قال المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني كفاح محمود ، الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون الكردية والعراقية في حوار لـ«المغرب» أنّه لا بديل عن الاستقرار بين الإقليم وإيران لما يربط بين الطرفين من مصالح اقتصادية وعلاقات تاريخية بين الشعبين الكردستاني والإيراني. وأضاف أن إقليم كردستان العراق ليس مع الحل العسكري ويعمل على تقريب الأطراف المتصارعة في تركيا وإيران وسوريا إلى الحوار بدلا من الخيار الحربي.
• لو تقدمون لنا قراءتكم للمشهد السياسي والأمني في كردستان العراق اليوم؟
الوضع السياسي العراقي يلقي بظلاله سلبا وإيجابا على إقليم كردستان والعكس صحيح، فقد ساهم الإقليم في فتح الانسداد السياسي العراقي بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة السيد محمد شياع السوداني، مما هيأ فرصة جيدة لحل الإشكاليّات المتراكمة بين الإقليم والحكومة الاتحادية.
في كردستان ونتيجة الانسداد العراقي تعرض هو الآخر إلى أزمة سياسية بين الحزبين الرئيسيين؛ الديمقراطي الكردستاني الذي يمتلك أكثر من نصف مقاعد البرلمان الإقليمي وحزب الاتحاد الوطني الذي تراجع كثيرا في الانتخابات الأخيرة، أما الوضع الأمني فقد تعرض هو الآخر إلى تعقيدات نتيجة القصف الإيراني والتركي للإقليم بحجة تواجد قوى سياسية معارضة لهما.
• إلى أي مدى يمكن أن تمضي طهران في كردستان، وما موقف حكومة كردستان والحكومة العراقية من الدور الإيراني ؟
لا تستطيع طهران التخلي عن العراق والإقليم بسبب مصالحها الاقتصادية والسياسية، حيث لديها مئات الشركات الاستثمارية في العراق وكردستان، وهي بقصفها لبعض مخيمات اللاجئين الأكراد الإيرانيين في الإقليم إنما تصدر أزمتها الداخلية إلى كردستان لتخفيف الضغط الإعلامي العالمي وشد انتباهه إلى القصف ونتيجة الضغط الهائل على نظامها السياسي من قبل المنتفضين.
رد الفعل العراقي والكردستاني اتصف بالعقلانية والدبلوماسية ونجح الساسة في الإقليم وبغداد في دحض حجج إيران بتقوية قوات حرس الحدود وزيادة أعدادها ونشرها على الخط الصفري بين البلدين لتقليص حركة المهربين من كلا الطرفين، هذا الإجراء دفع إيران إلى إصدار بيان عبرت فيه عن ارتياحها للخطوة العراقية والكردستانية.
• كيف ترون نتائج زيارة رئيس حكومة العراق إلى طهران ؟
سبقت تلك الزيارة محادثات معمقة لرئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الذي زار بغداد مرتين خلال أسبوع، وتمخضت عن تلك الاجتماعات توافقات على موافقة الإقليم على زيادة أعداد قوات حرس الحدود وتزويدها بأسلحة ثقيلة للسيطرة على الحدود ومنع أي خرق أمني من خلالها، وقد حمّل رئيس الحكومة الاتحادية العراقية ذلك الملف إلى إيران التي رحبت بتلك الخطة.
لا بديل عن الاستقرار بين الإقليم وإيران لما يربط الطرفين من مصالح اقتصادية وعلاقات تاريخية بين الشعبين الكردستاني والإيراني.
• في المقابل هناك تهديد تركي بقصف مواقع كردية، هل يمكن الحديث عن استقرار قريب بين كردستان وإيران؟
تلك عقدة الجغرافية التي يدفع شعب كردستان ثمنها باهظا، منذ ان تمت تجزئته إلى أربعة أجزاء تم إدماجها في أربع كيانات سياسية هي العراق وتركيا وإيران وسوريا، وكلما قام جزء منها بمحاولة لممارسة حق تقرير المصير اجتمع الأربعة عليه لقمعه كما حصل في استفتاء الاستقلال الذي جرى في 25 سبتمبر 2017 حيث اتفقت الدول الأربع على فرض الحصار الخانق على إقليم كردستان، وشنّ العراق حربا ظالمة بدعم فعلي من إيران وتركيا على مدن الإقليم واجتاح مدن كركوك وسنجار وخانقين ودارت معارك طاحنة على حدود الإقليم لكنها لم تحقق أهدافها بإسقاط الإقليم.
قيادة الإقليم نحت منحى دبلوماسي وطالبت بإجراء حوار لحل المشاكل دون خيار الحرب، وطالبت تركيا وحزب العمال المعارض لها إلى ترك أراضي الإقليم ونقل صراعهما إلى داخل تركيا. الإقليم ليس مع الحل العسكري ويعمل على تقريب الأطراف المتصارعة في تركيا وإيران وسوريا إلى الحوار بدلا من الخيار الحربي.
• هناك من يرى أن استقرار تركيا وإيران وسوريا رهين حلّ القضيّة الكردية، مارأيكم ؟
نعم وكان هذا مقالي الأخير حول الأزمة بعنوان ( تركيا وإيران والدرس العراقي) وخلاصته أنّ النموذج الفيدرالي العراقي هو الأنجع لمعالجة القضية الكردية في كل من تركيا وسوريا وإيران، فقد استخدمت كل الأنظمة العراقية مختلف وسائل العنف و»الجينوسايد» والتغيير الديموغرافي لكنها فشلت وانتصر خيار الديمقراطية وقبول الآخر في نظام فيدرالي أنهى حقبة من التصادم بين العرب والكرد في العراق، وحريٌ بالإيرانيين والأتراك اختصار الطريق والذهاب إلى حلّ حضاري إنساني يحترم حقوق الإنسان وحرياته.
كفاح محمود المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني لـ«المغرب»: «لا بديل عن الاستقرار بين إقليم كردستان العراق وإيران»
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:58 06/12/2022
- 1369 عدد المشاهدات
• «طهران لا تستطيع التخلي عن العراق والإقليم بسبب مصالح اقتصادية وسياسية»
• «الوضع السياسي العراقي يلقي بظلاله سلبا وإيجابا على إقليم كردستان والعكس صحيح»