تتسم ببروز ممارسات ومفاهيم جديدة أدخلت تغييرات على صناعة الإعلام والاتصال في سياق ثورة تكنولوجية كاسحة وجذابة خاصة في أوساط الشباب الذين يشكلون نسبة 32.7 % من النسيج الديموغرافي في العالم العربي أي حوالي ثلث السكان.
وأضاف، في كلمته أمام ملتقى قادة الإعلام العربي المنعقد بالأردن اليوم الأحد 5 فيفري 2023، أن جائحة "كورونا" كرست تسارع إيقاع هذا التحول مما فاقم من انحسار ما يسمى "الاعلام التقليدي" ولجوء الكثير من الإصدارات للاحتجاب الكلي أو الاعتماد على النمط الرقمي الأقل كلفة والأكثر سرعة في تداول المعلومات وقدرة على التنافسية والكسب عن طريق الإعلانات.
والسؤال المطروح، بحسب خطابي، ما هو مستقبل الاعلام العربي في ظل هذه التحولات التي تضعنا جميعا أمام اختبار حاسم؟ إلى مدى سيصل تراجع الاعلام التقليدي؟ وكيف يمكن كسب رهان الانتقال الرقمي في بلداننا التي يستخدم فيها حوالي 275 مليون الأنترنت من بين 431 مليون نسمة بعدما لم يكن عدد المستخدمين لا يتجاوز 3 ملايين نسمة في بداية هذه الألفية؟ وكيف يمكن تجاوز الفجوة الرقمية سواء على النطاق البين -عربي أو على الصعيد الدولي؟
وأوضح إن هذه الأسئلة ترتبط بالفهم العميق لطبيعة هذه التحولات وتأثيراتها على الفرد بصفة خاصة الذي أضحى في صلب هذا التطور التكنولوجي والإعلامي، تطور خارق يعطي للفرد نوعا من الانطباع الذاتي بأن العالم بين يديه عبر الحمولات المتدفقة في منصات التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن العالم على أعتاب حقبة جديدة من التاريخ البشري مع انتشار الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يشكل "رهان القرن " بتعبير الفيلسوف ERIC SADIN مذكرا بأن وسائل الاعلام خضعت لنوع من "التساكن" فيما بينها من صحف ووكالات وإذاعة وتلفزيون إلى حين ظهور استخدامات الزمن الرقمي الراهن، بل إن شرائح واسعة في الوسط القروي ما زالت وفية للإذاعة رغم مرور أزيد من قرن على أول بث إذاعي.