وكانت المدينة قد شهدت تفجير مخزن أسلحة وذخيرة وتزامن التفجير مع هجوم عدد كبير من السيارات المسلحة التابعة لتنظيم فجر ليبيا وكتائب مصراتة التي حاولت اختطف شبان من القربولي وقد حاولت الكتائب المهاجمة ترهيب المدنيين للسيطرة على الموقف، لكن الأمور تطورت فيما بعد وذلك بسبب استنجاد أهالي المنطقة بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة ودارت مواجهات وصفت بالعنيفة بين الطرفين انتهت بانسحاب كتائب فجر ليبيا.
ونقلت مصادر أمنية من المنطقة تعمد الكتائب المنسحبة وعند ابتعادها لكيلومترات إلى سدّ الطريق المؤدية إلى طرابلس بساتر رملي لمنع سيارات الإسعاف من نجدة ضحايا المجزرة.
معلوم أن الغرب الليبي عرف بداية الأسبوع الفارط جريمة نكراء أخرى تمثلت في تصفية 12 سجينا سياسيا من أتباع النظام السابق أفرجت عنهم إدارة سجن الرويمي وتوجهت أصابع الاتهام لمليشيات فجر ليبيا والجماعة الليبية المقاتلة واتهامات صريحة أيضا للمفتي الإخواني الصادق الغرياني بالضلوع في تلك الجريمة. المجازر والجرائم في حق المدنيين تتالى أرواح تقصف وأجساد ينكل بها وفلذات أكباد تختطف ونساء ترمّل ولا حسيب ولا رقيب والإفلات من العقاب سيظل. وصمة عار ونقطة سوداء في صفحات ثورة 17 فبراير. يختلف الزمان والمكان فقط أما المشهد الدموي والبشاعة فهي نفسها وذاتها تكرر من القربولي إلى سجن الرويمي إلى غرغور إلى ورشفانة إلى ساحة الكيش ببنغازي إلى مدينة القبة، جرائم راح ضحيتها المئات من القتلى دون احتساب الجرحى ومبتوري الأعضاء.تنظيم فجر ليبيا وقبله قوات الدرع وكتائب مصراتة جميعها متهمة بالضلوع في مجازر غرب ليبيا أما مجازر شرق البلاد فقد تكفل بها تنظيم»داعش» الإرهابي.
ردود أفعال باهتة
مجزرة القربولي اهتزت لها أغلب مناطق ليبيا حيث أصدرت قبائل الجبل الغربي والجنوب والساحل بيانات تنديد وتضامن مع أهالي الشهداء والجرحى كما استنكر المجلس الرئاسي مجزرة القربولي من جانبه دعا المبعوث الدولي مارتن كوبلر لضبط النفس مجددا الدعوة لضرورة وجود مؤسسة عسكرية وأمنية واحدة وطالب كوبلر الجهات المعنية بفتح تحقيق عدلي في الغرض.
إلى ذلك انطلقت اتصالات ومشاورات بين أعيان طرابلس ومصراتة قصد استيعاب أي رد فعل أو عملية ثأر والسعي لإيجاد حلول يتم وفقها جبر ضرر أهالي الشهداء والتكفل بمعالجة الجرحى والتزام كتائب مصراتة بعدم المس من استقرار وأمن منطقة القربولي أو غيرها.
وكان عدد من الحقوقيين وناشطين بالمجتمع المدني طالبوا بتدويل مثل هذه الجرائم والمجازر في حق المدنيين العزل سيما مع تواصل غياب قضاء محلي نزيه.كما ناشد هؤلاء أهالي الشهداء والمحامين الليبيين بالتوجه إلى المحكمة الإفريقية والجنائية الدولية. وحمّل المعنيون مفتي ليبيا المعزول المدعو الصادق الغرياني جزءا من مسؤولية تتالي المجازر ضد المدنيين الأبرياء لتحريضه على القتل والعنف المسلح بدل تشجيع الحوار ونشر قيم التسامح والتوادد.
«داعش» الإرهابي يحشد قواته
أكدت مصادر استخباراتية تابعة للجيش الليبي – عملية الكرامة – أن ما يعرف باسم سرايا الدفاع عن بنغازي – وهم من الدواعش يحشدون قواتهم جنوب مدينة أجدابيا استعدادا لمهاجمة بنغازي من عدة محاور ومحاولة استعادة المواقع التي خسرها الإرهابيون.
المعلومة الاستخباراتية يؤكدها القصف الجوي الذي نفذه طيران الجنرال حفتر طيلة اليومين الماضيين على مواقع جنوب أجدابيا ،وحول آخر تطورات الوضع الأمني والعسكري في أجدابيا بأنه تم إعطاء مهلة بيومين للمجموعات المسلحة المرابطة جنوب المدينة للانسحاب قبل استعمال القوة ضدها. من جانبه استنكر جهاز حرس المنشآت النفطية الهجمات الجوية لسلاح جو حفتر على جنوب أجدابيا ،واستهداف إحدى الغارات معسكرات تابعة لحرس المنشآت. وهكذا تأكد انقلاب حرس المنشآت على حليفه الأسبق حفتر وانضمامه للمجموعات المسلحة التابعة للمجلس الرئاسي.