لبحث «الحرب الشاملة» في سوريا: باريس تنظم اجتماعا للدول الداعمة للمعارضة المعتدلة خلال الأيام القادمة

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أمس الأربعاء أن فرنسا ستنظم في الأيام المقبلة اجتماعا للدول الغربية والعربية التي تدعم المعارضة السورية المعتدلة، مؤكدا أن «التحرك ملح» في مواجهة قصف حلب.

وقال آيرولت في ختام اجتماع لمجلس الوزراء «اتخذت مبادرة بجمع الدول الصديقة، للمعارضة الديمقراطية السورية، في الايام المقبلة في باريس». وقالت مصادر في محيط الوزير الفرنسي أن الاجتماع سيعقد على المستوى الوزاري مطلع ديسمبر القادم. هذا واتهمت فرنسا الحكومة السورية وحلفاءها باستغلال حالة الغموض السياسي في الولايات المتحدة لشن «حرب شاملة» على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في البلاد وقالت إن الدول التي تتخذ موقفا مناوئا من الرئيس السوري بشار الأسد ستجتمع في باريس قريبا. وقال وزير الخارجية جان مارك إيرو للصحفيين بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة «تأخذ فرنسا بزمام المبادرة لمواجهة إستراتيجية الحرب الشاملة التي يتبعها النظام وحلفاؤه الذين يستفيدون من حالة عدم اليقين في الولايات المتحدة.»

وأضاف أن اجتماعا للبلدان المناوئة للأسد سيعقد في الأيام المقبلة في باريس وأن فرنسا ستتحرك لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على الحكومة السورية لاستخدام الأسلحة الكيميائية.
كما طالب آيرولت بان يتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يدين استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وينصّ على عقوبات ضد هذه الأفعال «غير الإنسانية». وقال «ليس في نيتنا إلا نفعل شيئا. معركتنا للدفاع عن السكان المدنيين السوريين مستمرة».

تحذير أممي من «كارثة إنسانية»
ميدانيا تواصل قوات النظام السوري وحلفاؤها التقدم نحو الأحياء الشرقية لمدينة حلب. وفيما يستمر نزوح السكان خوفا من المعارك، جدد الجيش السوري دعوته الى المقاتلين في بيان نشره امس بالسماح للمدنيين والجرحى والمرضى بالخروج من الأحياء الشرقية في إطار الضغط على الفصائل. وتعمل قوات النظام السوري وحلفاؤها على تضييق الخناق على شرق حلب، عبر شن هجمات على محاور عدة لتقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة، وتكرارها ودعوة المقاتلين إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في ذلك. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، بـ»تقويض» محادثات السلام حول سوريا على خلفية عرضه اقتراحا رفضته دمشق الأحد يقضي بإقامة «إدارة ذاتية» للفصائل المعارضة في شرق حلب بعد انسحاب المقاتلين الجهاديين منها.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمان وفق وكالة «فرانس براس» إن «قوات النظام وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وحزب الله اللبناني تخوض معارك على جبهات عدة في حلب، خصوصا في حي مساكن هنانو الواقع شمال شرق المدينة».

فرار المدنيين
ودفعت المعارك من تبقى من سكان الحي، الذين نزحت أعداد كبيرة منهم مع بداية النزاع في حلب، إلى الفرار خوفا من المواجهات. وقال عضو المجلس المحلي لمساكن هنانو ميلاد شهابي وفق ‘فرانس براس «إن «المدنيين بدؤوا بالفرار من الحي هربا من الاشتباكات العنيفة» باتجاه الأحياء الجنوبية. وتزامنت المعارك في مساكن هنانو مع قصف جوي ومدفعي على مواقع الفصائل وأحياء أخرى في شرق المدينة، وفق المرصد. كما أفاد المرصد بحالات اختناق أصيب بها العديد من المواطنين في حيي القاطرجي وضهرة عواد إثر قصف بأربعة براميل متفجرة صدرت عنها روائح كريهة. ونقل عن مصادر طبية ترجيحها أن الاختناق ناتج من غاز الكلور.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115