التي تواجهها البشرية من ناحية المتغيرات المناخية ، تتزايد المخاوف على مستوى العالم من تبعات وتأثيرات هذا التحدّي الذي يتهدّد الأرض على الفئات الضعيفة كذلك المعضلات التي خلّفتها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة على غرار موجات الهجرة واللجوء والنزوح عن مناطق النزاع والحروب.
ينعقد في مصر مؤتمر المناخ «كوب 27» بمشاركة دوليّة واسعة وحضور أممي كبير وسيتمر إلى حدود يوم 18 من شهر نوفمبر الجاري لبحث تنفيذ مخرجات المؤتمر السابق الذي انعقد بمدينة «غالاسغو» بهدف الحدّ من التأثيرات المُتسارعة للتغيّر المناخي على البشرية. وفي هذا السياق جاء في تقرير صادر عن مكتب المفوّض السامي للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ارتباط التغيرات المناخية بموجات الهجرة والنزوح الجماعي التي يشهدها العالم في كثير من مناطقه.
وبحسب توقعات الخبراء والمختصين سترتفع درجة حرارة الغلاف الجوي التي بما لن يقلّ عن 4 درجات بنهاية القرن الحالي ومن شأن ذلك مفاقمة الأوضاع الإنسانية لملايين البشر في المستقبل بما يحيلهم إلى لاجئين أو مشردين.
وقدر التقرير ‘’أنّ التغيرات المناخية المتسارعة منذ العام 2008 قد أحالت ما لا يقلّ عن 21.5 مليون إنسان حول العالم إلى لاجئين أو مشرّدين وهو الرقم الذي قد يصل إلى 1.2 مليار إنسان حول العالم في غضون الأعوام الثلاثين القادمة إذا لم يتم وقف حالة التدهور المناخي التي يشهدها العالم حاليا’’.واعتبر التقرير أنّ ‘’مؤتمرات المناخ التي تنعقد برعاية الأمم المتحدة تعد منصة العمل الدولي القادرة على حشد جهود دول العالم لتغيير واقعها المناخي إلى الأفضل’’.
وأشار التقرير إلى أنّ ‘’الفيضانات وحرائق الغابات والموجات الحارة قد تصاعدت حدتها في الأعوام الثلاثين الماضية وخلقت ما يشبه استحالة ديمومة الحياة في مناطق بعينها على ظهر كوكب الأرض مما يستدعي عملا دوليا متسقا لمواجهة هذا الوضع’’. ويربط متابعون التطوّرات السياسية والاقتصادية المنجرّة عن الحرب الروسية الأوكرانية أو عن التوتّرات الأمنيّة في عدد من الجبهات الأخرى الكوارث الطبيعية ومخلفاتها الكارثية على الشعوب خاصة في الدول النامية والفقيرة، كل هذه التراكمات زادت من أعداد المهاجرين واللاجئين والنازحين بشكل كبير ويربطها متابعون بالتغيرات المناخية وما يمكن أن ينجر عنها من تأثيرات كارثية على هذه الفئات مع صدور تحذيرات متتالية من حساسية الأوضاع وخطورتها.
أوضاع كارثية
وكثيرا ما تحدثت تقارير أمميّة عن خطورة أوضاع اللاجئين في مختلف مناطق العالم داخل المخيّمات وذلك بالتزامن مع التغيرات المناخية الصعبة في قادم السنوات مع التحذيرات المتزايدة من خطورة الدراسات في الغرض. وكثيرا ما دقت المنظمات الحقوقية والتي تعنى بحقوق الإنسان ناقوس الخطر حول الأوضاع الكارثية التي يعاني منها اللاجئون في مخيّماتهم خاصّة بعد جائحة كورونا التي أثّرت على البشرية جمعاء .
وإلى جانب الأوضاع الهشة والمتردية التي يعيشها اللاجئون في مخيماتهم بعد تفشي وباء فيروس «كورونا» في أكثر من 180 دولة تحارب جلها لإيقاف تمدد هذا الطارئ الصحي ، يدق المجتمع الدولي اليوم ناقوس الخطر إذ أعلنت بعض الدول أن قدراتها في المجال الصحي غير كافية لمجابهة هذه التطورات وأهمها على الصعيد المناخي .
والمثير للقلق اليوم مصير ملايين اللاجئين حول العالم الذين يعانون أوضاعا غير إنسانية بالمرة في غياب الرعاية الصحية اللازمة وغياب المستلزمات الطبية ومستلزمات النظافة وأبسط مقومات العيش في مخيمات تضم أعدادا كبيرة من العائلات شيوخا وأطفالا وشباب.
وفي الوقت الذي تعاني فيه دول أوروبية غنية من الضغوط على نظامها الصحي بسبب فيروس كورونا، كما هو الحال في بريطانيا وإسبانيا وفرنسا ،تبدو الأوضاع أكثر صعوبة في الدول التي تعاني من قلة الموارد، خاصة إذا كانت تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين ومن بينها الأردن ولبنان.
وتكثر التساؤلات الملحة اليوم حول مصير اللاجئين في المناطق المحاصرة بسبب الحروب، سواء على الحدود السورية أو قرب الحدود التركية أو في أوكرانيا وروسيا وفي قطاع غزة المحاصر من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني ، وأيضا في الدول التي تعاني من مخلفات كوارث طبيعية على غرار باكستان السودان وغيرها من الدول.
على هامش مؤتمر المناخ «كوب 27» في شرم الشيخ المصرية: موجات الهجرة والنزوح الجماعي وارتباطها بالتغيرات المناخية
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:37 08/11/2022
- 1114 عدد المشاهدات
تظهر في الواجهة عدّة ملفات هامّة على علاقة بمؤتمر المناخ «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ المصرية ، ففي وقت يناقش فيه قادة العالم أهمّ التحديّات