اسفر الهجوم عن مقتل 12 شخصا وجرح العشرات ، ويعد ضربة موجعة لقلب ايران باعتباره استهدف اماكن سياسية ودينية حساسة تعتبر احد اهم مراكز صنع القرار الايراني السياسي والديني. وصرح رئيس مجلس الشورى الإسلامي بأن الإرهابيين استهدفوا إيران لدورها في مكافحة الإرهاب، مضيفا ان»الإرهابيين يحاولون إحداث بلبلة في إيران، كونها من الدول الناشطة والمؤثرة في مكافحة الإرهاب». وقد ادانت عدة دول الهجوم الارهابي على ايران وقال الكرملين إن هجوم رجال مسلحين على هدفين في طهران يسلط الضوء على الحاجة لتضافر جهود الدول في مكافحة الإرهاب .
نتائج زيارة ترامب؟
اتى هذا الهجوم المفاجئ في الوقت الذي لا تزال فيه ارتدادات الازمة الخليجية المستجدة تتفاعل مع اعلان اردوغان ان البرلمان التركي سيمرر تشريعاً يسمح بنشر مزيد من الجنود الأتراك في قاعدة عسكرية تركية في قطر. وكذا دعت روسيا الى التهدئة..
كل هذه التطورات المتسارعة جاءت بعيد زيارة ترامب التاريخية للشرق الاوسط وتلك القمة السعودية الامريكية التي بدأت اولى نتائجها تظهر للعيان بدءا بقرار قطع كل اشكال العلاقات مع قطر ....وأدى الرئيس الأمريكي، خلال هذه الزيارة رقصة «العرضة» التقليدية الشهيرة مع العاهل السعودي على وقع السيوف، في مشهد يوحي بان العلاقات الامريكية السعودية هي في احسن حال وان التوتر الاخير الذي اعقب وصول ترامب للحكم ما هي الا ازمة صيف عابرة . وبالفعل بدأت نتائج هذه الرقصة الامريكية السعودية «التاريخية» تتكشف ملامحها اكثر في الشرق الاوسط ، فالواضح ان المنطقة مقبلة على تغيرات كبرى وفق الرؤية او السياسة «الترامبية» ومناصريها.. .فقد اعلن ترامب اول امس تأييده للسعودية في الموقف الذي اتخذته فيما يتعلق بالأزمة المتصاعدة بين الرياض والدوحة.
تحذير الماني
واللافت هو موقف وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل الذي عبر عن قلقه بسبب التصعيد المفاجئ في التوترات بمنطقة الخليج . وحذر جابرييل صراحة من مخاطر «إضفاء نهج ترامب» على العلاقات بين الدول . وفي لقائه امس بنظيره السعودي عادل الجبير قال إنه اندهش لشدة التوتر في منطقة الخليج. مضيفا ان هذا التصعيد لا يخدم احدا وان الشرق الاوسط برميل بارود سياسي وعسكري».
ولم يكتف جابرييل بذلك بل انتقد صراحة صفقات السلاح الكبيرة التي أبرمتها الولايات المتحدة مع دول في الخليج مؤخرا، معتبرا انها تزيد من خطر سباق جديد للتسلح.قائلا:» إنها سياسة خاطئة تماما وبالتأكيد هذه ليست سياسة ألمانيا».
هجوم امريكي معاكس
الباحث والكاتب العراقي المختص في الشؤون الدولية قاسم آل جابر اكد لـ «المغرب» ان ما يحدث اليوم في ايران وما كان قبله من احداث بين دول الخليج العربي وحلفائها.. ضد قطر، وما يحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن والبحرين وحصار العوامة في السعودية وقمة الرياض والجزية التي دفعتها السعودية لأمريكا ، كل تلك الاحداث مرتبطة ببعضها البعض على حد قوله. مضيفا ان السعودية تحاول ان تكون الوجه العربي او الاب الروحي للدول العربية وهذا ما يتعارض مع طموح بعض الدول في السعي للصدارة في تحالفات مع امريكا..ويضيف: «وفي جانب اخر نجحت امريكا في زراعة الرعب في قلوب العرب من ايران وبرنامجها النووي «. واكد ان التفجير الذي حدث في ايران اليوم امر طبيعي جدا ومتوقع وليس مهما او نافعا للخليج وللدول المعادية لإيران بشيء. وتوقع ان يكون ربما حافزا للقوات الايرانية في زيادة فرض الامن في ايران.
من جهته اكد الكاتب اللبناني والمحلل السياسي قاسم قصير لـ «المغرب» ان المنطقة تشهد تغيرات حقيقية بعد وصول ترامب للرئاسة وهناك هجوم امريكي معاكس ضد محور روسيا ايران او الدول غير المنسجمة مع الرؤية الامريكية . مشيرا الى ان الاوضاع نحو التصعيد في سوريا والخليج وضد تركيا».