اسمه لاسم الحاخام الأكبر الذي خدم الحركة اليهودية الإيطالية مدة 50 عاما هي ، بالنسبة ليهود روما، تعديا على ذاكرته». ردا على الرسالة سارعت عمدة روما بالاتصال هاتفيا برئيسة الجالية و بإرسال مكتوب رسمي ردا على رسالتها قالت فيها إن «تخصيص ساحة عمومية لإيليو طواف هي تغذية للذاكرة الجماعية فضلا عن كونه احترام عميق و عرفان بالجميل من قبل المدينة لشخصه» . و قررت «تأجيل» تنفيذ القرار البلدي.
جدل عميق على شبكات التواصل الإجتماعي
واندلعت إثر هذه الحادثة موجة من الرسائل على شبكات التواصل الإجتماعي أغلبها تضمنت خطابات معادية للسامية علما و أن حركة 5 نجوم التي يقودها الكوميدي بيبي غريلو اشتهرت بمعاداتها للحركة الصهيونية . وهي تعتبر أن اللجوء إلى «الشوهة” في محاولة لاستغلال المحرقة ضد اليهود هي بمثابة المتاجرة بمعاناة الناس. لكن عمدة روما التي تعاني من عديد الأزمات والفضائح منذ انتخابها لا ترغب في معاداة اليهود لها لما للجالية من تأثير على صانعي القرار في إيطاليا بالرغم من قلة عددها. و لم تهدأ الأزمة داخل المجلس البلدي حيث طالب بعض النواب بتطبيق القرار على أساس أنه اتخذ بصفة ديمقراطية و أنه لا يمكن أن تقبل المدينة ضغوطات خارجة عن نطاق التمثيلية الديمقراطية. لكن بعض المستشارين ساندوا موقف العمدة واقترحوا أن تفصل المدينة بين الزعيمين على ألا تتخلى عن تكريم الإثنين ، بل في مناسبتين متفرقتين. وينتظر أن يقرر المجلس البلدي الطريقة النهائية في شأن تطبيق القرار لكن بعد أن تهدأ الأزمة المفتعلة من قبل الجالية اليهودية الإيطالية.